❊ تشغيل الآلة الاقتصادية وإدارة جديدة للموارد البشرية أكد الخبير عبد الرحمان مبتول أن أهم تحدي يواجه الرئيس الذي ستفرزه انتخابات 7 سبتمبر المقبل، هو تشغيل الآلة الاقتصادية على أسس جديدة برؤية استراتيجية، تقوم على تطوير القطاعات الاقتصادية الأكثر أهمية على المستوى العالمي. اعتبر الخبير مبتول أن تحقيق التنمية الاقتصادية لا يمكن أن يحدث دون توفير الأمن والسلم الاجتماعيين، لاسيما في ظل التوترات الجيوسياسية العالمية التي أثرت بصفة مباشرة على الاقتصاد العالمي، وقال في قراءة حول المحاور التي ينتظر أن تشكل أولوية بالنسبة للفائز في رئاسيات السابع سبتمبر المقبل، أنه من الضروري العمل على تنفيذ سياسة تتجه نحو تجسيد "اقتصاد سوق ديمقراطي تنافسي ذو هدف اجتماعي" و«التوفيق بين الكفاءة الاقتصادية والتماسك الاجتماعي". وتحدث مبتول عن وضع سياسة تشغيل جديدة تعتمد على تكوين يتكيف مع التقنيات الجديدة والحاجيات المتطورة، وفقا للتغيرات الحاصلة في سوق العمل، مضيفا بأن ركيزة التنمية في القرن الحادي والعشرين هي "إدارة جديدة للموارد البشرية". وعلى المستوى المحلي، دعا الخبير إلى سياسة جديدة للتخطيط الاقليمي، من خلال لامركزية حقيقية تهدف إلى محاربة البيروقراطية الإدارية والسماح بتجسيد مشاريع اقتصادية تنموية محليا تضمن الرفاه الاجتماعي للمواطنين. كما تحدث عن أهمية إشراك الكفاءات الجزائرية الموجودة في الخارج، وإعطاء الأولوية إلى المعرفة، واستقطاب الخبرات والتكنولوجيات الحديثة، ودعا من جهة أخرى إلى "إدارة استراتيجية جديدة لسوناطراك" التي تعد المصدر الرئيسي لتمويل برامج التنمية الاقتصادية بالموازاة مع العمل على إصلاح النظام المالي، لاسيما تسيير البنوك العمومية التي تمثل 85% من حصة السوق المالية، وتنشيط سوق الأوراق المالية ودعم سياسة الخوصصة والشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتحفيز الشراكة مع الأجانب التي تحقق مكاسب للجانبين، بفضل تحسين بيئة الأعمال ومكافحة مظاهر البيروقراطية والفساد، لاسيما الناتج عن توسع السوق الموازية، التي أكد على ضرورة إدماجها في السوق الرسمية من خلال آليات شفافة، باستخدام الرقمنة. وتحدث كذلك عن مسألة الانتقال الطاقوي وأهميتها في حماية البيئة وتخفيف آثار التغيرات المناخية، كما شدّد على أهمية مسألة الاكتفاء الذاتي من الغذاء أو ما يعرف بالأمن الغذائي، التي قال إنها تبنى على نموذج جديد للاستهلاك وتوفير المياه العذبة التي سيتراجع حجمها سنة بعد أخرى والحفاظ على أفضل الأراضي التي تقع في الشمال، مع تطوير الأراضي الزراعية في الهضاب العليا والجنوب، باستخدام تقنيات الري الحديثة المحافظة على المياه.