جدد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، السيد رشيد حراوبية، تأكيده على عدم وجود نية لخوصصة المؤسسات الجامعية إن على المستوى القريب أو البعيد وهو ما يكرّسه القانون التوجيهي لقطاع التعليم العالي، مستنكرا المحاولات "المغرضة" التي تقودها بعض التنظيمات الطلابية التي قال عنها إنها "لا تصب في خدمة الطالب أو الجامعة" خاصة وتهدف -كما قال- إلى "تشويه الأهداف النبيلة التي يرمي إليها إصلاح المنظومة الجامعية"· وأبرز وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأهمية التي يكتسيها نظام "أل· أم·دي" في الرفع من مستوى الكفاءات الوطنية المتخرجة من الجامعة وإعطاء محتوى حقيقي للشهادات الوطنية، وذلك خلال إشرافه أمس على افتتاح أشغال الندوة الوطنية لرؤساء المؤسسات الجامعية التي تدوم يومين · وفي هذا الصدد، أوضح السيد حراوبية أن المقصود من هذا النظام هو بالدرجة الأولى "ضمان تكوين نوعي للإطارات يمكنها من الالتحاق بعالم الشغل ومسايرة المتطلبات الاقتصادية"· وفي توجهه إلى رؤساء المؤسسات الجامعية، شدد المسؤول الأول عن القطاع على ضرورة توحيد معايير التقييم والانتقال من طور إلى آخر ضمن نظام أل·أم· دي وذلك على مستوى كل الجامعات خاصة مع توفر البرامج المعلوماتية التي تسهل من هذه المهمة· ولكونها إحدى أهم مرتكزات نظام أل· أم· دي، حث السيد حراوبية مسؤولي الجامعات على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتمكين الطلبة من إجراء التربصات الميدانية وذلك من خلال تفعيل الاتفاقيات المبرمة في هذا المجال على المستويين الوطني والدولي· وتأتي هذه الندوة التي تتوج 4 سنوات من الانطلاق في تطبيق الإصلاحات بغرض "تشخيص النقائص التي أفرزها مسار تطبيق الإصلاح في الميدان والتكفل بمعالجتها بشكل دقيق وحاسم وفق آلية تعاقدية محددة الأطراف واضحة المعالم مضبوطة الآجال" يقول الوزير· وقد شهد اليوم الأول من الندوة تدخل رؤساء الندوات الجهوية للوسط والشرق والغرب الذين استعرضوا بالأرقام الوضع في مؤسساتهم مع التطرق إلى أهم المشاكل التي عرفها الدخول الجامعي 2007 - 2008· وقد بلغت نسبة الطلبة الذين يتابعون تكوينا ضمن نظام أل· أم ·دي "15 بالمائة" من العدد الإجمالي مع العلم أن الدخول الجامعي الحالي قد عرف الشروع في أول سنة من طور الماستر بكل من جامعات بجاية وبومرداس والبليدة· وقد توقف رئيس الندوة الجهوية للغرب على وجه الخصوص عند مشكل المقاعد البيداغوجية التي شهدت عملية تسليمها بالنسبة لوهران وسيدي بلعباس وسعيدة بعض التأخر· أما بالنسبة لمنطقة الشرق التي تضم أكبر عدد من الطلبة الجامعيين (49 بالمائة من العدد الإجمالي) فقد لفت رئيس الندوة الجهوية للشرق الانتباه إلى التوجه التدريجي الذي تشهده جامعات المنطقة إلى تخصصات الآداب واللغات والعلوم الاجتماعية وهو "ما يستدعي القيام بدراسة حول هذه الميول التي أصبحت تميز اختيار الطلبة خاصة وأن هذه التخصصات تبقى بعيدة عن الولوج في نظام أل· أم· دي مقارنة بالتخصصات الأخرى"· وفي هذا السياق أوضح أن النظام الكلاسيكي لا يزال يحظى بأعلى نسبة من اختيارات الطلبة حيث بلغ "78 بالمائة مقابل 29 بالمائة للنظام الجديد"·