نفى الكاتب والمبدع حرز الله محمد العربي، ما يشاع عن عائلة حيزية، بالقول أنها تبرمت من القصيد الذي يحمل اسمها والذي خطه ابن فيطون، مستدلا بما نقله عن المرحوم الفنان البار اعمر، حيث جاء على لسانه : أنه وفي حياة الفنان القدير صاحب رائعة ياراس المحنة - يكون هذا الأخير قد تناهى الى سمعه أن أحمد بن الباي والد حيزية، كافأ الشاعر ابن فيطون على القصيدة الرائعة التي تشيد بعرش الذواودة· حرز الله محمد العربي الذي غاص في أعماق القصيدة من خلال كتابه باللغة الأجنبية حول حيزية، صرح ل "المساء"، أن حيزية شخصية حقيقية ولدت سنة 1855، والدها أحمد بن الباي أحد أقطاب الذواودة···عاشت حيزية طفولة متفتحة لأن البدوية، كانت تنعم بالحرية بسبب نمط عيشها المبني على الحل والترحال وجلب الماء والحطب·· في هذه المرحلة - يضيف حرز الله - تكون قد تعرفت على ابن عمها اسعيّد (بتشديد الياء)، وربما تكون بذرة الحب التي جمعتهما في سن مبكرة· ويقول الكاتب المهتم بالبحث في التراث المحلي معقبا على الخلافات بشأن منع والدها زواجها من ابن عمها بسبب تقاليد العائلة المحافظة جدا: لقد ساوره شك (حسب رأيي) من أن صحبتها لابن عمها كان من منطلق البراءة والطفولة والأخوة لا غير···· ويضيف غير أن رأيا آخر يذهب الى القول أن هناك علاقة حب سري متقدم بين المتحابين، والاصطدام يكون قد وقع برفض الأب لزواج ابنته، فمرضت إثره حيزية مما أدى إلى وفاتها· أما الرأي الثالث فيقول أن أسعيّد تزوجها لكنها مرضت مرضا مفاجئا فتوفيت إثره· أسعيّد وهو في حالة حداد وحزن شديد، طلب من صديقه الشاعر الكبير أن يرثي حيزية بالقصيدة الشهيرة· ويضيف حرز الله، أبدع ابن فيطون في فرض القصيدة التي تجاوزت شهرتها الحدود الوطنية·· حيث اهتم بها أدباء من فلسطين الحبيبة·وخلود القصيدة في نظري يعود الى عبقرية الشاعر ابن فيطون (الخالدي البوزيدي)، أكثر مما تعود الى لب القصة التي تشبه قصصا مماثلة· و عن تاريخ وفاة حيزية يقول محمد العربي أستاذ اللغة العربية سابقا الطالب بمعهد اللغة العربية بجامعة محمد خيضر ببسكرة حاليا: "سنة وفاة حيزية ضبطها لنا الشاعر بدقة متناهية 1878 في ريعان الشباب و لم تعمر الا 23 سنة·ويدافع الكاتب الباحث محمد العربي، عن حيزية وشرفها ردا على الكلام الذي تردده الألسنة المسيئة للتراث الشعبي وسمعة العائلة العريقة، إذ أن الذواودة التي تنتمي إليها الفقيدة هي من أشرف قبائل المنطقة، وقد أستأثرت بمشيخة العرب لمدة طويلة قبل أن ينافسهم عليها إبن فانة، ومن قبيلة الذواودة شيخ العرب فرحات بن أسعيد دفين سيدي خالد، الذي مات وهو متقمص لمنصب خليفة الأمير عبد القادر على منطقة الزاب·ولا يزال بيت والد حيزية - حسب المتحدث - موجودا حتى الآن في حي الشرافة بمدينة سيدي خالد·