تشهد أسواق مدينة وهران، وعلى غرار عدة أسواق بالولاية، عودة قوية لعرض التمور للبيع من طرف التجار والباعة، وذلك قبل أيام فقط على حلول شهر رمضان، وسط إقبال معتبر على اقتناء كميات كبيرة من التمر خوفا من ارتفاع أثمانها، رغم تأكيد التجار على الوفرة واستقرار الأسعار. تعد التمور من الأساسيات التي لا يمكن أن تفارق موائد الجزائريين خلال شهر رمضان، والتي يقترن وجودها بالصيام وتحلية الإفطار وحتى استخدامها في السحور والسهرات العائلية، ما يرفع الطلب على التمور خلال رمضان ويرتفع معها السعر. وفي جولة بسوق الأوراسي "لاباستي" الذي يعد من بين أهم أسواق عرض التمور بوهران، يشاهد الزائر انتشار باعة التمور على اختلاف أنواعها وأصنافها وسط إقبال من المواطنين على اقتناء التمور والتي كانت أسعارها حسبما هو معروض في المتناول مقارنة مع نفس الفترات من السنوات الماضية، وكشف أحد الباعة المختصين في المجال منذ سنوات بأن التمور متوفرة وبكميات كبيرة ما أدى لاستقرار أسعارها حيث يمكن لأي مواطن بسيط اقتناءها، كما أوضح المتحدث بأننا على بعد أيام من رمضان وقد ترتفع الأسعار قليلا بفعل الطلب ودخول أنواع جيدة من التمور التي تبقى مطلوبة بكثرة. وكشف تاجر آخر بأن أسعار التمور تبقى مرهونة بالطلب الذي يتضاعف خلال رمضان، غير أن المتحدث أكد بأن المؤشرات الحالية ووجود كميات كبيرة بالأسواق سيمنع ارتفاع أسعار التمور شكل جنوني كما حدث السنوات الماضية، مضيفا بأن انتشار الباعة الموسمين للتمور دليل آخر على استقرار الأسعار، وقد طافت "المساء" بعدد من المحلات التي تعرض التمور بأسعار في المتناول، والتي تتراوح بين 360 دج و550 دج للكلغ وهو أغلب المنتوج المعروض بهذه الأسعار، ويوضح التاجر بأن أنواع من التمور الفاخرة على غرار دقلة نور والدقلة الصفراء والعرجون ستدخل السوق خلال رمضان، والتي قد تكون أسعارها مرتفعة بالنظر لنوعيتها الجيدة والتي تبقى مطلوبة أيضا من طرف الزبائن وتقدر أسعارها بين 700 و900 دج وقد تصل حدود 1000 دج للكيلوغرام. من جهتهم يوضح مواطنون صادفناهم بالسوق بأن الأسعار حاليا مقبولة جدا، لذلك يقوم عدد كبير من المواطنين باقتناء كميات قد تكون كبيرة لتفادي شرائها خلال رمضان بأسعار مضاعفة، وتوضح ربة بيت بأنه يتم تخزين التمر في الثلاجات وتجميدها وتناوله بكميات محدودة، وهي طريقة جيدة للحفاظ عليه وتفادي شرائه بأثمان مرتفعة خلال رمضان، كما أبرز مواطن آخر بأن تناول التمر من العادات المستحبة في رمضان، ويكثر عليه الطلب وهو موجود بكميات كبيرة، وأن الأسعار المرتفعة للتمر تخص أنواعا محددة وبطبيعة المستهلك الجزائري الذي يحب أجود التمور خلال رمضان، ويُقبل على شراء التمور مرتفعة الثمن، ويربط ارتفاع الثمن برمضان وهو غير حقيقي لأن التمور التي يتحدث عنها بعض المواطنين هي في الأصل مرتفعة الثمن وتصدر للخارج.