دعا مدير البيئة بالبليدة وحيد تشاشي، بعدما تم رصد طائر "المينا" الهندي ببلدية موزاية، السكانَ إلى عدم التهويل، خاصة أن الكثيرين نشروا عبر صفحات التواصل الاجتماعي، أن هذا الطائر سيتسبب في إفساد المحاصيل الزراعية، مؤكدا أن وجوده لا يستدعي القلق؛ لأنه، حقيقة، مجرد طائر دخيل غير أصيل، يتطلب اتخاذ تدابير احترازية للحد من انتشاره. ذكر المسؤول أن مصالح البيئة بالبليدة لها تجربة ناجحة، وتُعد أولى من نوعها على المستوى الوطني، في التعامل مع طائر "البلشون"، الذي يُعد هو الآخرو من الطيور الدخيلة، والتي أثرت على النظام الإيكولوجي؛ بسبب انتشارها الكبير خاصة بالبليدة. وأوضح مدير البيئة لولاية البليدة في تصريح ل "المساء"، أن المديرية بادرت منذ الإعلان عن دخول طائر "الميناء" الهندي إلى الجزائر، بإطلاق حملة واسعة؛ من أجل التحسيس والتوعية، وإعطاء المعلومات الصحيحة حول هذا الطائر؛ لتفادي التهويل، مشيرا إلى أنه بعدما شوهد في ولاية البليدة، سعت مديرية البيئة إلى عقد اجتماع يضم الفاعلين، ومنهم فيدرالية الصيادين، ومحافظة الغابات، ومديرية البيئة؛ من أجل تحديد طريقة التعامل مع هذا الطائر، الذي يُعد حسب المختصين من الطيور سريعة التكيف مع المناخ، ويتكاثر بسرعة، كما تكمن خطورته في كونه يعيش بنفس الأعشاش التي تعيش فيها الطيور الأخرى، وبالتالي فإنه يقوم بإفساد أعشاش الطيور، ويحتل تلك الأعشاش، أو يعيد بناء أعشاشه للتكاثر فيها. كما يتناول نفس الأغذية التي تتناولها باقي الطيور؛ ما يعني أنه يشكل تهديدا لغذاء باقي الطيور المستوطنة في الجزائر، ويهدد تكاثرها بانقراض أصناف أخرى. وحسب نفس المصدر، فإن طائر "المينا" الهندي من الطيور الدخيلة وليس من الطيور المستوطنة؛ حيث ظهر، مؤخرا، في العاصمة، وبعدها في بلدية موزاية بولاية البليدة. والملاحَظ في الغالب أن هذا الطائر دخل إلى الجزائر عن طريق البواخر؛ لأنه من الطيور التي تعيش في المناطق الحضرية؛ حيث يعيش في مجموعات مع الطيور الأخرى. ويتكيف مع غيره، مشيرا إلى أن طريقة عيش هذا الطائر تشبه كثيرا تلك المتعلقة بطائر "البلشون"، الذي يُعد هو الآخر، من الطيور الدخيلة، والذي تكاثر بشكل سريع بولاية البليدة، وتَسبب في تدهور المحيط الحضري؛ بسبب فضلاته التي تحتوي على مواد كيماوية تقتل الأشجار. وقد اتخذت مديرية البيئة عدة إجراءات للحد من انتشاره. وكانت التجربة ناجحة جدا. ويُنتظر أن تكون نموذجا يعوَّل عليه في التعامل مع طائر "المينا" الهندي عن طريق تقليم الأشجار المتواجدة بالمدن الحضرية؛ حتى يُمنع من التعشيش خلال فترة التكاثر، وكذا العمل على إزالة الأعشاش لمنع هذا الطائر من وضع بيضه، وغيرها من الإجراءات التي سبق أن تم اتخاذها في الاستراتيجية المعتمدة للحد من انتشار طائر البلشون. والهدف من الإجراءات المتخذة لمنع استيطان طائر المينا الهندي، هو الحفاظ على التوازن الإيكولوجي؛ من خلال إزعاج هذا الطائر، وإخراجه من المناطق الحضرية إلى المناطق الغابية؛ كخطوة أولى. ثم إزالة أعشاشه؛ لمنعه من التكاثر، والتقليل من أعداده، والحفاظ على التوازن البيئي. ومن جهته، أوضح رئيس فيدرالية الصيادين لولاية البليدة، لطفي مرسلي، في تصريحه ل "المساء"، أن طريقة دخول طائر "المينا" الهندي، حسب ما جرى تداوله، إما عن طريق التجارة غير الشرعية كنوع من طيور الزينة، أو عن طريق البواخر؛ بحكم أنه من الطيور الحضرية، مشيرا إلى مشاهدته في بلدية موزاية؛ حيث تم تقدير حوالي 20 طائرا، وهو ما يتطلب اتخاذ الإجراءات اللازمة للتقليل من انتشاره، خاصة أنه من الطيور التي تتكاثر بسرعة، لافتا في السياق، إلى أن فيدرالية الصيادين تعمل بالتنسيق مع مديرية البيئة، على تنفيذ الآليات للحد من انتشار هذا الطائر الدخيل، وأن الإجراء الأولي هو اصطياده، ليتم بعدها، تحديد طريقة التدخل للحد من انتشاره.