دعوة إلى تشكيل تكتلات سينمائية لخلق حصانة ثقافية وطنية توصل المشاركون في الملتقى الدولي حول "السينما والذاكرة" عند ختام أشغاله إلى ضرورة الاستثمار في توزيع وتسويق الأفلام التي تخدم الذاكرة وتعزز قيم ومضامين سينما المقاومة في مختلف المجالات ترسيخا لقيم الثقافة الوطنية. بعد عرض لمختلف المداخلات التي أحاطت بمحاور الملتقى وطرحت تساؤلات وأجابت عن أخرى وفتحت نافذة على رؤية مستقبلية في التعامل مع الذاكرة عبر السينما، أجمع المشاركون على نجاح الملتقى، وأوصوا بالحفاظ على استمراريته، وأن تتعلق الطبعات التي سيتم تنظيمها مستقبلا بالإشكاليات التي أثارها المتدخلون، على غرار الفنون والذاكرة وتحديات العالم الرقمي والذكاء الاصطناعي ، التوثيق السينمائي والذاكرة في ظل هيمنة الوسائط الجديدة، الذاكرة والأشكال السينمائية الجديدة، مع التوصية على أن يكون موضوع "السينما والدبلوماسية الثقافية: دور القوة الناعمة في التحولات الراهنة" عنوان الطبعة القادمة. كما دعت اللجنة العلمية إلى طبع أعمال الملتقى في كتاب يحفظ ذاكرة هذه الطبعة، وأوصت بتعزيز وإدراج قيم ومضامين سينما المقاومة في مختلف المجالات من أجل ترسيخ قيم الثقافة الوطنية، وتنصيب لجنة علمية من السينمائيين والمؤرخين على مستوى وزارة الثقافة تتكفل بالمرافقة الفنية والتاريخية للإنتاج السينمائي حول الذاكرة ، كما دعت الى الانفتاح على تجارب سينما المقاومة في البلدان الأخرى، باستضافة سينما المقاومة لتكون ضيف شرف في كل طبعة، ولتكن سينما المقاومة الفلسطينية ضيف شرف الطبعة القادمة . وأوصت اللجنة بتنظيم مسابقة دولية لأحسن الأعمال البحثية والإبداعية المتعلقة بالسينما والذاكرة، ترصد لها جوائز سنوية تقدم على هامش كل طبعة من الملتقى وتثمين الأعمال الهادفة في مجال السينما والذاكرة التي تعمل على نشر الوعي التحرري ونشر القضايا العادلة في العالم، وأيضا تشجيع تشكيل تكتلات سينمائية تهدف لكسر الاحتكار العالمي للسينما من قبل الشركات السينمائية الغربية التي تروج لمضامين استعمارية، سعيا لخلق حصانة ثقافية وطنية في مواجهة إكراهات السينما العالمية، موصية بضرورة ترميم الرصيد السينمائي الوطني خدمة للتاريخ والذاكرة الوطنية وحفظه من التلاشي والاندثار، والعمل على استرجاع الأرشيف السينمائي والتاريخي الموجود في الخارج خاصة في دور الأرشيف وإتاحته للباحثين وصناع السينما، وتم الدعوة الى الاستثمار في التوزيع والتسويق للوصول إلى جمهور عالمي، بتخصيص ميزانيات كبيرة للترويج، والتعاون مع منصات عالمية، لمنح الأفلام التاريخية وسينما المقاومة انتشارا عالميا، وإنشاء بنك رقمي للإنتاج السمعي البصري والسينمائي الجزائري المتعلق بالذاكرة، والحرص على الأمن الثقافي . يذكر أن الملتقى الدولي السينما والذاكرة المنعقد تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، من تنظيم وزارة الثقافة والفنون عن طريق المركز الجزائري لتطوير السينما دامت اشغاله يومين بحضور باحثين ومختصين من ستة عشرة(16) دولة أجنبية في اختصاصات مختلفة جمعت بين السينما، التاريخ، الإعلام والسمعي البصري، وبمشاركة مهنييّ السينما وصنّاعها من مخرجين ومنتجين وكتاب سيناريو وتقنيين وإعلاميين ونقاد.