نفى وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد سعيد بركات أن يكون الإنتاج الفلاحي الوطني عرف تراجعا في السنوات الماضية، وأكد بالمجلس الشعبي الوطني، أول أمس، أن الدعم الفلاحي سيتواصل مع فرض الصرامة في تسيير أمواله· ولم يستسغ وزير الفلاحة لدى رده اول امس على سؤال شفوي لنائب حركة النهضة امحمد حديبي الصيغة التي جاء بها سؤال النائب كونه تساءل عن وجهة مبلغ 4 ملايير دولار التي خصصت للدعم الفلاحي، واوضح أن هذا المبلغ تم تخصيصه من قبل الحكومة للفترة الممتدة من 2000 الى 2006 ووجه لدعم الاستثمار في القطاع· وحسب الأرقام التي قدمها الوزير، فإن الإنتاج الوطني من مختلف المنتوجات الفلاحية الأساسية سجل ارتفاعا ملحوظا خلال السنوات الستة الأخيرة خاصة من الخضر والفواكه والحبوب الشيء الذي سمح بالقضاء على ظاهرة الندرة في المنتوجات الفلاحية في الأسواق· وأضاف أن الإنتاج الوطني عرف قفزة معتبرة بتسجيل ما قيمته 668 مليار دينار في سنة 2006 أي ما يعادل 2،9 ملايير دولار· وقال الوزير إن هذا الدعم مكن الجزائر من انتاج 43 مليون قنطار من الحبوب سنة 2007 وتم الرفع من المساحات المخصصة للاشجار المثمرة على المستوى الوطني من 520 الف هكتار سنة 2000 الى قرابة مليون هكتار اليوم· وبخصوص الدعم الذي تقدمه الدولة وأكد أن "الدعم الفلاحي سيتواصل وسيتابع بصرامة اكثر" وشدد في هذا السياق على أن أموال الدولة "هي أموال الشعب" وتعهد بمواصلة السهر على إنفاقها بحكمة وأمان ومسؤولية بما يخدم مصالح الشعب· ومن جهة أخرى ارجع الوزير الندرة التي شهدتها السوق الوطنية في الأشهر القليلة الماضية في مادة البطاطا الى عزوف بعض المنتجين عن زراعة هذا المحصول بعد تدني سعره في سنة 2006 وكذا المضاربة التي ساهمت في الارتفاع "غير المعقول" في سعر هذه المادة ذات الاستهلاك الواسع إضافة الى انتشار مرض "الميلديو" الذي مس أزيد من 5 الاف هكتار· وعلى صعيد آخر وفي إجابته على سؤال لنائب آخر حول الأمن الغذائي للبلاد، أكد وزير الفلاحة أن "الدولة سطرت برنامجا خاصا يرتكز أساسا على التسيير العقلاني للموارد الطبيعية"· وشدد على أهمية التوجه الجديد للوزارة والمتمثل في التركيز على دعم الفلاحين في مجال زراعة الأشجار المثمرة، مؤكدا على أن هذا الخيار الذي تم تبنيه قبل حوالي سبع سنوات لم يؤد الى تراجع في الإنتاج الوطني من الحبوب وإنما حدث العكس وقدم أرقاما في هذا الشأن· وحرص الوزير في السياق على التأكيد على توفر مادتي السميد والفرينة في السوق الوطنية مشيرا الى ان الدولة لا تزال تدعم اسعار القمح الصلب واللين وتعمل على استقرار أسعارها معتبرا " أن كل زيادة في الأسعار هي مضاربة وغش يجب محاربتهما"· وعن سؤال ثالث طرحه النائب بوفاتح بن بوزيد يخص فتح مركز تطوير سلالة أولاد جلال البيضاء للماشية بولاية بسكرة قال السيد بركات ان المركز فتح ابوابه نهاية العام الماضي وبدا فعليا في تطبيق برنامج التلقيح الاصطناعي·وأوضح ان هذا المركز يهدف الى الحفاظ على سلالة اولاد جلال البيضاء باعتباره"إرثا وطنيا"·