عبر المشاركون في ندوة جنيف حول القضية الصحراوية التي احتضنها، أمس، مقر الأممالمتحدة بمدينة جنيف السويسرية، في مداخلاتهم عن إدانتهم لسياسة ازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها دول وازنة من داخل مجلس الأمن الدولي في التعامل مع القضية الصحراوية . جاء ذلك خلال مدخلاتهم عقب الاستماع لمحاضرة حول "القانون الدولي وتقرير المصير" نشّطها مناصفة كل من رئيس التنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي، بيير غالان، وأستاذ القانون الدولي بالمؤسسة السويسرية للدراسات الدولية والتنمية، مارسيلو كوهين، وأستاذ القانون الدولي بجامعة سان سبستيان الإسبانية، خوان سورويطا .وتم التطرق الى الأوضاع بالصحراء الغربية أمام مقتضيات القانون الدولي والشرعية الدولية وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، حيث أبرز الخبراء أن قضية الصحراء الغربية تضع الأممالمتحدة في وضع محرج للغاية وتكشف واقع ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين التي تنتهجها قوى من داخل مجلس الأمن تعمل لضمان وتأمين مصالحها على حساب القانون الدولي والشرعية الدولية. وهو ما يرفع اليوم وفقا للمتدخلين الاصوات المطالبة بتصحيح الوضع الشاذ للأمم المتحدة ووضع حد لهيمنة فريق "الفيتو". وأكد الخبراء أن حق الشعب الصحراوي ثابت وغير قابل للتصرف أو التقادم وكفاحه عادل وشرعي وما يحتاجه هو دعم القوى الكبرى والفعالة وتجند القانونيين ورجال القانون لفرض احترامه وتطبيقه. وأشاروا إلى أن أحكام محكمة العدل العليا التابعة للاتحاد الأوروبي الصادرة في 4 أكتوبر الماضي وحكم محكمة حقوق الإنسان والشعوب الإفريقية نهاية سبتمبر 2022 إلا رسم للطريق الذي وجب استغلاله لتوفير عوامل ضغط أكبر وأكثر فاعلية لمساندة الشعب الصحراوي على تجسيد إرادته. كما أجمع المشاركون في ندوة جنيف على ضرورة تطبيق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 1514 القاضي بمنح الاستقلال للشعوب المستعمرة، مطالبين المجتمع الدولي وفي مقدمته الاممالمتحدة بتحمل مسؤوليته في تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال.وكان من بين المتدخلين سفير جنوب إفريقيا لدى الاممالمتحدةبجنيف، مشولوسي انكوسي، نائبة وزير العلاقات الدولية والتعاون النامبية، جيني ماتوندو، التي ترأس حاليا مجموعة جنيف لدعم الصحراء الغربية. وتطرّق النائب الفرنسي، جون بول لوكوك، إلى الموقف بلاده الذي راى فيه أنه لا يمثل الشعب الفرنسي وقال إنه "جاء في ظل هزائم حزبه داخليا وعمليات التشطيب التي تقوم بها دول إفريقيا للتخلص من الهيمنة الاستعمارية الفرنسية وكذا الازمة التي تمر بها عديد الشركات". وتحدث المبعوث الأممي السابق إلى الصحراء الغربية، فرانشيسك باستالغي، عن تجربته في تسيير ملف بعثة الأممالمتحدة من أجل الاستفتاء بالصحراء الغربية "المينورسو"، مشدّدا على أن القضية الصحراوية قضية تصفية استعمار.