احتضنت كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير بجامعة البليدة 2 لونيسي علي بالعفرون، الملتقى الوطني الموسوم ب "دور التحول الرقمي في تحقيق الأداء المتميز لمؤسسات التعليم العالي في مجال التكوين الصحي"، بالتنسيق مع فرقة البحث الموسومة بعنوان "دور التحول الرقمي في تحقيق الأداء المتميز لمؤسسات التعليم العالي"، وبالتعاون مع خلية ضمان الجودة بجامعة البليدة 2، والذي دعا من خلاله المتدخلون من مختصين وأكاديميين، إلى بلورة استراتيجية مخطط الرقمنة بقطاع التعليم العالي. قال الأستاذ يدو محمد رئيس الملتقى ومسؤول خلية الجودة بجامعة البليدة 2، إن الملتقى جاء في إطار الاستراتيجية الشاملة التي وضعتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لإحداث ثورة رقمية على مستوى القطاع. وهو إضافة علمية وفكرية، تسعى إلى تقديم تصورات، من شأنها بلورة هذه الاستراتيجية. وحسبه، "فإن هذه التظاهرة العلمية التي شهدت مشاركة أساتذة من مختلف الجامعات الجزائرية، عالجت مداخلاتهم الجوانب المرتبطة بقضايا الرقمنة، وكيفية إسقاطها وتكريسها في مؤسسات التعليم العالي. كما ركزت على كيفية إدراج التحول الرقمي؛ من أجل الارتقاء بجودة التعليم العالي ومؤسساته، والحوكمة الرقمية، واقتراح تصور نموذجي في سبيل بناء استراتيجية شاملة، تأخذ بعين الاعتبار أبعاد التحول الرقمي، ومتطلباته البشرية والمالية والتقنية بما يخدم وظائف الجامعة؛ سواء على مستوى العملية التعليمية، العملية البحثية، أو على مستوى خدمة المجتمع وتنميته". ومن جهته، أكد براق عيسى" مسؤول خلية المرئية والتصنيف بجامعة البليدة 2 في مداخلته الموسومة ب "استراتيجية التحول الرقمي في مؤسسات التعليم العالي في الجزائر بين الواقع والآفاق"، أن التحول الرقمي أصبح ضرورة ورهانا بالنسبة لقطاع التعليم العالي. والمخطط الرقمي التوجيهي الذي تبنته الوزارة الوصية، بمثابة استراتيجية شاملة بهذا الاتجاه، مشيرا إلى أن "التحول الرقمي يساهم في ترقية مرئية الجامعة محليا وعالميا"؛ لذلك فإن التركيز الحالي، يؤكد، "منصبّ باتجاه التصنيفات العالمية، التي تركز في معاييرها، على التحولات الرقمية، واستعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة على مستوى الجامعات". وفي تدخله أوضح سويسي عبد الوهاب، أستاذ بجامعة الجزائر 3 وعميد سابق لكلية الاقتصاد بجامعة بومرداس، أن إشكالية الملتقى تبحث في مجال التحول الرقمي؛ بغرض تحقيق الأداء المتميز للمؤسسات الجامعية، مشيرا إلى أن "هذه العملية نقلة نوعية على مستوى قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، لا سيما أنها تسعى إلى ترشيد وحوكمة قطاع التعليم العالي؛ من خلال التحكم والاستخدام الأفضل للموارد المتاحة، بما يحقق مرونة أكبر في عملية التسيير والتنسيق بين المصالح، وضمان انتقال المعلومة والتواصل والإتصال، وبلورة فضاء تفاعلي، يسمح للأطراف المساهمة في مستويات متعددة وبمختلف الأشكال، بتكريس الفعل البيداغوجي والإداري المتميز؛ بما يضمن مخرجات إيجابية، تعزز الأداء، والكفاءة والفعالية، وتحقيق نتائج بأقل تكلفة وبأفضل وسيلة". أما الباحثة "تقار أشواق" من جامعة مستغانم عبد الحميد بن باديس، فقد شاركت بمداخلة علمية ضمن محور واقع التحول الرقمي في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي، حيث سلطت الضوء من خلالها، على مراحل التطور الرقمي في مؤسسات التعليم العالي بالجزائر ومؤشراته. وخلصت الدراسة إلى أن التحول الرقمي الذي يشهده قطاع التعليم العالي حاليا، بمثابة قفزة نوعية في مجال الإدارة الإلكترونية مقارنة بالسنوات الماضية، من شأنها تعزيز الشفافية وتكافؤ الفرص لكل فواعل الأسرة الجامعية، وتخفيض تكاليف التسيير، إضافة إلى تقديم تسهيلات للباحثين في ما يخص عملية البحث العلمي، والتقليل من عبء التنقل إلى المؤسسات، ليختتم الملتقى باقتراح جملة من التوصيات الهامة، ومنها: ضرورة الإسراع في وضع استراتيجية وطنية للتحول الرقمي، يمكن عن طريقها ربط مختلف القطاعات الفاعلة بقطاع التعليم العالي، في ميادين الرقمنة والتنسيق بينها، ضمن شبكة رقمية وطنية، تسمح بسهولة تداول المعلومة الرقمية، إلى جانب العمل على نشر الوعي الرقمي؛ من خلال الاهتمام بالدورات التكوينية والأيام الدراسية والملتقيات العلمية، وكذا العمل على وضع لوحة قيادة تهتم بتكوين القائمين على إدارة مؤسسات التعليم العالي بما يتوافق وتطلعات الوزارة الوصية والمعايير الدولية للرقمنة، وكذا الاهتمام بنجاعة رقمنة العمليات الإدارية، والسعي لتنظيم ورشات عمل قطاعية لتشخيص واقع التحول الرقمي؛ قصد الوقوف على نقاط القوة والضعف، وحصر مختلف الفرص التي تعترض عملية التحول الرقمي.