يستقبل رواق "الزوار آرت" بباب الزوار، إلى غاية 18 جويلية المقبل، الفنان التشكيلي عبد الرزاق حفيان، الذي يعرض آخر مجموعة فنية له بعنوان "تأويلات"، التي يعبر من خلالها عن رؤيته الخاصة لمعاني إنسانية عميقة، تتصل أساسا بالصمود والمقاومة. ويضع حفيان في متناول الزوار 40 لوحة، بعض منها مفتوح على "تأويلات" لا حدود لها، كونها تركت بلا عنوان، فيما حملت أخرى عناوين تبرز وجهة نظر الفنان في مسائل لها صلة مباشرة بالحرب على الإنسان، وتدمير معاني الحرية والحب والأصالة والأرض والجمال، كما هو الحال مع الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لأبشع صور التدمير على يد الكيان الصهيوني. يقول الفنان، إن "الدافع الأول لهذه المجموعة، هو العدوان الغاشم على أهل غزة، وما يتعرضون له من تقتيل وتجويع إلى يومنا هذا"، قائلا "أردت بطريقتي أن أعبر عن تضامني، حيث ارتبط تفكيري وانفعالي بإخوتي في فلسطين، وبدل أن أرسم الدمار وحده، أردت أن أفجر المقاومة والصمود الذي يسكن كل فرد منهم ..". ويلاحظ الزائر لهذا المعرض، ثورة الألوان التي فجرها الفنان في معترك لوحته، حتى كادت تفيض من جوانبها، كما هو الحال مع لوحات "الأرواح المتمردة" و«دائرة التوابل" و«قمر سمرقند" و«أهل النخيل" و«العائلة الملونة" و«بين الحرب والحب"، وغيرها من الأعمال التي اعتمد فيها على تقنيات الأكرليك واللصق واستعمال مواد مسترجعة. وكما يبدو، فإن حفيان يمنح الزائر فرصة الوقوف أمام لوحات، قد تقوده إلى المجهول أو تشعره بوجود سر متستر وراء إحدى الأشكال المتولدة من امتزاج الألوان، أو من حركة جسد إنسان، أو من مشية خيل أو موكب إبل، أو حتى من رياح رملية أو موج بحر هائج، كل ذلك ليبني عالما من أفكار هي مؤشر على وجود الحياة. وقد حاول في هذه التجربة الفنية الجديدة، أن يبتعد عن الأسلوب التجريدي البسيط، ليعرض مساحات من الألوان، باستخدام حركات عشوائية للفرشاة، من أجل التعبير عن مشاعره، أو يترك بعضها مبهما ويمنح المتلقي مساحة واسعة للتأويل، تحركه شحنة عاطفية ما أو فكرة معينة، وبتأثير عوامل خارجية. يعتبر حفيان من خريجي مدرسة الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، حيث تخصص في التصميم الغرافيكي لمدة 3 سنوات، قبل أن يستقر بتونس لمواصلة دراساته، ثم توسعت تجربته الميدانية إلى عدد من الدول الأوروبية، إذ تعبر أعماله عن حساسيته وتقنياته الفنية وقدرته على ترجمة الحركة، بفضل الألوان المتباينة والمتفجرة، ليعطي معنى للحياة ولسيرورة العالم.