افتتحت الطبعة 18 للصالون الوطني للتشغيل والتكوين والمقاولاتية، أمس، بالجزائر العاصمة، بمشاركة 100 عارض سيفتحون المجال طيلة ثلاثة أيام لمئات الشباب لاقتناص فرص عمل أو تكوين أو تجسيد فكرة مبتكرة، بفضل مدّ الجسور بين المؤسسات الاقتصادية ومعاهد التكوين من جهة، والباحثين عن الشغل من جهة أخرى. أكد محافظ الصالون علي بلخيري أن هذه الطبعة التي تنظم تحت شعار "سوق العمل في ضوء الرقمنة والذكاء الاصطناعي"، تتميز عن الطبعات السابقة، بربط إشكالية التشغيل بتحسين المهارات التكوينية وتشجيع الشباب على خلق مؤسسات. وتعكس طبيعة العارضين المشاركين في الصالون، هذا التوجّه، حيث تم جمع هيئات التشغيل ومؤسّسات اقتصادية وبنوك ومدارس ومعاهد تكوين وبحث من القطاعين العام والخاص، فضلا عن حاضنات ومؤسّسات ناشئة وأصحاب مشاريع مبتكرة، في مكان واحد مع برمجة عدة ورشات ومحاضرات لإعلام الشباب بالإجراءات المتخذة من طرف الحكومة لتمكين الشباب من الشغل والاستثمار. واعتبر بلخيري التركيز على مسألة التحوّل الرقمي والذكاء الاصطناعي، يواكب سياسة الحكومة وتعليمات رئيس الجمهورية الرامية إلى اعتماد الرقمنة في كل الوزارات والهيئات الحكومية، والتكيف مع التحوّلات التكنولوجية الكبيرة التي يعيشها الاقتصاد العالمي بفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي. من جانبها، ذكرت المديرة الفرعية في التطوير التكنولوجي والشراكة بالمديرية العامة للبحث العلمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، صورايا مقداد، بالجهود التي بذلتها الوزارة في السنتين الماضيتين، لتعزيز دورها التكويني، مشيرة إلى وضع كل الإمكانيات والآليات اللازمة، لاسيما إنشاء حاضنات الأعمال والمرافقة ومنصة "ابتكار" لتمكين الطلبة من تنفيذ مشاريعهم الابتكارية. وعرض رابح فراقة المكلف بتسيير الوكالة الوطنية لتثمين نتائج البحث والتنمية التكنولوجية، المقاربة الجديدة التي تحث على توفير الشغل للشباب وكذا التكوين الهادف إلى تسيير المسار المهني للموظف، مشيرا إلى أن الوكالة تشارك في الصالون بتنظيم دورات تكوينية وورشات عمل حول الابتكار وريادة الأعمال، مع تنظيم مسابقة لأحسن 3 مشاريع مبتكرة وأحسن مخططات عمل، يشارك فيها 17 مشروعا. وشرعت مختلف المؤسّسات والوكالات المشاركة بالصالون أمس، في استقبال السير الذاتية للشباب الباحثين عن فرص عمل، وهو ما لاحظناه على مستوى جناح الوكالة الوطنية للتشغيل، حيث أفادت ممثلتها سهيلة مصباحي، في تصريح ل«المساء" أن الوكالة ستقوم خلال الصالون بتقديم خدماتها الرقمية في مجال التشغيل عبر 36 منصة تم استحداثها لهذا الغرض، فضلا عن تقديم معلومات حول منحة البطالة. وبخصوص سوق الشغل في الفترة الحالية، كشفت محدثتنا أن عن ارتفاع عروض الشغل في مجالات الخدمات، خاصة بالذكر الرقمنة وتطوير البرامج، وكذا المحاسبة والتدقيق المالي والفندقة وتربية المائيات والصيد البحري. وقالت إن الوكالة تحوز بطاقية هامة تحصي كل طالبي العمل في جميع الاختصاصات، وتعمل على توجيه الشباب للتكوين في التخصّصات المطلوبة. وسمح جناح المؤسّسات الناشئة بإبراز مواهب الشباب المبتكر، مثلما هو الشأن بالنسبة للطالبتين وفاء بأفضل ونبيلة لعمارة اللتين تحدثتا ل«المساء" عن تفاصيل مشروع تخرجهما (مؤسّسة ناشئة) لإنتاج أقراص طبيعية تعالج الأرق ومضادة للبعوض. وأوضحت الطالبة بأفضل التي تدرس في السنة الخامسة بالمدرسة العليا للأساتذة بالقبة، أن المنتج الذي جرب على طلبة جامعات وثانويين، أعطى نتائج إيجابية. وقالت الطالبة لعمارة المتخرجة من جامعة باب الزوار اختصاص بيوتيكنولوجيا من جهتها، أن المنتج طبيعي مستخرج من نباتات ومواد أخرى مرسكلة كلها متوفرة بالجزائر، يزوّده بميزة حماية الأشخاص والبيئة. وأعربت الطالبتان عن رغبتهما في تجسيد المشروع الذي تموّله حاضنة الأعمال بالمدرسة العليا للأساتذة، ليتم تسويقه في السوق الوطنية ثم تصديره إلى الأسواق الخارجية، ما يعكس تطوّر النظرة إلى سوق الشغل لدى الطلبة وكذا نجاح الإجراءات والحملات التحسيسية في غرس فكرة المقاولاتية.