جددت الجزائر أول أمس تمسكها الراسخ بالاندماج المغاربي، وأكدت على لسان الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، السيد عبد القادر مساهل أن تحقيق أهداف هذا الاندماج وتعزيز اقتصاد المنطقة، يعد حافزا لكل محاولاتها وجهودها الرامية إلى إعطاء دفع جديد للصرح المغاربي، مشيرا في هذا الصدد إلى اقتراحها ترقية مجموعة اقتصادية مغاربية· وذكر الوزير خلال أشغال الاجتماع السادس لوزراء خارجية بلدان غرب المتوسط (5+5) بالعاصمة المغربية الرباط أن ورشات ضخمة انطلقت في مجالات حيوية، بغية بلوغ هذا الهدف، مشيرا على سبيل المثال إلى بعض المشاريع الهيكلية الجارية، كالطريق السيار شرق - غرب وخط السكة الحديدية شرق - غرب· وشدد السيد مساهل لدى تطرقه لجانب التكامل الاقتصادي وتنقل الأشخاص على ضرورة ترقية العمل المشترك بين الدول المغاربية والأوروبية لتجديد الشراكة القائمة فيما بينها، مؤكدا بأنه دون إعطاء حرية تنقل الأشخاص معناها الحقيقي، لا يمكن لمنطقة التبادل الحر الأوروبية المتوسطية، أن تتجسد ولن يتحقق الازدهار المتقاسم· كما أوضح أن أي محاولة لتحقيق الأهداف، المسطرة في إطار الشركة الأوروبية المتوسطية في الوقت المحدد لن تجدي نفعا في غياب هذا التصور والاحترام الصارم لحقوق المهاجرين المقيمين بصفة قانونية· ومن جانب آخر، ذكر السيد مساهل بالاقتراح الذي قدمته الجزائر مؤخرا في لشبونة، من اجل عقد مؤتمر وزاري أوروبي متوسطي للتنمية، معربا بالمناسبة عن أمل الجزائر في أن يكون إطار 5+5 مولدا لتعاون اقتصادي حقيقي· وما إن اختتم اللقاء السادس لوزراء خارجية 5+5 الذي تطرق إلى مواضيع مختلفة منها الهجرة والأمن والحوار السياسي والاقتصادي، وانتهى بتوجيه نداء لتعزيز الحوار والشراكة بين بلدان غرب المتوسط، حتى انطلق لقاء آخر لا يقل أهمية من حيث أهدافه، جمع أمس رؤساء دبلوماسية بلدان اتحاد المغرب العربي والترويكا الأوروبية بقيادة المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية والسياسة الأوروبية للجوار السيدة بينيتا فيريرو فالدنير، وخصص لمناقشة عدة مواضيع ذات صلة بتفعيل الحوار بين المجموعتين· وقد مثل الجزائر في هذا الاجتماع، الثاني من نوعه بعد اجتماع أول غير رسمي كان قد نظم في نوفمبر 2007 السيد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، الذي انضم إلى رؤساء الدبلوماسية الليبي السيد عبد الرحمان شلقم والمغربي السيد الطيب الفاسي الفهري والموريتاني السيد محمد سالك ولد محمد لمين والتونسي عبد الوهاب عبد الله، بينما يضم وفد الترويكا الأوروبية فضلا عن السيدة فالدنير وزراء الخارجية البرتغالي السيد لويش أمادو والسلوفيني السيد ديميتري روبال وكاتب الدولة الفرنسي المكلف بالشؤون الأوروبية السيد جان بيير جويي، وهي الدول التي تضمن الرئاسة الدورية للإتحاد الأوروبي منذ جويلية 2007 إلى نهاية العام الجاري· وحسب مصدر مقرب من الوفد الجزائري المشارك في اللقاء فإن هذا الأخير سيناقش وبشكل معمق مسار تفعيل الحوار الاورومتوسطي وسبل هيكلته وتطويره، فيما أشار بيان للمفوضية الأوروبية إلى أن الاجتماع يهدف إلى تحديد برنامج عمل مشترك بغية دعم التكامل الإقليمي في منطقة المغرب العربي سيما في مجالات تسهيل التجارة وتحريرها وربط شبكات الطاقة فيما بينها· وبالمناسبة دعا رئيس الدبلوماسية الليبية السيد عبد الرحمان شلقم الذي ترأس مجموعة اتحاد المغرب العربي عند افتتاح الأشغال إلى ضرورة تطوير الإمكانيات الهائلة التي يتوفر عليها بلدان اتحاد المغرب العربي والاتحاد الاوروبي للشراكة والحوار السياسي، مؤكدا بأن هذا الاجتماع يعزز الحوار الاوروبي المتوسطي القائم في إطار مسار مجموعة 5+5، لاسيما وان الدول الأعضاء تجمعهم اهتمامات ومصالح مشتركة· وفي هذا الإطار أبرز الإمكانيات الهائلة للتعاون في مجال الطاقة من خلال الغاز الجزائري الذي يمون ايطاليا، مذكرا بالاتفاقات الموقعة في مجال الربط الكهربائي بين المغرب العربي والاتحاد الاوروبي، كما أوضح أن دول اتحاد المغرب العربي تسهر على تطوير علاقاتها السياسية والاقتصادية والتجارية مع الاتحاد الاوروبي وحوارها السياسي حول مكافحة العنف الإرهابي· في حين تطرق رئيس الدبلوماسية السلوفينية، الذي يمثل الترويكا الأوروبية من جهته إلى الآفاق الواسعة للشراكة الشاملة بين المجموعتين·