من الأمورالتي تبشر بالخير وتبعث على التفاؤل تلك التي بدأت تطفو على الرقعة الجغرافية العربية التي سودتها الأمية واستبد بها الجهل وتقهقر فيها العلم بدرجة تنذر بالخطر، ألا وهي - ظاهرة البعض من أرباب المال الذين نالوا قسطا من الثقافة فأرادوا أن يخصصوا نصيبا مما ملكت أيمانهم لخدمة الثقافة والأدب والعلم، من هؤلاء عبد العزيز البابطين الذي أسس جائزة للإبداع الشعري وسجل حضوره في كثير من التظاهرات العربية الكبرى منها الجزائر عاصمة الثقافة العربية، وها هو يشارك في تظاهرة دمشق عندما نذكر مؤسسة البابطين للإبداع الشعري تقفز للذاكرة إنجازات فحول الشعراء العرب القدامى والمحدثين وما أسسوه من عمران ثقافي وطرازات فنية مازالت تثير الاهتمام ليس في الوطن العربي، بل في كامل ا لمعمورة، لأنها بكل اعتزاز تمثل الحضارة العربية الإسلامية· وإذا كان حالنا اليوم يتطلب أكثر من جهد يتجاوز أو يدعم المجهودات التي تقدمها الحكومات ألا وهي مجهودات أصحاب الأموال ليس فقط من المثقفين، بل من الذين حرموا من الثقافة لسبب من الأسباب وفتح الله عليهم أبواب الرزق ليدعموا الثقافة ويساهموا في إنمائها من أجل إخراج المواطن العربي من أسوار الأمية وجدارات الأفكار القديمة التي لم تعد تصلح لعصرنا هذا، ومن هؤلاء الذين يحاولون إعادة بعث الفكر العربي وتمويل مشروع إنجاز مواطن عربي مثقف هذا الرجل الشاعر الذي أعطى للثقافة شيئا من فكره والكثيرمن ماله، الأستاذ عبد العزيز سعود البابطين· بالأمس القريب شارك في تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية وكان إنجازه عظيما إذ تكفلت مؤسسته بمنح الجزائر 16 ألف كتاب، كما سجل بحضوره مدى اهتمامه بالثقافة، ناهيك عن الجائزة التي أنشأها وأصبحت تجوب عواصم العالم ومدنها، إضافة للعواصم العربية، حيث احتضنتها كل من إسبانيا و فرنسا، ناهيك عن بيروت والرياض والجزائر والكثير من العواصم العربية· البابطين هذه السنة لم يتأخر عن دمشق عاصمة الثقافة العربية، بل أكد أن امتدادها يضرب في القامات الثقافية العربية الأخرى حيث تمتد فروعها في كل الأقطار، وأن سورية لم تكن منعزلة عن المشاركات التي تساهم بها مؤسسة البابطين، وقد تبنت المؤسسة إصدار كتب حول الموشحات الدينية الحلبية الشهيرة وعن شعراء حلب، وأكد أنه سيشارك في تظاهرة دمشق عاصمة الثقافة العربية من أجل خدمة الثقافة العربية·