انتشار طائر البلشون يتسبب في انقراض أنواع أخرى من الطيور يعرف طائر البلشون انتشارا واسعا ببعض المدن، وتسبب في أضرار بيئية خاصة تلويث المحيط بفضلاته وانتشار الروائح الكريهة، كما له أضرار على السيارات في المدن التي ينتشر فيها ببعض الأشجار، بحيث تتسبب فضلاته التي تتساقط على السيارات في تغيير لونها نتيجة تواجد مادة حامضة في فضلاته، كما تسبب هذا الطائر في انقراض أنواع من الطيور، ومنها طائر الزرع بعد أن تحولت هذه الطيور إلى طعم له. ويذكر في هذا الإطار مدير البيئة لولاية البليدة وحيد تشاشي عن تلقي عدة شكاوى من طرف مواطنين بسبب الأضرار البيئية التي أصبح يخلفها هذا الطائر الدخيل الذي تم جلبه من طرف مزارعين للقضاء على الديدان التي تظهر في الحقول بعد الحرث، في حين انتشاره بشكل كبير جعله يشكل خطرا على التوازن الإيكولوجي والبيئي، ومع هذا الانتشار الواسع لهذا الطائر لجأت بعض البلديات إلى قطع الأشجار التي يتواجد فيها، في حين لم يكن هذا الإجراء حلا للتقليل منه أو القضاء عليه حسب نفس المصدر. وكشف مدير البيئة عن عقد اجتماع مؤخرا ضم ممثلي البلديات التي يتواجد فيها هذا الطائر وفرع البليدة للفيدرالية الوطنية للصيادين وخبراء جامعيين وجمعيات بيئية إلى جانب ممثلين عن المركز الوطني لتطوير الموارد البيولوجية، ويهدف هذا الاجتماع إلى إعداد دراسة حول هذا الطائر والأضرار التي يخلفها من أجل التقليل منه، مشيرا إلى أنهم طلبوا من المركز الوطني لتطوير الموارد البيولوجية في هذا الاجتماع مراسلة كل ولايات الوطن لمعرفة المناطق التي يتواجد فيها هذا الطائر، وإعداد دراسة شاملة حوله، وتقديمها لوزارة البيئة بهدف إيجاد حلول لهذه المشكلة البيئية، مضيفا بأن تكاثره بشكل أكبر سيجعله يقضي على بعض السلالات الحيوانية بعد أن تحولت أنواع من الطيور إلى طعام له. وأشار نفس المسؤول في هذا السياق إلى أن طائر البلشون تسبب وفق معلومات من مختصين يتواجدون في المحيط الطبيعي في انقراض طائر الزرع، كما تحدثت تلك المعلومات عن أن هذا الطائر يجعل من أفراخ طيور الحجل والسمان طعاما له، كما يجعل من طيور أخرى طعما له ومنها طائر الزرع الذي تسبب في انقراضه رغم أهميته بالنسبة للمحاصيل الزراعية، بحيث من فوائد هذا الطائر الأخير أنه يقوم بأكل كل الشجرات التي تتواجد في حقول الزرع. وأوضح مدير البيئة بأن طائر البلشون دخيل على الجزائر، بحيث تم جلبه في فترة معينة من طرف مزارعين لأهميته في تطهير الحقول من الديدان، لكن مع انتشاره الكبير، وتغيير نمط عيشه وانتقاله للعيش في المدن، أصبح يشكل خطرا على سلالات من الطيور ويسبب خللا بيئيا وايكولوجيا، إلى جانب تأثيراته البيئية الأخرى في المدن خاصة تلويث المحيط، مؤكدا بأن خطر طائر البلشون هو أنه يؤثر على النظام البيئي الذي تتواجد فيه طيور مختلفة، مضيفا بأن انقراض أي نوع حيواني أو نباتي يؤثر سلبا على النظام البيئي والإيكولوجي، مشيرا إلى أن القانون يمنع جلب نباتات أو حيوانات من بيئة أخرى قد لا تناسب البيئة الجزائرية أو بعض المناطق بها. من جهة أخرى أوضح مدير البيئة بأن الدراسة التي سيتم إعدادها حول هذا الطائر يتعرفون من خلالها على طريقة عيشه، وأماكن تواجده، ومن خلال هذه الدراسة سيتم وضع ميكانيزمات للتقليل قدر الإمكان منه بعد الخطر الذي أصبح يشكله على سلالات حيوانية، وكذا تأثيره على التوازن البيئي والايكولوجي. نورالدين ع سواعد خضراء حاز على براءة اختراع يحوّل نواة الزيتون لفحم صديق للبيئة قدم ابن ولاية معسكر الشاب مختار غالب منتجا صديقا للبيئة، عبارة عن فحم طبيعي مصنوع بعلف الزيتون، أهله للحصول على براءة اختراع و كذا شهادة الابتكار الأخضر من المنظمة الوطنية للملكية الفكرية للمعارف التقليدية، ليفتح مؤسسة خاصة بإمكانات بسيطة تنتج نحو 2 طن في اليوم من الفحم الطبيعي، وقد تحدث مختار للنصر عن مراحل تصنيع الفحم و كيفية مساهمته في الحفاظ على البيئة و الغطاء النباتي و في تنويع الاقتصاد. أسماء بوقرن قال الشاب غالب مختار المنحدر من بلدية ولاية معسكر، بأن تجربته في تحويل نواة الزيتون جاءت بعد سنوات طويلة من العمل في مجال زراعة و جني الزيتون و تصبيره، حيث كان منذ صغره يشتغل في حقول الزيتون و يساعد والده في الجني و كذا في بيع و توزيع المحصول على عدد من ولايات الوطن منها قسنطينة وباتنة وسطيف وعنابة وتبسة والجلفة و الأغواط، غير أن نشاط العائلة لم يتوقف عند الجني و البيع بعد تسجيل إنتاج هائل من الزيتون، و إنما توسع لإنشاء مؤسسة خاصة بتصبير الزيتون، و أشار الشاب مختار صاحب 44 سنة، إلى أنه لاحظ بعد سنوات من العمل في مجال التصبير، الكميات الهائلة من نواة الزيتون التي يتم رميها، و التي كانت تكلف المؤسسة ميزانية كبيرة لجمعها و التخلص منها. نواة الزيتون مصدر للثروة وتنويع الاقتصاد محدثنا قال بأن مؤسسة التصبير واجهت بعض المشاكل، نتيجة الأعباء المترتبة على التخلص من بقايا الزيتون، و ما جعلها تواجه مصيرا صعبا تعرض كمية هائلة من الزيتون للتلف، نتيجة طول فترة التخزين، حيث تكبدت المؤسسة خسائر مادية فادحة، ما اضطر الشاب مختار و والده لحرق الكمية التالفة، بدل جمعها و رميها في المفارغ بتكلفة كبيرة، موضحا بأنه و بعد عملية الحرق لاحظ بأن النواة ظلت مشتعلة لمدة ثلاثة أيام، ما جعله يفكر في استغلال هذه البقايا في صنع الفحم، و في التقليل من أعباء المؤسسة من جهة، و كذا القضاء على ظواهر سلبية مضرة بالبيئة منها ظاهرة قطع الأشجار و الحرائق المتعمدة التي يتسبب فيها -كما أعرب- لصوص الفحم، مؤكدا بأنه قام بإجراء بحث دقيق حول طرق تحويل نواة الزيتون لإيجاد طرق علمية لتحويله إلى فحم طبيعي خال من المواد الكيماوية، للحفاظ على الغطاء النباتي. صاحب المنتج أوضح بأنه قام بمحاولات و تجارب عدة استغرقت وقتا طويلا، إلى أن ضبط التركيبة الصحيحة، ليقوم بتجربة نموذج للمنتج ثم سجل مشروعه على مستوى المنظمة الوطنية للملكية الفكرية، أين تم الموافقة ليتحصل على براءة اختراع رقم 200146 بتاريخ 02 مارس 2020، و شهادة ابتكار أخضر صديق للبيئة لتحويل نواة الزيتون لمكعبات الفحم الطبيعي، ليؤسس بعدها مؤسسة خاصة في إنتاج الفحم الطبيعي تحت تسمية «قافيتش للفحم»، ليباشر سلسلة الإنتاج بفريق مكون من ستة أشخاص و بمعدات بسيطة، ليزود السوق المحلي بطاقة إنتاج نحو 2 طن من الفحم في اليوم، مشيرا إلى أنه لم يتمكن بعد من توسيع استثماره لينتج الكمية الكافية التي تغطي احتياجات السوق. مدة اشتعال تصل لست ساعات و بخصوص مراحل تحويل النواة إلى فحم، قال بأنه كمرحلة أولى يتم غسل و تجفيف النواة من الزيوت، ثم الانتقال لمرحلة التحميص وبعدها الطحن و الكبس ثم التجفيف، حيث تستغرق العملية 48 ساعة، مردفا بخصوص مدى توفر المادة المصنعة، بالقول بأنه يعتمد على معاصر الزيتون بمختلف مناطق البلاد لجمع أكبر كمية ممكنة من نواة الزيتون، ليقوم باقتنائها و هو ما خفف حسبه عبئا كبيرا على أصحاب هذه المعاصر الذين واجهوا صعوبة في التخلص منها، مردفا بخصوص ثمن الكيلوغرام من الفحم الطبيعي بأنه كان يقدر ب 30 دينارا، غير أن سعره ارتفع ليصل إلى 80 دينارا، نتيجة ارتفاع تكاليف جمع و شراء و نقل الزيتون، موضحا بخصوص مدى فاعليته بالقول بأن مدة اشتعاله تدوم إلى 6 ساعات كما أنه صحي و يحمي المحيط من الدخان، كما أنه مناسب لأصحاب المطاعم المتواجدة في الفضاءات المغلقة و كشف بأنه تلقى عروضا من دول أجنبية لإقامة مؤسسات شراكة منها من سلطة عمان، حيث يسعى لتسوية الإجراءات الإدارية لتوسيع استثماره. أ.ب حوار مدير شؤون الزراعة بالاتحاد العربي للأسمدة ياسر خيري للنصر يجب الاستعمال العقلاني للأسمدة للوصول إلى زراعة أكثر استدامة يرى مدير الدائرة الاقتصادية والتواصل وشؤون الزراعة بالإتحاد العربي للأسمدة، الدكتور ياسر خيري، أن الجزائر تملك كل المقومات الزراعية للنهوض بالقطاع خاصة في ظل الدعم الكبير الذي تقدمه الدولة للفلاحين، وأكد الخبير المصري في حوار للنصر على هامش يوم تحسيسي احتضنته ولاية ميلة مؤخرا، أهمية تحكم الفلاحين في التقنيات الحديثة للوصول إلى إنتاج وفير وتحقيق الاكتفاء الذاتي. حاوره: مكي بوغابة هلّا أطلعتنا في البداية على مهام الاتحاد العربي للأسمدة؟ هو منظمة غير حكومية تأسست سنة 1975 وتعمل تحت مظلة مجلس الوحدة الاقتصادية العربية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة العربية، ويجمع الاتحاد المؤسسات والشركات العربية العاملة في مجال صناعة وتجارة الأسمدة والمجالات ذات العلاقة، علما بأن أعضاءه الرئيسيين ينتجون مغذيّات النبات متمثلة في الأسمدة النيتروجينية والفوسفاتية والبوتاسيومية، ويشكل إنتاجهم ما مقداره حوالي ثلث تجارة مغذيات الأسمدة، ما يظهر حجم تأثيرهم في المساهمة في الأمن الغذائي ومكافحة الجوع. زرتم ولاية ميلة في إطار قافلة تحسيسية حول استعمال الأسمدة كنتم قد نظمتموها في عدد من الدول العربية. ما الهدف من مثل هذه المبادرات؟ الهدف من هذه اللقاءات مع الفلاحين هو توعيتهم بخصوص الاستعمال العقلاني للأسمدة وفهم ومعرفة نوعية التربة لتحديد الأسمدة الخاصة بها، وكذلك الاستماع إلى الأفكار والآراء التي تهدف للوصول بالمنطقة إلى زراعة أكثر استدامة بجانب الحفاظ على الموارد الطبيعية والتعرف على التحديات وكيفية تخطيها. يُعد الاستخدام المفرط لمغذيات النبات أو الأسمدة، من التحديات المطروحة كونه يؤثر على صحة الإنسان. كيف يجب التعامل مع هذا الأمر؟ يوجد خلط في المفاهيم بين المبيدات والأسمدة الكيماوية، لذلك اخترنا مصطلح مغذيات النبات مثل المغذيات بالنسبة للإنسان. الاستعمال المفرط أو الخلط في هذه المغذيات يمكن أن يشكل خطرا على صحة الإنسان، لذلك من الضروري الإدراك بأن الزيادة المفرطة في استخدامها تجعلها تتراكم في التربة وتسبب تسمما للنباتات وتعيق نموها بما يمكن أن يؤثر على البشر. كيف يمكن مواجهة تأثيرات الجفاف الناتجة عن تغير المناخ على المحاصيل الزراعية؟ شهدت الأعوام الماضية تغيرات كبيرة في المناخ وشحا في الأمطار، لكن هذا لا يمنع من إيجاد حلول. لقد لاحظت أن الجزائر أصبحت تعتمد كثيرا على الري التكميلي وهو أمر جيد لتطوير الزراعة واستخدام كل الطرق الممكنة. الإفراط في استخدام الأسمدة يتسبب في تسمم النباتات تتميز العديد من الدول العربية بالطبيعة الصحراوية لأراضيها ورغم ذلك تتوفر على مقومات الإنتاج. ما هي الجهود التي تبذلها منظمتكم في هذا الاتجاه؟ هذا صحيح، ولذلك نطالب الفلاحين بتحليل تربة أراضيهم لأن كل الأراضي بالدول العربية متنوعة ولكل تربة خصائص معينة يجب معرفتها لتحديد ما تحتاجه، لذلك نسعى لتوعية الفلاح بهذا الخصوص للوصول إلى إنتاج وفير وصحي بأقل تكلفة، وهذا ما ترمي إليه التقنيات الحديثة في وقتنا الحاضر وما يسعى الإتحاد إلى تعميمه. كيف تقيم إمكانيات الجزائر في المجال الزراعي؟ بحكم أنني عضو في الإتحاد العربي للأسمدة وزرت العديد من الدول العربية في قوافل تحسيسية كثيرة للنهوض بالقطاع، لاحظت أن الجزائر تملك مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة وخاصة تنوع التربة بها، إضافة إلى الثروة المائية مما يمكن أن يساعدها في تحقيق الاكتفاء الغذائي وعدم الاستيراد من دول أخرى. الجزائر تمتلك مقومات كبيرة ومتنوعة في المجال الزراعي، كما أن الدولة الجزائرية تولي اهتماما كبيرا بالفلاحين وأراضيهم. على سبيل المثال، تقوم مؤسسة أسفرطراط وهي فرع المجمع الصناعي أسميدال، بتقديم خدمات مجانية للفلاحين من تحليل التربة ومساعدتهم في التسميد إلى غاية مرحلة الحصاد. الآن الكرة في مرمى الفلاحين بضرورة استخدام التقنيات الحديثة في عملهم ومعرفة سلبيات وإيجابيات التسميد من أجل بلوغ نتائج جيدة وبأقل تكلفة. م.ب