❊ إرساء قاعدة صناعية متينة والحفاظ على الجاهزية التامة للقوات المسلحة ❊ تكوين احترافي وتكيّف مع حروب الجيل الخامس ❊ استعراض عسكري ضخم بمناسبة الذكرى 70 لثورة الفاتح نوفمبر ❊ "جيش-أمة".. رابطة أبدية يواصل الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، مسيرة البناء بعد التحرّر، ويؤدي مهامه الدستورية منذ الاستقلال بجدارة واستحقاق دفاعا عن الجزائر وأمنها وحدودها، وصدّ محاولات استهدافها، في خضم وضع جيو- سياسي إقليمي ودولي متسم بالتوترات والتحولات، كما يتأقلم مع التطورات في المجال العسكري، عبر العمل على إرساء قاعدة صناعية متينة والمحافظة على الجاهزية التامة للقوات المسلحة والعصرنة وضمان تكوين احترافي للعنصر البشري، إلى جانب التكيّف مع حروب الجيل الخامس وتهديدات الأمن السيبراني، دون إغفال دوره الاجتماعي وحرصه على توطيد رابطة "جيش-أمة"، وهو يحضر لتنظيم استعراض ضخم بمناسبة سبعينية ثورة الفاتح نوفمبر. يؤدي الجيش الوطني الشعبي منذ الاستقلال مهامه على مختلف الأصعدة، ويخوض مسيرة البناء والتطوير والعصرنة على مختلف الجبهات، متكيّفا مع التطوّرات والتغيّرات الحاصلة في ظلّ وضع جيو-سياسي إقليمي ودولي متقلّب، وهو ما يعكس اهتمام القيادة العليا للجيش، وعلى رأسه رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني السيد عبد المجيد تبون، بالمؤسسة العسكرية من خلال توفير الامكانيات والوسائل البشرية والمادية لتطوير وتعزيز قدرات الدفاع الوطني، وهذا عبر المحافظة على ميزانية مرتفعة، ما أعطى هذه المؤسسة حركية على الأصعدة الأمنية والاقتصادية وحتى الإنسانية، وحضورا ميدانيا مشهودا، وهو ما لفت إليه، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أوّل السعيد شنقريحة، في تصريح سابق لما قال "إنّ الجيش الوطني الشعبي كان ولا يزال درع الأمة، وحصنها المنيع، وسيبقى على الدوام الحافظ لعزة الوطن، والحامي لحدوده، والمدافع عن سيادته، والساهر على أمنه واستقراره". تحضير قتالي جيّد وتطوّر يعكس النتائج النوعية حقّق الجيش الوطني الشعبي نتائج نوعية في حماية الحدود ومحاربة الإرهاب ومكافحة أشكال الجريمة المنظمة من تهريب وهجرة غير شرعية وغيرها، في ظلّ الوضع الجيو- سياسي الإقليمي والدولي المتغير، وهو ما يعكس التحضير القتالي الجيد والتطوّر الذي أحرزه والأشواط المعتبرة التي قطعها في سبيل أداء مهامه، بفضل مقاربة مدروسة ترتكز على التجهيز بأحدث المعدات والتحضير القتالي الدائم والمستمر، مع التحديث والعصرنة، وكذا الاعتماد أساسا على مورد بشري كفء، في ظلّ الاهتمام الذي يوليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لهذه المؤسّسة التي تعتبر درع الأمة وحامي السيادة الوطنية، وهي التي سجّلت حضورها في كلّ الأحداث التي مرّت بها البلاد منذ الاستقلال إلى غاية اليوم، خاصة عقب الاستقلال وخلال العشرية السوداء وحراك 2019، إذ أكّد الرئيس تبون في أحد خطاباته السابقة "إنّ السيادة الوطنية تصان بالارتكاز على جيش قويّ مهاب واقتصاد متطوّر". ترقية الصناعة العسكرية.. خيار استراتيجي وضع رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني عبد المجيد تبون ترقية الصناعات العسكرية، بمثابة خيار استراتيجي لا يقل أهمية عن مسعى بناء اقتصاد وطني قويّ ومتنوّع للدفاع عن سيادة الجزائر، وقد حقّق الجيش الوطني الشعبي، في إطار مساعيه للتحكّم في هذا النوع من الصناعات وتوفير ما يحتاجه من معدات، إنجازات معتبرة وهو يعمل على اكتساب التكنولوجيا والخبرة لضمان تجديد وتحديث العتاد العسكري وعصرنته وتوفير مستلزماته، دون إغفال جانب التكوين العلمي والتقني للإطارات والمستخدمين. في هذا الإطار، تتصدّر عملية تطوير القوات المسلحة وتدعيم قدراتها القتالية في عدّة اختصاصات، أولويات القيادة العليا للجيش، بهدف وضع أسس لقاعدة صناعية متينة ومتنوّعة للتقليل قدر الإمكان من الاعتماد على الخارج، وهي القناعة التي حذت بقيادة الجيش إلى الأخذ بخيار إنشاء مؤسّسات ذات طابع صناعي وتجاري تابعة للمؤسّسة العسكرية، للعمل على تلبية احتياجاته والسوق الوطنية. تعزيز قدرات الدفاع السيبراني وتولي الجزائر أهمية كبيرة لأمن الأنظمة المعلوماتية، باعتبارها مجالا حسّاسا وحيويا للدولة، حيث يواصل الجيش الوطني الشعبي مجهودات التطوير لمواجهة التهديدات السيبرانية ويساهم في وضع استراتيجية وطنية في المجال الرقمي، في هذا الصدد، قال الرئيس تبون "إنّ كسب رهان الأمن السيبراني يعتمد أساسا على تثمين العنصر البشري الذي تنبثق منه الكفاءات المتمرّسة، المدركة لحيوية المهام المسندة إليها، وهو ما نوليه الأهمية القصوى في توجّه الدولة لإحداث نقلة نوعية على مستوى تسيير الشأن العام، من خلال وضع الأسس لاستراتيجية وطنية مدروسة للرقمنة، وهو خيارنا السيادي، المبني على إدراكنا الجماعي لارتباط التنمية المنشودة بترشيد الحكامة، والرفع من جودة أداء المؤسسات، وتثمين القدرات وتعبئة الموارد". فالرقمنة التي ما فتئت أشدد على ضرورة تجسيدها، بالنسبة للرئيس، "ليست عملية تقنية بحتة، بل هي قناعة راسخة، وفي صلب أولويات بناء الجزائر الجديدة"، بينما قال الفريق أوّل السعيد شنقريحة، "إنّ الجزائر تعي جيّدا أهمية الأمن السيبراني، الذي أضحى ضرورة حتمية، من أجل مواجهة كلّ أشكال المخاطر والتهديدات التي تستهدف الأنظمة الحسّاسة والحيوية للدولة، بمنطق استباقي ووقائي". استشراف واستعداد لحروب الجيل الخامس كما يولي الجيش الوطني الشعبي أهمية كبيرة للاستشراف في سياق جيو- سياسي دولي وإقليمي يتّسم بالتحوّل وتعقّد الأزمات وتشابك التهديدات والمخاطر، ما يجعل استشراف تطوّرها المستقبلي صعبا للغاية، خصوصا مع احتدام التنافس بين القوى الحالية والصاعدة من أجل بسط نفوذها وإحكام سيطرتها على الموارد والثروات. ودعا رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أوّل السعيد شنقريحة، شهر جوان الماضي خلال ملتقى وطني بعنوان "الدفاع الوطني في مواجهة حرب العقول" إلى إبراز وإدراك الخطورة الاستراتيجية لما قد يحاك ضدّ بلدنا، "باستعمال التقنيات المرتبطة بالحروب من الجيل الخامس، على غرار الممارسات الخبيثة التي تعتمدها في الآونة الأخيرة الأطراف الحاقدة على الجزائر، بسبب ثباتها على مواقفها وقرارها السيد ومساندتها للقضايا العادلة في العالم". "سبعينية الثورة".. رسالة سلام لدول الجوار بمناسبة الاحتفال بسبعينية ثورة الفاتح نوفمبر، تشهد الجزائر استعراضا عسكريا ضخما يعكس التطوّر الكبير الذي بلغه الجيش من كلّ النواحي، مثلما أشار إليه وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، وسيكون لهذا الاستعراض دلالة رمزية تظهر الامتداد الشعبي للجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني ووفائه الدائم لرسالة الشهداء. وسبق للجيش الوطني الشعبي أن نظّم العديد من المناورات والتمارين البيانية والاستعراضات في مناسبات وطنية، أبرزت الجاهزية التامة للقوات المسلحة لأداء مهامها بكلّ إتقان وتصميم، ولعلّ أهم هذه الاستعراضات، ذلك الذي نظم بمناسبة الاحتفالات المخلدة لستينية استرجاع السيادة الوطنية، وثمّن احترافية المؤسسة العسكرية الجزائرية، وذلك من خلال التشكيلات العسكرية التي تم استعراضها وأثبتت أنّها "قوّة رادعة بمختلف وحداتها وتخصّصاتها وأنّها مثال للنظام والتنظيم والدقة"، ولقي ترحابا كبيرا بين الشباب، خاصة منهم أولئك الذين اكتشفوا المهارات العالية والآليات المتطورة لأول مرة والاتقان اللامتناهي الذي يتعامل به أسود جيشنا البواسل، سليل جيش التحرير الوطني. كما شهد الاستعراض الكشف عن أسلحة متطوّرة تظهر امتلاك الجيش لوسائل القوّة والردع، وتميّز بالانضباط والاحترافية والأداء المنسجم والمتناسق، وكان في مستوى أبعاد ورمزية هذه الذكرى، وجهت فيه رسالة قوية وواضحة جاءت على لسان، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، عندما قال "إنّ سلاح الجيش الوطني الشعبي موجّه حصرا للدفاع عن الجزائر، وحماية حدودها، والذود عن سيادتها الوطنية، إلى جانب المساهمة في إحلال السلم والاستقرار في العالم، تحت وصاية الأممالمتحدة، والجزائر تعبّر بكلّ وضوح عن إرادتها وعزيمتها للاضطلاع بدور محوري على الساحة الإقليمية والدولية، في إطار القانون الدولي". "وطني" المنبت "شعبي" الجذور ازدادت رابطة "جيش-أمة" متانة، في ظلّ اهتمام وعزم القيادة العليا للبلاد على مواصلة تعزيز وتطوير القدرات العسكرية للجزائر تماشيا مع الرهانات والتحديات التي تواجهها، حيث أشار الرئيس تبون، في إحدى مقابلاته الإعلامية، إلى أنّ منبت الجيش الوطني الشعبي ومكانته لدى الشعب معروفة، وأوضح "أنّ الامتداد التاريخي والشعبي للجيش الوطني الشعبي، دائما ما كان السمة التي تميّزه عن باقي الجيوش، وأنّ الشعب الجزائري، أثبت مدى إدراكه لقيمة جيشه، ففي أحلك الظروف وأكثر المواقف صعوبة، لم يفوت أدنى فرصة للاحتفاء به والتأكيد على الرابطة التي تجمعهم". وهو ما أكّده بدوره، الفريق أول شنقريحة لما قال إنّ جيشنا الوطني المنبت، الشعبي الجذور، الذي يعمل في ظلّ توجيهات رئيس الجمهورية، يدرك تمام الإدراك حجم التحديات التي يجب رفعها، والرهانات التي يتعيّن كسبها، في ظلّ التطورات المستجدة الحاصلة في محيطنا الإقليمي والدولي، ويعي جيدا انعكاساتها على أمن واستقرار بلادنا. واضطلع الجيش الوطني الشعبي على مدار 62 سنة بأدوار اجتماعية راقية كرّست الحضور الأصيل للسليل، وتجسّد ذلك عبر عمليات التشجير والإنقاذ والتكفّل بالمنكوبين وغيرها، وتعدّدت الانجازات التنموية للجيش منذ ستينيات القرن الماضي، فجرى بناء القرى النموذجية ومختلف مرافقها الحيوية، وشقّ الطرق وربط أعمدة الكهرباء، وجسد صورة للتلاحم مع الشعب من خلال تقديم المساعدة أثناء الحرائق والتقلبات الجوية.