يُعدّ "رباعة" من أبرز المسلسلات الجزائرية في رمضان 2025، حيث يقدّم مزيجاً فريداً من التشويق؛ الكوميديا والدراما. ويروي على قناة "الشروق"، قصة مشوّقة، تتناول موضوع الانتقام والطموح بأسلوب درامي وكوميدي مميّز. يعكس المسلسل التحديات التي يواجهها الإنسان في سعيه للعدالة والانتقام، لكنّه أيضا يظلّ مليئا باللحظات الطريفة التي تجعل المشاهدين يستمتعون بكلّ لحظة. والعمل لا يقدّم فقط قصة ممتعة، بل يكشف أيضا عن قدرة الفريق المشتغل منذ سنوات مع بعض، على تطوير أنماط درامية جديدة تختلف عن الأعمال السابقة، ما يجعله عملًا يستحقّ المتابعة في هذا الموسم الرمضاني. وتجسّد شخصية "خالد" التي يؤديها الممثل نبيل عسلي، شابا يعاني من خيانة عمه "عنقر" (الذي يؤدي دوره الممثل ربيع أجاوت)، الذي استولى على أموال خالد وفندق والده الراحل. وفي إطار هذه القصة الدرامية المليئة بالتوتّر، يسعى "خالد" لاستعادة ممتلكاته المفقودة، لكنّه لا يواجه هذه التحديات بمفرده، بل يخلق مجموعة من الأشخاص الذين يساعدونه في مهمته المعقّدة. هؤلاء الأشخاص أصحاب سوابق ماعدا "باية" (أدت الدور عديلة بن ديمراد)، فهي أخصائية نفسانية. وتدور أحداث المسلسل عن خالد، محام فاشل، وزوج فاشل، وأب فاشل أيضا، لكنّه ينشد العدالة على طريقته الخاصة بعد أن اكتشف أنّ عمه "عنقر" هو من سرق ممتلكات والده الراحل. وعوضا عن الذهاب إلى الطرق القانونية البطيئة، يتّخذ خالد قراره بتشكيل مجموعة من الأشخاص الذين يمتلكون مهارات خاصة للمساعدة في تحقيق هدفه. لكن الطريق لا يخلو من عقبات، حيث يتم إدخال عنصر المفاجأة والتشويق على كلّ خطوة يقوم بها خالد؛ في محاولة استرداد ما له. ويتميّز "رباعة" بتقديم تشويق مستمر في قالب درامي كوميدي، ما يخلق توازنا بين الإثارة والمواقف الطريفة التي تخفّف من حدّة الأحداث، في حين أنّ القصة تركّز على الانتقام، إلاّ أنّ المسلسل يظل مشبّعا بالعناصر الكوميدية التي تساهم في تحفيز المتعة والترفيه، ما يجعله مختلفا عن الأعمال الجادة التي تغلب عليها المواضيع الثقيلة. ويقدّم المسلسل مفاجآت كبيرة. ويطرح أسئلة معقّدة حول الأخلاق والعدالة، ما يجعل المشاهدين في حالة من الترقّب لما ستؤول إليه الأحداث في كلّ حلقة. التصاعد المستمر في الحبكة وتطوّر الشخصيات يضيف بعدا إضافيا من الإثارة، حيث يتساءل الجمهور عن كيفية تعامل خالد مع خيانات جديدة أو تكتيكات غير متوقّعة من عمّه "عنقر". نبيل عسلي في دور "خالد" يضيف عمقا للشخصية من خلال تأديته دور الشاب الطموح، المندفع من أجل استرجاع حقوقه. ويمثّل "عنقر" العدوّ اللدود، الذي يسعى جاهدا لإحكام سيطرته على الممتلكات التي ليست من حقه. كما إنّ الشخصيات المساعدة لخالد تضيف طابعا غير تقليدي للعمل، حيث يتمتّعون بصفات قد تبدو غريبة، أقرب إلى الشخصيات الكاريكاتورية، في صورة "الزردي" (نسيم حدوش)، و"خاله" (عادل شيخ)، لكنّهم يعملون معا لتحقيق الهدف الأكبر؛ استرجاع الأموال، وتقاسمها. وإذا كان فريق عمل "رباعة" اعتاد على تقديم أعمال درامية وكوميدية تميل إلى السرد السهل، مثّل في مسلسل "البطحة" لموسمين، إلاّ أنّ هذا العمل يأخذ خطوة مميّزة نحو تقديم تجربة تلفزيونية، مزيج من التشويق والدراما مع لمسات من الكوميديا السوداء. وقد تكون الأحداث أكثر تصاعدا وترقبا من الأعمال السابقة التي كانت تركّز على العلاقات الاجتماعية، والنقد الاجتماعي بطريقة أكثر سلاسة. ومع ذلك فإنّ "رباعة" يبقي طابع الكوميديا حاضرا بشكل لا يتعارض مع الجوّ العام للعمل الذي يغلب عليه الطابع الجاد والدرامي.