❊ الجزائر متمسّكة بعمقها الإفريقي كخيار استراتيجي ❊ الجزائر رقم مهم في المعادلة الإفريقية رغم محاولات التشويش ❊ الاستعمار مسؤول عن الوضع المزري الذي تعيشه إفريقيا ❊ مجلس الأمن كرّس دور الجزائر نصيرا للأفارقة في الوقاية من الإرهاب ❊ تفعيل آليات التعاون الأمني لدعم دور الجزائر في إفريقيا ❊ دفاع مستميت عن القارة والقضيتين الفلسطينية والصحراوية بمجلس الأمن أكدت، مجلة "الجيش"، أن الجزائر كفاعل رئيس في تحقيق التكامل والاستقرار في إفريقيا، حريصة على لمّ شمل القارة، قناعة منها بأن امتدادها الإفريقي ووزنها كقوة إقليمية يحتم عليها العمل دون هوادة ضمن هذا المسعى، والمساهمة في تمكين القارة من بسط سيادتها الكاملة على أراضيها وثرواتها واستقلالية قرارها السيادي، ومن ثمّ التخلّص نهائيا من التركة الثقيلة التي خلّفها الاستعمار. حمّلت مجلة "الجيش" في افتتاحيتها لعدد فيفري وتحت عنوان "عمق الجزائر الإفريقي.. خيار استراتيجي"، الاستعمار مسؤولية الوضع المزري الذي تعيشه إفريقيا، وهو ما يستدعي التضامن والتآزر وإعطاء دفع قوي للتنمية الشاملة للقارة التي تمتلك كل المقوّمات للمضي نحو تحقيق النماء والرقي والازدهار، وأشارت إلى أن مجلس الأمن كرّس الشهر الفارط دور الجزائر نصيرا للاتحاد الإفريقي في الوقاية من الإرهاب ومكافحته كما تم لأول مرة، وبإلحاح من الجزائر، الاعتراف بالدور الأساسي لمختلف الآليات الأمنية الإفريقية القائمة، معتبرة أنه اعتراف بقدر ما يمثل تشريفا للجزائر وإشادة بدورها الرائد في مكافحة الظاهرة وتعزيز الأمن والاستقرار في القارة، فإنه يزيد من حجم مسؤوليتها بحكم أن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، هو الناطق باسم إفريقيا في هذا الميدان والمخوّل له صلاحية متابعة الملف قاريا. وأكدت الافتتاحية، أن الجزائر تدرك ثقل المسؤولية، وتتحمّلها بكل عزم وتفان واقتدار، ملتزمة بدورها القاري ومتمسّكة بعمقها الإفريقي كخيار استراتيجي، عبر التعاون المثمر والوثيق مع الدول الإفريقية للاستجابة لأولويات القارة في مجالات السلم والأمن والتنمية. وذكرت لسان حال المؤسّسة العسكرية، بما أكده رئيس الجمهورية في كلمته خلال افتتاح أشغال الدورة 11 من ندوة وهران رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا ديسمبر الماضي، لما قال "إن الجزائر تجدّد التزامها الثابت بدعم كل جهد يسهم في التعبير بصوت واحد وموحّد عن مصالحنا في القارة الإفريقية متعهدة بأن تكون جسرا يجمع ولا يفرّق، وسندا يدعّم ولا يخذل، وصوتا يعلو ولا يخفت في الدفاع عن هموم وقضايا دولنا مجتمعة تحت قبة منظمتنا القارية". و تقول مجلة "الجيش"، إنه في ظل أوضاع إقليمية ودولية مضطربة، يميزها تنامي الأزمات التي تجعل أمن واستقرار القارة على المحك، تواصل الجزائر دعوتها الدول الإفريقية إلى تكريس مبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية، الذي كان وسيظل هدفا استراتيجيا بعيدا عن أي تدخل أجنبي أو استقطاب بين القوى الكبرى، والإمعان في تهميش إفريقيا ووضعها في ذيل الاهتمامات الدولية. وباعتبار أن التنمية لا تتحقق إلا بالأمن والاستقرار -تضيف الافتتاحية- تحرص الجزائر من خلال الجيش الوطني الشعبي على تفعيل آليات التعاون الأمني وأداء دورها في قضائها القاري إسهاما منها في بسط وتثبيت الأمن والسلم في قارتنا التي تشهد اضطرابات وتوترات متزايدة، وذلك ما أكده الفريق أول، السعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش، في كلمته خلال إحدى زياراته إلى الناحية العسكرية الرابعة، قائلا "سعت الجزائر على الدوام إلى مساعدة البلدان الإفريقية للمحافظة على استقرارها وأمنها، ومرافقتها في تسوية أوضاعها الأمنية من خلال تفضيل الحلول الداخلية واحترام سيادة الدول ورفض التدخل في شؤونها المحلية، فضلا عن تقديم المساعدات في مختلف المجالات العسكرية والاقتصادية والانسانية...فالجزائر ورغم المحاولات البائسة للتشويش على دورها ومكانتها القارية، تظل رقما مهما في المعادلة الإفريقية، وفاعلا أساسيا في مجالها الحيوي". وأكدت "الجيش"، أن الجهود المضنية التي تبذلها الجزائر، نابعة من التزامها بمبادئها الثابتة ومواقفها المشرّفة، وهو ما تجلّى خلال شغلها لمنصبها كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، بدفاعها المستميت عن مصالح قارتنا وإعلاء صوتها، وعن الشعوب الواقعة تحت الاحتلال لاسيما الشعب الفلسطيني، حيث وضعت المجتمع الدولي أمام مسؤولياته التاريخية في نصرة الحقّ ووضع حدّ للعدوان الهمجي الذي سلّطته عليه الآلة الحربية الصهيونية لأزيد من 15 شهرا، وكذلك الأمر بالنسبة للقضية الصحراوية، حيث رافعت في عديد المنابر الدولية على ضرورة وضع حدّ للاحتلال الجائر بهذا الإقليم، طالما أن الأمر يتعلق بمسألة تصفية استعمار التي تعد ذات أولوية بالنسبة للجزائر والقارة الإفريقية والأمم المتحدة. وتوقّفت المجلة، عند ذكرى اليوم الوطني للشهيد هذا الشهر، وذكرى الاعتداء الوحشي للطيران الحربي الاستعماري على ساقية سيدي يوسف التونسية التي امتزجت فيها دماء الشعبين الشقيقين الجزائري والتونسي، وعند ذكرى إحدى أبشع الجرائم في تاريخ الإنسانية التي اقترفها المستدمر الغاشم ببلادنا، وهي التفجيرات النووية بصحرائنا، الجريمة التي يندى لها الجبين وستبقى وصمة عار تطارد فرنسا الاستعمارية إلى الأبد، وهي محطات نستذكر خلالها التاريخ الناصع لبلادنا، التي دحرت المحتل المقيت بعد ثورة تحرير عارمة باتت مثالا احتذت به كل الشعوب المقهورة، بما حملته من مواقف ومبادئ ستظل دوما المنارة التي يهتدي بنورها ونحن نشقّ طريقنا نحو المستقبل بكل ثبات وإصرار.