يُعد مسلسل "لفراق" للمخرج يوسف محساس، واحدًا من أبرز الأعمال الدرامية الاجتماعية التي استطاعت أن تسلط الضوء على التحديات اليومية التي يواجهها الأزواج في المجتمع الجزائري؛ حيث يعرض قضايا العلاقات الزوجية من زاوية جديدة، تتشابك فيها الخيانة، والغدر، والندم، والمشاعر الإنسانية المتنوعة، في إطار عائلي، مشحون بالمشاعر المتضاربة. يُعرض المسلسل في رمضان بشكل يومي، على التلفزيون العمومي. ويجمع نخبة من نجوم الدراما الجزائرية، مقدماً عملًا مؤثرا، يجسد التحديات الأسرية والمجتمعية. "لفراق" عمل درامي اجتماعي، يعكس حقيقة التحديات التي يعايشها الأزواج في المجتمع الجزائري اليوم، سواء على الصعيد الشخصي، أو العائلي، أو الاجتماعي، بتقديم قصص مأخوذة من الواقع، ومواضيع مؤثرة، إذ يعكس المسلسل صورة دقيقة عن هشاشة العلاقات في مواجهة التحديات اليومية. ويقترح مسلسل "لفراق" فتح أبواب الحوار حول قضايا مهمة، ما يجعله واحدا من الأعمال الدرامية المميزة التي تستحق المشاهدة. وقدّم السيناريست نسيم ياسع من خلال "لفراق"، قصة عميقة معبرة عن الصراعات الزوجية والمشاكل التي يواجهها العديد من الأزواج، حيث تتداخل القصص المختلفة لشخصيات متعددة، جميعها تمثل حالة من الضياع أو التحدي في مواجهة ضغوط الحياة. والعمل يناقش قضايا عديدة، تعكس الواقع الذي يعايشه الأزواج، بدءاً من الخيانة والمشاعر المعقدة، وصولاً إلى القضايا المجتمعية المؤثرة. ونجد قصة "ناصر" و"ياسمين"؛ زوجان من الطبقة الوسطى، يواجهان صراعا آخر، حيث تطلب ياسمين الطلاق، وتخطط للرحيل بحثا عن حياة أفضل لابنتهما "مريم"، بينما يتمسك ناصر بالبقاء في المنزل لرعاية والده المصاب بمرض الزهايمر. ومع مرور الوقت نشهد تطور شخصية "مريم" (هيفاء رحيم) الشابة المضطربة نفسيا، التي تحتاج إلى مساعدة نفسية؛ في محاولة لفهم خلفيات العلاقة الأسرية المعقدة. ويلعب الطبيب النفسي "سليم" (الذي يجسد شخصيته خالد بن عيسى)، دورا محوريا في مساعدة مريم على التكيف مع تلك التغيرات، وتصفية ضغوطات الماضي التي كانب بسبب والدها "ناصر". أحد المحاور الأخرى في المسلسل يتعلق بالقصة المثيرة للانتقام، التي تنطوي على شخصية "بوعلام" (الذي يلعب دوره عثمان بن داود) الذي يخطط للانتقام من "رابح" زوج حبيبته السابقة "قوسم" (التي تؤدي دورها منال غربي)، فيقتل "رابح"، وتبدأ قصة أخرى من الصراع بينه وبين "ذهبية" (التي تلعب دورها زهرة حركات) أخت "رابح"، التي تقع ضحية انتقامه بعدما اختطف ابنها. العمل لا يقتصر، فقط، على قصة مثيرة فحسب، بل يشمل، أيضا، أداء تمثيليا قويا من قبل طاقم العمل، إذ نجح كل الممثلين في تجسيد مشاعر شخصياتهم بشكل صادق وواقعي، ما يجعل المسلسل أكثر تأثيرا على المشاهدين.