تنطلق غدا الثلاثاء قافلة دعم إنسانية من الجزائر متوجهة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين، يشارك فيها ممثلون عن المجتمع المدني الجزائري والفرنسي ومنتخبين محليين جزائريين وفرنسيين. المبادرة قامت بها اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي وجمعية أصدقاء الجمهورية العربية الصحراوية بفرنسا، حيث يتوجه غدا وفد مشترك يضم منتخبين محليين جزائريين وفرنسيين وممثلين لجمعيات من المجتمع المدني الفرنسي وممثلين عن الجالية الوطنية الجزائرية إضافة الى ممثلين عن الهلال الأحمر الجزائري الى مخيمات اللاجئين الصحراويين في مهمة إنسانية تضامنية تتزامن مع شهر الصيام. وذكر رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي السيد محرز العماري أن القافلة تضم مساعدات إنسانية لفائدة اللاجئين الصحراويين تم توجيهها من فرنسا نحو الجزائر، ووصلت قبل أيام الى ميناء وهران قبل أن يتم شحنها نحو المخيمات، وتكفلت جمعية أصدقاء الجمهورية العربية الصحراوية بفرنسا، ومنظمات للمجتمع المدني بباريس بجمع تلك المساعدات. ولن يقتصر نشاط القافلة على العمل الإنساني فقط بل سيكون لها نشاط ثري خلال تواجدها بمخيمات اللاجئين الصحراويين من خلال عقد سلسلة لقاءات بين فعاليات فرنسية من المجتمع المدني والمنتخبين المحليين ونظرائهم من الصحراويين. وستكون تلك اللقاءات فرصة لتبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا خاصة ما تعلق بتطورات القضية الصحراوية مع بعث مفاوضات غير رسمية بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو برعاية أممية، كما ستكون الفرصة مواتية أيضا لنقل رسالة الى الصحراويين تؤكد على الاهتمام الفرنسي خاصة على المستوى الشعبي بالقضية الصحراوية وبحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. وتعد هذه المرة الثانية التي يزور فيها منتخبون محليون فرنسيون مخيمات اللاجئين الصحراويين بعد تلك التي قام بها أكثر من 150 منتخبا محليا نهاية شهر فيفري الماضي وسمحت لهم ولأول مرة بالاتصال المباشر مع منتخبين محليين صحراويين. وسيمكث الوفد بالمخيمات إلى غاية السادس من شهر سبتمبر القادم في خطوة للتعبير عن تضامنه مع الصحراويين خلال الشهر الفضيل وتعزيز روابط التعاون بين المنتخبين المحليين لكلا الدولتين. ويتزامن هذا التحرك من المجتمع المدني الفرنسي والمنتخبين المحليين في وقت تعرف فيه القضية الصحراوية تحولا جديدا بإجراء طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريو لأول جولة مفاوضات غير رسمية بمدينة دونشتاين بالعاصمة النمساوية فيينا، برعاية من الموفد الاممي إلى الصحراء الغربية السيد كريستوفر روس. ومن شأن هذه الزيارة التي يقوم بها وفد عن منتخبين محليين فرنسيين وممثلين عن منظمات المجتمع المدني أن تساهم في توسيع دائرة المساندين للقضية الصحراوية في أوساط المجتمع الفرنسي، والعمل على الدفع بالحكومة الفرنسية الى تغيير مواقفها الداعمة للاستعمار المغربي للمدن الصحراوية.