شرعت العائلات البليدية في التردّد على المحلات التجارية لاقتناء بعض مستلزمات الدخول المدرسي، خاصة ما تعلّق منها بالمآزر والحقائب المدرسية؛ في خطوة استباقية، تهدف إلى التقليل من تكاليف الشراء من جهة، ولتجنّب الازدحام الذي تعرفه بعض المحلات، رغم الوفرة، عند استئناف الدراسة، حسب ما أكد أغلب التجار المستجوَبين. في جولة استطلاعية قادت "المساء" إلى بعض المحلات التجارية ببلدية العفرون، وقفت على إقبال الأولياء رفقة أبنائهم، على بعض محلات بيع الملابس لاقتناء ما يلزم للدخول المدرسي؛ من ثياب ومآزر جديدة. وحسب بعض التجار الذين تحدثنا إليهم، فإن السلع متوفرة، والأسعار في المتناول؛ إذ تختلف باختلاف نوعية السلع المعروضة؛ فلا يزيد سعر المآزر المصنوعة محليا عن 500 دينار، بينما تتراوح تلك المستورَدة من الصين وتركيا ما بين 1500 و3000دينار. وحسبهم، فإن بعض الأولياء يفضّلون اقتناء نوعين من المآزر المستوردة بحثا عن الجودة والأناقة، حتى يلبسها ابنهم في اليوم الأول ويبدو بمظهر أنيق وجذّاب، بينما يفضّل آخرون اقتناء المآزر محلية الصنع، لا سيما بالنسبة للمتمدرسين في الطور الابتدائي، من الذين سرعان ما يلطخونها بالحبر، وبالتالي يحتاجون لأكثر من مئزر واحد خلال السنة الدراسية، وبالتالي يتم اقتناء مئزرين اثنين محليين لا يتجاوز سعرهما 1000 دينار. وبين هذا وذاك يظلّ التوافد كبيرا على اقتناء المآزر، وحتى الملابس الجديدة. وحسب ما جاء على لسان مواطنة كانت بصدد اختيار بعض الثياب الجديدة لابنتها المسجلة لأول مرة في المدرسة، فإن الدخول الاجتماعي حدثٌ هام، أصبح في السنوات الأخيرة بمثابة الاحتفال بالعيد، لا بدّ أن يبدو فيه التلميذ في أبهى حلة، معلقة: " إنّ الأسعار تظل مرتفعة؛ فمثلا المئزر الواحد من النوعية الجيدة يفوق سعره 1800 دينار . ومع هذا فإن الدخول المدرسي شأنه شأن كل المواسم، يحتاج إلى ميزانية خاصة، وهو ما تعوّدنا عليه؛ حيث نُعدّ العدّة، ونشرع في اقتناء ما أمكن؛ حتى لا نشعر بحجم النفقات ". وإذا كانت المآزر والملابس تعرف إقبالا كبيرا، فإن المحافظ ومحلات مستلزمات الدراسة من كراريس وأقلام، استقطبت، هي الأخرى، اهتمام العائلات بمجرد ما تمّ عرضها في المحلات، وهو ما وقفت عليه "المساء" ؛ حيث شرع التجار في الترويج لما يتوفر لديهم من سلع، والتأكيد على ما تضمنه من مميزات؛ بهدف استقطاب الزبائن؛ فمثلا، أكد تاجر أنه اختار عند عرض المحافظ هذه السنة، التركيز على بعض الأنواع التي يكثر عليها الطلب، وهي تلك المصنوعة من مادة لا تسمح بتسرّب المياه، لا سيما تلك الموجّهة للطور الابتدائي، وكذا بعض الأنواع الأخرى التي ترافقها بعض الأكسسوارات؛ مثل حقيبة الطعام. وأكد بعض التجار في دردشة مع "المساء" ، أن الأسعار لم تعرف زيادة مقارنة بالسنة الماضية، وتتباين بين 2500 و4000 دينار؛ إذ يختلف السعر وفق نوعية الحقيبة المدرسية، وما تتوفر عليه من خصائص مميّزة. عائلات تنتظر موعد الأسواق التضامنية وإذا كانت بعض العائلات شرعت في اقتناء ما يلزم أبناءها من أدوات مدرسية وحقائب ومآزر، فإن البعض الآخر فضّل التريث؛ تحسبا لافتتاح الأسواق التضامنية لبيع الأدوات المدرسية، التي تعوّدوا عليها كلّ سنة بالنظر إلى الأسعار المعقولة؛ سواء ما تعلّق منها بالمحافظ أو الأدوات المدرسية، وهو ما أكدته مواطنة عندما قالت: "تظلّ الأسواق التضامنية بمثابة الملجأ لكلّ من لديه أكثر من متمدرسين اثنين في العائلة؛ حيث يشعر بالفرق الكبير في السعر بين ما يُعرض في المحلات وبين ما يباع في الأسواق التضامنية"، مشيرة إلى أنها قررت التريث إلى حين افتتاح الأسواق التضامنية؛ أملا في الحصول على بعض المستلزمات بأسعار أقلّ ما يقال عنها في المتناول.