في هذا الحوار الذي جمع ”الفجر” مع نجمة الأغنية الرياضية الشابة صونيا، كشفت من خلاله صاحبة أغنية ”وان.. تو.. تري فيفا لالجيري” عن جديدها القادم عن أشبال رابح سعدان؛ قبل موعد مونديال الأبطال بجنوب إفريقيا 2010، الذي سيكون محط اهتمام الجميع.. كيف ومتى كانت بداية الشابة صونيا في عالم الغناء؟ هناك العديد من الأشخاص يعتقدون بأنني دخيلة على الوسط الفني الجزائري، لكن ما لا يعرفه هؤلاء أنني أتواجد في الساحة الفنية منذ11 سنة، لكن الفترة الأخيرة التي مضت هي الفترة التي شهدت نجاحاتي، خاصة أن ظهوري تزامن مع إنجازات الفريق الوطني الجزائري.
لماذا إذاً كنت غائبة عن المشهد الفني ما دمت تتواجدين فيه منذ سنوات، ولم تظهري إلا مع غزو الأغنية الرياضية، الوسط الفني الجزائري؟ كما تعرفين، الفن في الجزائر لا يُؤكل خبزاً، خاصة في هذا الوقت، وشركات الإنتاج اليوم أصبحت لا تراهن إلا على الأسماء القوية والمعروفة لدى المستمعين.. كما أن هناك العديد من الأصوات النسائية التي أضحت تقدم أغنية الراي، فلم يعد الأمر يقتصر على اسم أواسمين فقط، بل نحن نتحدث عن عدد كبير من الأصوات التي أضحت تظهر في الساحة الفنية كل يوم. وأعتقد أن العائلات الجزائرية أضحت تعرف الشابة صونيا بعد الرواج الذي أصبحت تتمتع به الأغنية الرياضية داخل الأسر الجزائرية، ويمكنني اليوم أن أقول إن لها الفضل في معرفة الجزائريين لي، خاصة أن أغنياتي التي قدمتها لأشبال رابح سعدان أضحى يرددها كل الجزائريين صغاراً وكبارً؛ بل ما فاجأني أكثر أن الجميع أصبح يحفظها عن ظهر قلب.
كيف يستقبلك الجمهور الجزائري اليوم، بعد سلسلة من الأغنيات الناجحة التي تمجد انتصارات منتخبنا الوطني، الذي اقتطع تأشيرة التأهل لمونديال جنوب إفريقيا 2010؟ اليوم أصبح يعرفني الجميع والحمد لله.. أشكر الله على هذه النعمة، التي فتحت لي أبواب الشهرة على مصراعيها.. وأتمنى أكثر أن تتواصل سلسلة النجاحات أكثر وأكثر.. لي وللمنتخب الوطني طبعا.
بالحديث عن المنتخب الوطني، كنت رفقة عدد من الفنانين الجزائريين الذين سافروا لحضور المباراة الفاصلة التي جمعت منتخبنا الوطني رفقة المنتخب المصري، التي أقيمت نهاية السنة الفارطة بالخرطوم. حدثينا عن تلك التجربة؟ لم أتوقع في أي يوم من أيام حياتي أن أكون مشجعة لكرة القدم التي لا أفقه فيها شيئاً، ولم أكن أدري بأني سأدخل الملعب لتشجيع منتخب بلدي، لكن هذا الذي حدث، أداء رفقاء زياني أبهرنا وجعلنا نلحق بهم من مكان إلى مكان.. مثلي مثل أي جزائري عشقت هذا المنتخب الذي منحنا سعادة لم نكن نحلم بها، نحن جيل لم نعرف طعم السعادة إلا اليوم.. هل نتوقع أن تسافري إلى جنوب إفريقيا للحاق بهم؟ لمَ لا...أتمنى فقط أن لا تكون لديّ أي ارتباطات فنية تتزامن مع مباريات منتخبنا الوطني، أنا ومجموعة من أصدقائي الفنانين نفكر في السفر إلى هناك وتشجيع المنتخب بعد أن تعذر علينا السفر إلى أنغولا.
لو لم تسمح لك الفرصة لدخول عالم الفن، هل كنت ستقبلين على برنامج ألحان وشباب مثلا؟ أنا..؟ لا أعرف.. لكن إلى حدّ كبير كنت لأدخل في هذه المغامرة، لأني أعرف بأنها ستشكل لي نقلة نوعية في حياتي، وفي اعتقادي هذا البرنامج سمح بدخول عدد كبير من الشباب الطموح إلى جميع البيوت الجزائرية من خلال شاشات التلفزيون، وهذا ما يطمح إليه كل فنان.
ما هي هوايتك المفضلة بعد الغناء؟ الغناء.. ثم الغناء.. ثم الغناء.. بعدها تأتي الرياضة التي أصبحت أعشقها حدّ الهوس.
ولاعبك المفضل؟ مطمور.. وتقريباً جميع التشكيلة الأساسية لفريقنا، لكني أعشق أداء مطمور.
هل ستقدمين أغنية عن مطمور كما فعلت إحدى فناناتنا المعجبة جداً بكريم زياني؟ تضحك... من يدري قد أُغرم به.
من ينتقي لك كلمات أغانيك؟ أنتقيها أنا وحدي لأني أحرص على أقدم ما يناسب صوتي وإمكانياتي.
ما هي رؤيتك لواقع الغناء في الجزائر، وبخاصة جيل الشباب وما يقدمونه من أعمال فنية؟ نحن نعيش في عصر الانفتاح أمام الثقافات والحضارات ولا يمكن تجاهل هذا الواقع، لهذا نلمس فيم يقدم اليوم من أعمال فنية لدى جل الشباب وبخاصة الفرق الغنائية، نوع من التمرد الذي يطغى على العمل الفني من كلمات إلى لحن، وصولاً إلى طريقة الأداء، والإخراج العام للعمل وبخاصة تلك التي تصور على شكل فيديو كليب. أعتقد أن الساحة الفنية اليوم أصبحت تقدم إلى الأمام أي فنان في بداية الطريق، وخاصة إذا كان يمتلك الدعم المادي والمعنوي، في حين نلاحظ بعد الركود للأسماء الأخرى التي كانت في السابق تكتسح الساحة الفنية، لأنها لم تعد تملك القدرة على مواكبة هذا التطور الذي يشهده الفن، وخاصة أغنية الراي التي أضحت باباً للعالمية..
بما تنصحين الفنانين الشباب الذين يحلمون بولوج عالم الفن؟ ليس هناك وصفة سحرية أنصحهم بها، لكن ما يمكنني أن أقوله للشباب المبدعين.. عليكم أن تثقوا في قدرتكم الإبداعية فهي كفيلة بأن توصلكم إلى النجومية سواءً اليوم أو غداً.. أو بعد قرن من الزمن.
ماذا منحك الفن، وماذا منحته أنتِ؟ أعطاني دخولي لعالم الفن الكثير، محبة الناس لي.. شهرة لا بأس بها.. لكن في المقابل أخذ مني الكثير ولازال يأخذ.
ماذا عن جديدك الفني بعد آخر أغنية قدمتها عن الفريق الوطني، برفقة الشاب محمد الصغير؟ قبل الحديث عن عملي الجديد الذي أحضّر له منذ فترة، لازلت أستمتع بالنجاح الذي حققه الديو الذي جمعني مع محمد الصغير”علقوا لعلامات”، خاصة أن الصغير أصبح يحفظها قبل الكبير، كما أنها أصبحت تعرض على شاشة التلفزيون الجزائري، وهذا ما ساعد على رواج أغانيَّ في الفترة الأخيرة. حاليا أشتغل على ألبومي الجديد الذي يتوقع أن يكون حاضرا في الأسواق بعد أشهر قليلة من الآن، الألبوم هذا يضم 8 أغاني تتراوح بين أغنية الراي والأغنية العاطفية، كما أحضر أيضا لسينغل جديد يتوقع أن يكون حاضرا في السوق قبل موعد جنوب إفريقيا، وهو عبارة عن أغنية للفريق الوطني من أجل شحن همة رفقاء كريم زياني في مونديال جنوب إفريقيا.