كشف عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، أن مختلف تشكيلات التحالف الديمقراطي من أجل التغيير في المالي توجد حاليا بالجزائر من أجل تجاوز حالة الانقسام التي ترتبت عن انسحاب الجزائر من عملية الوساطة وإعادة ترتيب الإجراءات الخاصة بتنفيذ اتفاق السلام المبرم في الجزائر في 4 جويلية .2006 وقال مساهل خلال نزوله ضيفا على حصة '' منتدى التلفزيون '' أول أمس، إن دور الجزائر كان أكيدا ومحوريا في كل المحادثات التي جرت برعاية جزائرية، مشيرا إلى أن انسحاب الجزائر التي كانت راعية لكل المحادثات من عمليات الوساطة قد أدى إلى تعقد الأمور ورجوع الأمور إلى بدايتها، ويجري حاليا أطراف التحالف الديمقراطي من أجل التغيير في المالي، مشاورات بالجزائر من أجل إعادة تنظيم أموره الداخلية ووضع الإجراءات العملية الخاصة بتنفيذ اتفاق الجزائر المبرم في 4 جويلية 2006 . يأتي هذا في الوقت الذي هون فيه الرئيس المالي '' أمادو توماني توري '' في حوار أجرته معه قناة الجزيرة القطرية، من حجم التمرد الذي تعرفه الجبهة الشمالية للمالي والاشتباكات التي تحدث بين الفينة والأخرى بين متمردي الطوارق بقيادة إبراهيم آغ باهانقا والحكومة المالية خاصة في إقليم كيدال، مؤكدا أنها لن تؤثر تأثيرا كبيرا على عملية السلام في المنطقة خاصة بعد الاتفاق المبرم بين التحالف الديمقراطي من أجل التغيير والحكومة بوساطة جزائرية في جويلية .2006 وقد ثمن الرئيس المالي الدور المحوري الذي لعبته الجزائر في إعادة بعث وإحياء عملية السلام في المنطقة من خلال جهود الوساطة الماراطونية التي قادها سفير الجزائر بمالي عبد الكريم غريب، والتي أثمرت اتفاق السلام المبرم في 4 جويلية بين الحكومة والتحالف الديمقراطي. .. ويؤكد تسوية قريبة لملف السجناء الجزائريين بليبيا أكد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، قرب الإفراج عن السجناء الجزائريين الموجودين بالسجون الليبية، من خلال اتفاقية تبادل السجناء المبرمة بين البلدين، مؤكدا أن التأخر المسجل يتعلق بأمور تقنية يجري حاليا تسويتها لتنفيذ الاتفاق ليس إلا. وأوضح مساهل الذي رافع لصالح الوحدة المغاربية مجددا بذلك تمسك الجزائر باتحاد المغرب العربي كتكتل إقليمي واعد رغم النقائص الحالية، مشيرا إلى أن الجزائر قدمت مقترحات لإصلاح وتكييف الاتحاد مع التطورات التي عرفتها البلدان المغاربية داخليا وكذا التحولات التي عرفتها الساحة الدولية. وأضاف الوزير في معرض رده على أسئلة الصحفيين أن الجزائر رافعت دوما من أجل بناء الفضاء المغاربي على أسس سياسات موحدة خاصة وأن المنطقة تعاني من نفس المشاكل كالتصحر ونقص المياه والبنى التحتية وكذا إنشاء مجموعة اقتصادية مغاربية متكاملة من أجل تسهيل الاندماج الاقتصادي المنشود، كاشفا أن المبادلات التجارية بين الجزائر والمغرب وصلت مثلا إلى 570 مليون دولار وهو المتعامل الأول مغاربيا، في حين وصل تنقل الأشخاص بين البلدين إلى 550 ألف شخص خلال سنة ,2007 وهو ما اعتبره الوزير دليلا على فرص التكامل الموجودة بين دول الاتحاد. وعن قضية الصحراء الغربية، جدد الوزير موقف الجزائر المعروف من القضية المطابق لموقف الأممالمتحدة، معربا عن أمله في أن تستمر المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع لتخرج بحل نهائي للقضية في إطار احترام الشرعية الدولية. ولدى تطرقه للوضع في القارة الإفريقية أشار الوزير مساهل إلى أن إفريقيا أصبح لها صوت مسموع في العالم، منوها ب '' القفزة النوعية '' التي عرفتها القارة في مجال حل مشاكلها بنفسها، مبرزا تقلص عدد النزاعات في القارة من 13 نزاعا قبل عشر سنوات إلى ثلاثة حاليا، مذكرا بدور الدبلوماسية الجزائرية بقيادة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في هذا الإطار. وفي المجال الاقتصادي أوضح الوزير أن معدل النمو في إفريقيا يقدر ب5 بالمئة حاليا بعدما كانت القارة تعيشه خلال فترة الثمانينات، مؤكدا أن مبادرة الشراكة '' النيباد '' ستجعل من إفريقيا وجهة للاستثمار حتى لا تكون مجرد سوق استهلاكية أو مصدرا للمواد الأولوية فحسب. كما أكد أن المشاريع العديدة التي أطلقت في إطار الشراكة الجديدة من أجل التنمية في إفريقيا '' النيباد ''من شأنها إعطاء دفع قوي للاستثمار وللتنمية الاقتصادية في القارة. وفي رده على سؤال حول رغبة الولاياتالمتحدةالأمريكية في إنشاء قاعدة عسكرية في إفريقيا، قال الوزير إن إفريقيا برهنت أن لها القدرة لحل مشاكلها بنفسها، مذكرا بوضع القارة لإستراتيجية لبناء الهندسة الإفريقية للسلم والأمن ترجمت بإنشاء القوة الإفريقية، تحت مظلة الاتحاد الإفريقي. وفي سياق آخر أكد مساهل أن إفريقيا تطالب بإصلاح المنظومة الأممية بما فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة والهيئات الأممية الأخرى خاصة مجلس الأمن الذي تطالب بتوسيعه وبمقعدين دائمين فيه.