تتواصل الضغوط الدولية المطالبة للحكومة المغربية بإطلاق سراح الحقوقيين الصحراويين السبعة الذين تم اعتقالهم منذ الثامن أكتوبر الماضي مباشرة بعد نزولهم في مطار الدارالبيضاء في خرق واضح لأدنى مبادئ حقوق الإنسان.وفي هذا السياق طالب 12 عضوا من الكونغرس الأمريكي ملك المغرب بالإفراج عن هؤلاء الحقوقيين الذين يبقى ذنبهم الوحيد أنهم اجروا زيارة الى مخيمات اللجوء بأقصى الجنوب الغربي الجزائري. وطالب النواب الأمريكيون المغرب باحترام حقوق الإنسان في الجزء المحتل من الصحراء الغربية التي تبقى تشكل آخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية. وجاء في الرسالة التي وجهها أعضاء الكونغرس الى ملك المغرب إننا "نكتب إليكم لنعبر عن قلقنا حول اعتقال سبعة نشطاء حقوقيين صحراويين يوم 8 أكتوبر 2009 بمطار محمد الخامس بالدارالبيضاء بعد عودتهم من زيارة لمخيمات اللاجئين الصحراويين". كما عبر أعضاء الكونغرس وهم باتريك كينيدي ودونالد باين وزاش وام وبوب انكليز وفرانك وولف ونيلكولن دافيس وترينت فرانكز وجوزيف بيتس ومايك بينز وبيتي ماكلوم وجو ويلسون وجيم كوبر عن انشغالهم إزاء تقديم هؤلاء النشطاء الى محاكمة عسكرية وهو ما قد يعرضهم لإحكام جائرة وقاسية. كما عبر النواب عن يقينهم من أن "مثل ذلك العمل لا يساهم في تقدم بناء الثقة بين الحكومة المغربية وجبهة البوليزاريو في تسوية النزاع في الصحراء الغربية مما يؤثر على نجاح المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة"، وشهدت في الأشهر الأخيرة انسدادا بسبب استمرار التعنت المغربي في سعيه الى فرض مخطط الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع رغم أن كل اللوائح الأممية أقرت بأحقية الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. كما تضمنت الرسالة تحذيرات من تدهور المساعي الإنسانية التي تقوم بها المجموعة الدولية ومفوضية الأممالمتحدة للاجئين من أجل ترقية الزيارات بين الصحراويين القاطنين بالأراضي المحتلة وأولئك المتواجدين بالمخيمات ضمن برنامج زرع تدابير الثقة. والدعوة نفسها أطلقتها العشرات من منظمات المجتمع المدني والأحزاب وفرع منظمة العفو الدولية في البرتغال. وفي رسالة مفتوحة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي إلى الصحراء الغربية ووزير الخارجية البرتغالي وكذلك رئيس البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية وسفير المغرب بالبرتغال أوردتها، نددت 123 منظمة ب"شدة" بما تقوم به القوات المغربية من انتهاكات خطيرة في مجال حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة. مقابل ذلك دعا البرلماني الباسكي (اتحاد التقدم والديمقراطية) غورا مانيرو لابيان الحكومة الاسبانية والأحزاب السياسية الكبرى في هذا البلد إلى "دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير". وذكر النائب الباسكي في مقال نشرته يومية "البايس" الأربعاء الأخير بمناسبة الذكرى ال34 للاحتلال العسكري للصحراء الغربية ب"العار" الذي يشعر به الاسبان كونهم "المسؤولين" عن هذا الوضع، مشيرا في هذا السياق الى أن لديهم "دين معنوي لا يمكنهم دفعه ما دامت معاناة ومأساة الشعب الصحراوي مستمرة حيث انه حبيس الدكتاتورية المغربية والموقف السلبي لمختلف الحكومات الاسبانية والأحزاب الوطنية الكبرى بما فيها الهئيات الدولية". من جهة أخرى واصل الوفد البرلماني الجزائري زيارته إلى مخيمات اللاجئين في إطار جولة تضامنية مع انتفاضة الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة حيث التقى مع أعضاء جمعية أولياء المفقودين الصحراويين التي كشفت معاناة هذا الشعب لفقدان أكثر من 4500 شخص عن طريق الاختطاف القسري وتسجيل أكثر من 500 مفقود مدني. تزامنا مع ذلك أجرت بعثة طبية اسبانية من جزر البليار مؤخرا عمليات جراحية في مجال "الكلى" للعديد من المواطنين الصحراويين اللاجئين بالمخيمات. وباشرت البعثة الطبية الاسبانية عملها منذ 25 من الشهر الماضي حيث أجرت أكثر من 22 عملية جراحية لفائدة اللاجئين. وتجري هذه البعثة الطبية سنويا بمخيمات اللاجئين الصحراويين العشرات من العمليات الجراحية لفائدة المواطنين الصحراويين الذين حرمهم الاستعمار المغربي من وطنهم.