اختُتمت الدورة السابعة عشرة لمهرجان المسرح المحترف، بتتويج مسرحية "سفينة كاليدونيا"، للمخرج عبد النور يسعد، وإنتاج المسرح الجهوي لتيزي وزو، بجائزة أفضل عرض متكامل. كما شهدت الدورة استحداث خمس جوائز جديدة من قبل لجنة التحكيم، في خطوة تهدف إلى تشجيع المواهب المسرحية الصاعدة. وأعلنت محافظة المهرجان، عن تنظيم دورة ثانية للورشات التكوينية، شهر أفريل المقبل، استجابة للاهتمام الكبير الذي أبداه المتربصون. من بين الجوائز المستحدثة، نالت فريال مجاجي، جائزة أفضل ممثلة واعدة عن دورها في مسرحية "أنثى الجن"، لمسرح مستغانم الجهوي، بينما حاز يوسف سيدمو جائزة أفضل ممثل واعد، عن أدائه في عرض المسرح الجهوي لعين الدفلى. أما جائزة أفضل دور نسائي ثانٍ، فكانت من نصيب هاجر سراوي، عن دورها في مسرحية "عقد الجوهر" للمسرح الوطني الجزائري، في حين عادت جائزة أفضل دور رجالي ثانٍ لفتحي مباركي، من المسرح الجهوي لسعيدة. كما حصل عيسى شواط على جائزة أفضل كوريغرافيا، عن عمله في مسرحية "زهرة الرمال" للمسرح الجهوي لأدرار. في السياق نفسه، تُوّج سيد أحمد بومعزة من المسرح الجهوي للأغواط، بجائزة أفضل تأليف موسيقي، بينما ذهبت جائزة أفضل سينوغرافيا لحمزة جاب الله، عن عمله مع المسرح الجهوي لسيدي بلعباس في مسرحية "كلمة". ونالت الفنانة ليديا لعريني جائزة أفضل دور نسائي، عن أدائها في مسرحية "الساقية" للمسرح الجهوي سوق أهراس، فيما حصل الطاهر بن صفي الدين على جائزة أفضل دور رجالي، من المسرح الجهوي للأغواط، في مسرحية "انفصام ثلاثي الأبعاد". أما جائزة أفضل نص، فقد فاز بها هارون الكيلاني عن مسرحية "أنثى الجن"، لمسرح مستغانم الجهوي، بينما كانت جائزة أفضل إخراج من نصيب محمد فريمهدي من المسرح الجهوي لسعيدة، بمسرحية "الاختيار". وعادت جائزة لجنة التحكيم إلى المسرح الوطني الجزائري عن مسرحية "عقد الجوهر". على هامش المهرجان، شهدت الدورة تنظيم عدة ورشات تكوينية، شملت "أداء الممثلين"، تحت إشراف الفنانة تونس أيت علي، و«مسرح الطفل" بإشراف المخرج عباس محمد إسلام، و«مسرح الميم" بقيادة المسرحي لطفي بن سبع، بالإضافة إلى ورشة "إعداد وتسيير الصفحات الاجتماعية للمسارح العمومية"، التي أطرها المسرحي مراد سنونسي. وقررت محافظة المهرجان استكمال هذه الورشات في دورة ثانية، شهر أفريل المقبل، استجابة للطلب المتزايد عليها. في ختام المهرجان، أكد المحافظ محمد يحياوي، أن تزامن الدورة مع الاحتفال بسبعينية الثورة الجزائرية، أتاح الفرصة لعرض أعمال مسرحية، تتناول هذا السياق التاريخي الهام. كما أشار إلى أهمية الدور الذي يلعبه الجمهور كحلقة وصل بين خشبة المسرح والمبدعين، مشيدا بالتفاعل الكبير الذي شهده المهرجان، والذي يعكس ارتباط المسرح الجزائري بالثورة التحريرية وروحها النضالية. لجنة التحكيم توصي بتجديد الرؤى الإخراجية من جهتها، أشادت لجنة تحكيم الدورة السابعة عشرة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، برئاسة الأستاذ الدكتور لخضر منصوري، بالمستوى الفني للعروض المسرحية 19، المشاركة في المسابقة الرسمية. وأعربت مقررة اللجنة، الدكتورة دليلة نوار، عن استمتاع الأعضاء بمشاهدة الأعمال المسرحية الجزائرية، التي عكست راهن المسرح في الجزائر، معربة عن أملها في تطوره، ليواكب المتطلبات الفنية والجمالية والاجتماعية. كما ثمنت اللجنة جهود محافظة المهرجان في الحفاظ على هذا المكسب الثقافي الوطني، داعية إلى إشراك الطاقات الشابة في التنظيم، والاهتمام بتوثيق الأعمال المسرحية وحفظها للأجيال القادمة. وقدمت لجنة التحكيم توصيات هامة، أبرزها ضرورة تجديد الرؤى الإخراجية، والتركيز على إدارة الممثل كجوهر للإبداع المسرحي، مع مراعاة التدقيق اللغوي للأعمال باللغة العربية، وتحسين تسويق العروض عبر وسائل التواصل. كما دعت إلى إنشاء مجلة نقدية أكاديمية متخصصة في المسرح الجزائري، وإنشاء لجنة وطنية لانتقاء العروض وتقليص عدد المشاركات لتحقيق الجودة. وأوصت بإعطاء الأولوية للفرق المتوجة، لتمثيل الجزائر دوليًا، مشددة على أهمية دعم المهرجان ماديًا ومعنويًا من قبل وزارة الثقافة والفنون، لضمان استمراريته وتطوره.