شددت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هنيس بلاسخارت، على ضرورة أن تكون حماية المدنيين في لبنان أولوية قصوى، في وقت يواجه هذا البلد أزمة كارثية مع زيادة أعداد الضحايا المدنيين والنزوح الجماعي والدمار الواسع للبنية التحتية المدنية جراء استمرار العدوان الصهيوني. دعت المسؤولة الأممية، في بيان لها إلى بذل كل جهد لحماية المستشفيات، منوهة إلى أن من يوفرون استجابة فورية بما في ذلك الطواقم الصحية والمسعفون تعرضوا لضربات كبيرة، حيث زاد عدد الهجمات التي تطال المنشآت الصحية والعاملين فيها. ولفتت إلى أن ضربة صهيونية قرب مدخل مستشفى "رفيق الحريري" الجامعي الأسبوع الماضي، أسفرت عن استشهاد 18 شخصا من بينهم أربعة أطفال وأربعة عاملين في مجال الرعاية الصحية. كما تطرقت إلى التهديد الذي يتعرض له الصحفيون، مذكرة بأنه عندما يتم استهداف الصحفيين الذين يحظون بحماية القانون الدولي الإنساني، فإن ذلك يشكل تهديدا للحقوق الأساسية التي تتعلق بحرية المعلومات والتعبير. وكان نقيب الأطباء اللبنانيين، يوسف بخاش، قد أكد أن الاستهداف المباشر والمستمر من قبل الكيان الصهيوني للقطاع الصحي والطبي خلال عدوانه على البلاد، يشكل تهديدا حقيقيا ويفاقم الأزمة التي يعاني منها النظام الصحي. وقال "إن القطاع الطبي والصحي في لبنان تعرض إلى ضرر كبير منذ بدء العدوان على البلاد"، مضيفا أن حوالي 22 مستشفى تعرض لأضرار جزئية، مما أدى إلى تعطيل أنابيب الأكسجين وبعض الأجهزة الطبية. وذكر المتحدث، أن القطاع الصحي في لبنان تمكن حتى الآن من معالجة أكثر من 12 ألف جريح. وكانت وزارة الصحة اللبنانية، قد أعلنت عن ارتقاء 163 شهيد وإصابة 272 آخرين من العاملين في قطاعي الصحة والإسعاف خلال عام من العدوان الصهيوني المتواصل على لبنان، مؤكدة أن ذلك يرقى إلى جريمة حرب. وقال وزير الصحة، فراس الأبيض، خلال مؤتمر صحفي إن الاعتداءات الصهيونية طالت 55 مستشفى تم استهداف 36 منها بشكل مباشر ما أسفر عن إغلاق ثمانية مستشفيات بشكل قسري. ويتعرض لبنان إلى عدوان صهيوني منذ أكتوبر 2023، وصعد الكيان المحتل في منذ الشهر الماضي، من وتيرة القصف الجوي والمدفعي بشكل غير مسبوق ووسع نطاق استهدافاته لتمتد إلى العاصمة بيروت. وأدى العدوان الصهيوني إلى استشهاد وإصابة الآلاف من اللبنانيين، علاوة على إجبار أكثر من مليون شخص على النزوح من منازلهم.