مازالت أصداء مباراة الجزائر والأورغواي التي أقيمت يوم الأربعاء الفارط بملعب 5 جويلية تصنع الحدث في أوساط المهتمين من جمهور ونقاد حيث اتفق الكل على أن المنتخب الوطني في صحة جيدة وبإمكانه مقارعة الكبار والذهاب بعيدا في مشواره، إذا عرفت عناصره كيف تطور مستوى الإداء أو على الأقل تحافظ على الروح الجماعية التي لمسناها في لقائي التصفيات التأهلية أمام كل من مصر وزامبيا والتي كانت شبه غائبة لولا إرادة الفوز التي صنعت الفارق وجعلت صايفي يتخلى عن أنانيته في لحظة حاسمة حين أهدى تمريرة الهدف إلى زميله جبور في الدقيقة 79.. ولعل الملاحظات الأكثر سلبية التي سجلها النقاد في لقاء الأورغواي هي أن العديد من لاعبي المنتخب الوطني قد طغت عليهم النزعة الفردية فوق الميدان. وهذه النقطة قد تفطن لها المدرب الوطني رابح سعدان الذي لم يكن راضيا على الإطلاق بدليل أنه وجه انتقادات للاعبيه في نهاية اللقاء وأبدى حرصه على أن لا تتكرر مثل هذه الممارسات في اللقاءت الرسمية القادمة. كما أن هناك من اللاعبين من أخفوا غيضهم أثناء وبعد المباراة بعد أن أحسوا بأن التيار في وسط الميدان لم يكن يمر بالطريقة التي كانوا يأملونها وأن هناك من سعى للتركيز على جهة دون أخرى فوق الميدان، وهذا يعني أن التغييرات التي أدخلها المدرب الوطني مع مجيء مراد مقني، ربما تكون قد أثرت على نفسية بعض اللاعبين، ممن يخشون على وضعهم كأساسيين في صفوف المنتخب. العصبية أثرت على مردود الكبار ومن النقاط السلبية الأخرى التي سجلت أثناء المباراة، أن بعض العناصر لعبت بعصبية كبيرة مما اثر على مردودها فوق الميدان الى درجة ان هناك من انزلقوا في فخ الخشونة التي تعمدها دفاع الاورغواي لليحلولة دون ترك المجالات مفتوحة امام رفاق زياني لبناء لعبهم أو فرض سيطرتهم فوق الميدان. ويكفي أن نشير في هذا الصدد وهو رأي العديد من تابعوا اللقاء ان اللاعب كريم زياني الذي فرضت عليه الرقابة الشديدة كاد يذهب ضحية هذا الانزلاق ومن حسن الحظ أن المباراة كانت ودية وأن المدرب رابح سعدان فضل تأمينه حين عوضه وتركه يستريح بعيدا عن ضغط الميدان وتفاديا لإصابته لأن خصومه لم يتسامحوا معه على الاطلاق. أرضية الميدان في حاجة إلى عناية كما شكلت أرضية الميدان عائقا كبيرا وكانت ربما من السلبيات التي أثرت على مردود لاعبينا الذين لم يتعودوا على مثل هذه الحالات، إلى درجة أن هناك من قالوها جهرا نريد العودة إلى البليدة، لأن بها أرضية تتلاءم وقدراتنا ومواهبنا. تأثير سوء أرضية الميدان لمسناه بالدرجة الأولى على لاعبي الوسط والهجوم كما قال اللاعب مجيد بوقرة الذي أوضح بأن زملاءه في الخطين المذكورين قد اشتكوا كثيرا من الأرضية وانه شخصيا يفضل ارضية ملعب تشاكر بالبليدة. ومثل هذا الاستنباط ذهب اليه رابح سعدان الذي كشف بأن ارضية ملعب 5 جويلية تتطلب مزيدا من الصيانة والعناية، لتكون اكثر جاهزية لاحتضان مثل هذه المباريات، لكنه استبعد العودة إلى ملعب مصطفى تشاكر. رغبة الفوز تصنع الفارق بين النجوم لكن وعلى الرغم من النقائص والسلبيات التي أشار إليها البعض وألح الكل على ضرورة معالجتها في الوقت المناسب وألقوا بالمسؤولية على عاتق المدرب الوطني وبعض لاعبيه الكبار ممن يتمتعون باحترافية كبيرة، فإن هناك بالمقابل الكثير من الايجابيات التي بوسعنا الإشارة إليها من باب التنويه بالعمل الذي أنجزه الطاقم الفني حتى الآن، إذ أن سعدان وكما بين ذلك تعدادنا في مباراة الاورغواي قد نجح في زرع رغبة الفوز في نفوس عناصرنا الذين كادوا باندفاعهم ان يجهزون على الخصم في الشوط الأول كما تمكنوا من تخطي عقدة الخوف من جمهور ملعب 5 جويلية الذي كان سندا لهم على امتداد اللقاء وصفق للاعبين وخص كل من تألق بمزيد من صيحات التشجيع وهو ما لم يكن يحدث من قبل لصعوبة مزاج هذا الجمهور الذي بسبب مزاجه هذا اضطرت إدارة المنتخب الوطني لنقل مبارياته إلى خارج العاصمة. وإلى جانب ذلك فإن عناصر المنتخب الوطني لم تتأثر بسمعة لاعبي الاورغواي الذين ينشطون في بطولات اوربية قوية، وربما لو حاولنا إجراء مقارنة بين ما قدمة سواريز نجم وهداف نادي اجاكس امستردام القوي وما قام به زياني، لوجدنا ان هذا الأخير ورغم العصبية التي لعب بها المباراة، كان الأحسن وكان الأكثر إقداما بل ومجازفة في كسب كراته. ولوجدنا الوجه الجديد مقني القادم من لازيو روما اكثر موهبة وقدرة على التألق في اول مباراة له مع منتخب بلاده وفي مثل هذا المستوى ايضا، وبالاضافة إلى ذلك فإن الحارسين لوناس قواوي وشاوشي قد تألقا بشكل ملفت، وأظهر قواوي لكل الذين انتقدوه بأنه رقم مهم في تعدادنا وكشف شاوشي بأنه خير خلف لخير سلف. وكان من الصعب القول أن هذا العنصر أوذاك كان أقل مردودا من زميله هذا أو ذاك وحتى صايفي الذي كثيرا ما انتقده الجمهور لنزعته الفردية كان مرة أخرى ومن لمسة واحدة وراء صنع هدف جبور وبذلك نجح سعدان في توظيفه كجوكير وهو الذي رد على منتقدي اختياره لصايفي بالقول أن انتقال هذا اللاعب لنادي الخور لن يغير في شيء من مردوده لأنه ببساطة استفاد كثيرا من فترة احترافه. علينا النظر إلى الأفق والأورغواي للتاريخ فقط وربما ما يحتاج إليه الفريق الوطني قبل أيام من لقاء زامبيا الرسمي والحاسم هو معالجة أسباب تراجع روح التضامن التي سادت مثلا لقاء مصر، وعليه فإن المحطات الرسمية القادمة تتطلب عودة اللحمة إلى الفريق كجسم واحد يفكر بعقل واحد ويلعب بإرادة واحدة وبأسلوب جماعي فلا يهم من سيكون الاساسي ومن سيقود اللعب او يصنع الأهداف أو يحمل شارة القائد أو من جاء الأول للمنتخب الوطني أو التحق مؤخرا، المهم ان يساهم الجميع في صنع الأفراح .. افراح الجزائر طالما ان حظوظنا في التأهل هي أقوى من حظوظ غيرنا، كما أنه لا يجب الالتفات إلى الوراء فهناك زامبيا في الأفق وهناك رواندا ايضا، أما مصر فيكفي الفوز باللقائين المقبلين للحديث عنها فهي الآن ليست في حسابنا عندما يأتي دورها تكون هناك أحاديث أخرى. ع. شويعل بطاقة فنية الجزائر (1) - الأورغواي (0) ملعب 5 جويلية، طق حار، أرضية مقبولة وإنارة جيدة، جمهور متوسط، تحيكم للثلاثي التونسي: رياض حرزي بمساعدة بشير عصامي ورضا فهمي الحكم الرابع: محمد بيشاري الهدف سجله رفيق جبور في الدقيقة 79 الانذارات: جورج مارتيناز وبونو سيلفا من الاورغواي تشكيلة الفريقين: الجزائر: لوناس قاواوي (شاوشي فوزي د 45) - مجيد بوقرة نذير بلحاج يزيد منصوري (رفيق صايفي د 45) عبد القادر العيفاوي خالد لموشية كريم زياني (حسين عشيو د 60) كريم مطمور(سليمان رحو د 75) عبد القادر غزال (ياسين بزاز د 45) رفيق زهير جبور (شريف عبد السلام د 84) مراد مقني (عامر بوعزة د 60). الأورغواي: مارتين سيلفا برونو سيلفا دييغو لوغانو دييغو غودين (فالديز كارلوس د 75) جورجي فوسيل سيبستيان اروغين والتر غار غانو الفارو بيريرا جورجي مارتيناز (امادو ميغال د 60) لويس سواريز (فرنانديز د 82)، سيبستاين أبرو (كافاني إيديلسون د 60).