❊ بودهان: الرئيس تبون يحذّر من تلاشي القانون الدولي وسيطرة القوة ❊ بهلولي: الجزائر ستذهب إلى الجمعية العامة بالدبلوماسية الابتكارية أكد المحللان السياسيان موسى بودهان وأبو الفضل بهلولي، أمس، على أهمية الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية إلى المشاركين في قمة منظمة التعاون الإسلامي، كونها تعكس الموقف الثابت لرئيس الجمهورية إزاء القضية الفلسطينية، مشيرين إلى أنه عاتب المجموعة الدولية بكل جرأة بسبب تخاذلها وعدم اتخاذ اجراءات مسؤولة لوقف العدوان الصهيوني على شعب أعزل. قال الخبير بودهان في اتصال مع "المساء"، إن الجزائر كانت ومازالت وستبقى إلى جانب كل القضايا العادلة في العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مضيفا أنها تحاول تفعيل آليات المجتمع الدولي من قوانين واتفاقيات ومعاهدات وإعلانات دولية، خاصة تلك المتعلقة بحقوق الحريات الأساسية العامة وحقوق الشعوب في التحرر والاستقلال وحق الشعب الفلسطيني بالخصوص. وأشار إلى أن رسالة رئيس الجمهورية تحمل دعوة لضرورة تحرّك المجتمع الدولي من أجل حماية الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو في مناطق فلسطينية أخرى، كما حملت تحذيرا من تلاشي القانون الدولي في حال بقيت الأوضاع على حالها، كون القوي سيأكل الضعيف وسيسود قانون القوة وليس قوة القانون. وعلاوة على ذلك يرى أن الرئيس تبون متمسّك بضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مع الوقف الفوري والعاجل والدائم ومن دون شروط لما يقوم به الكيان الصهيوني من جرائم ضد الشعب الفلسطيني. وعليه أكد المحلل السياسي، أن الجزائر وفي كل المحافل الدولية والقمم العالمية تعمل من إجلاء حق الصوت رسميا وشعبيا مع هذه القضية، خاصة من أجل الوقف الفوري للعدوان الهمجي الصهيوني على الشعب الفلسطيني وفق العبارة التي اشتهر بها الرئيس الراحل هواري بومدين وكرّرها الرئيس تبون وهي "الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة". وأشار بودهان إلى أن الجزائر ستبقى متشبثة بموقفها إلى أن تنال فلسطين العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، من خلال تكثيف جهودها على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة، لأنها في النهاية هي التي تمنح هذه العضوية طبقا للمادة الرابعة من ميثاق الأممالمتحدة . وقال إن رئيس الجمهورية دعا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته كاملة وحماية الشعب الفلسطيني وتفعيل آليات وميكانيزمات المجتمع الدولي لوضع حدّ للانتهاكات الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني، خاصة وأنها نجحت في السابق في استصدار قرار لوقف إطلاق النار بشكل فوري ومنع التهجير القسري للفلسطينيين، وفضح الجرائم الأخرى خاصة تلك المتعلقة بالمجازر الجماعية والدليل على ذلك تلك المقابر الجماعية التي دعت الجزائر على ضوئها لعقد جلسة خاصة لمناقشة هذه القضية وتحديدا على مستوى مجلس الأمن. وعليه يرى محدثنا أن مساعي الجزائر لا ينكرها إلا جاحد بدليل المجهودات الجبارة التي تبذلها عبر دبلوماسيتها التي تتخذ المنحى الاستباقي وبإرادة فولاذية، حتى ينال الشعب الفلسطيني استقلاله. من جهته، أوضح المحلل أبو الفضل بهلولي أن كلمة رئيس الجمهورية أشارت بوضوح إلى أن المجتمع الدولي خذل القضية الفلسطينية، من منطلق أنه من غير ممكن أن تكون لإسرائيل دولة منذ عقود، بينما الشعب الفلسطيني ليس له حقه الطبيعي والقانوني والتاريخي في قيام دولته . وأكد بهلولي أن الرئيس تبون أشار بوضوح إلى أن المجتمع الدولي ومجلس الأمن في حالة انقسام كبير بسبب عدم وجود توافق لحل القضية الفلسطينية، خاصة أن قرار الجمعية العامة رقم 181 قد أقر بأحقية الشعب الفلسطيني بسبب وجود تواطؤ ما بين الدول الغربية مع الكيان وعرقلة قيام الدولة الفلسطينية، كون قيامها يشكل لهذه الدول الغربية تهديدا استراتيجيا للكيان الصهيوني وفي المقابل، يرى محدثنا أن الجزائر أخذت اليوم على عاتقها ملف القضية الفلسطينية خاصة وأنها ممثل المجموعة العربية في مجلس الأمن، في حين يلاحظ على الصعيد الدبلوماسي أن الدبلوماسية الجزائرية اليوم نشطة سواء في إطار دبلوماسية متعددة الأطراف أو الدبلوماسية الثنائية من أجل دعم القضية الفلسطينية والدفع بها داخل مجلس الأمن . وأضاف أنه على الرغم من أن مشروع قرار عضوية فلسطين في الأممالمتحدة تعرض إلى حق النقض، لكن يلاحظ اليوم وجود نقاش كبير في الجمعية العامة للأمم المتحدة، خاصة مع وجود ضغط كبير على العضو الدائم الذي استعمل حق النقض وعرقل قيام الدولة الفلسطينية. وأشار بهلولي إلى أن الجزائر ستذهب إلى الجمعية العامة في إطار الدبلوماسية الابتكارية وربما تكون حلول أخرى على غرار إمكانية طرد الكيان الصهيوني من الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب قرار يصدر من هذه الأخيرة ومن ثم فرض عقوبات سياسية واقتصادية ودبلوماسية على الكيان الصهيوني كما وقع لحكومة التمييز العنصري بجنوب إفريقيا. كما أضاف المحلل أن العالم يشهد تعاليا وعدم احترام الأممالمتحدة والقانون الدولي، بل هناك توجّه لحل القضية الفلسطينية خارج الأممالمتحدة وهذا ما ترفضه الجزائر التي تريد حل القضية داخل أروقة هذه الهيئة الأممية.