فض بملعب أم درمان في السودان الاشتباك الأصعب في تاريخ كرة القدم الافريقية والعربية بين الجزائر ومصر في ليلة انطفأت فيها شمس ام الدنيا وأشرقت فيها شمس بلد المليون ونصف المليون شهيد التي تحقق حلم شعبها بالعودة إلى مصاف عمالقة الرياضة الأكثر شعبية في العالم بعد غياب طويل دام 23 عاما. وبفضل هذا الانجاز أصبح المنتخب الوطني خامس المنتخبات الأفريقية التي تحجز مكانها في مونديال 2010 اثر فوزه التاريخي سهرة أمس الأربعاء في المباراة الفاصلة التي استضافها ملعب المريخ في ختام التصفيات القارية، وهي المرة الثالثة يسجل فيها بلدنا حضورها في أهم حدث رياضي عالمي بعد الألعاب الاولمبية. كما يكفي الجزائر فخرا انها ستمثل الكرة العربية منفردة في بلد نلسون مانديلا وهو مصدر اعتزاز ل 35 مليون نسمة، لكن المسؤولية ستكون ثقيلة على زياني ورفاقه في موعد ملتقى الكبار. وجاءت المباراة قوية ومثيرة، كان فيها زملاء بلحاج الأفضل في شوطها الأول، حيث تفوقوا في وسط الميدان، ونجحوا في استثمار سيطرتهم بتسجيل هدف رائع لعنتر يحيى في الدقيقة الأربعين بعدما انقد عصام الحضري في الدقيقة ال 15 شباكه من إصابة محققة من تسديدة قوية لمدافع نادي بوخوم داخل منطقة الجزاء. في المقابل، ظهر المنتخب المصري بعيدا عن المستوى الذي ظهر به في لقاء السبت الماضي بالقاهرة، فلم يهدد مرمى فوزي شاوشي إلا في كرة واحدة عندما نجح سيد معوض في المرور من الناحية اليسرى ومرر كرة على طبق لأبوتريكه الذي مرت قذفته غير بعيدة عن المرمى. وفي مطلع الشوط الثاني أجرى "المعلم"حسن شحاته تغييران بإقحامه محمد زيدان وحسني عبد ربه بدلاً من عمرو زكي وأحمد فتحي على التوالي أملا في بلوغ مرمى شاوشي، لكن دون جدوى وظل الوضع كما هو عليه بتمريرات عرضية مصرية ليس لها أي داع، وظلت الدقائق تمر وتمر ليصل أشبال سعدان لأول مرة إلى منطقة عمليات "الفراعنة" في الدقيقة 60 برأسية لعبد القادر غزال تصدى لها الحضري ببراعة وهي اللقطة التي زادت ثقته. بعد ذلك انعدمت خطورة مصر تماماً أمام استبسال الجزائريين الذين لم يتأثروا للخروج الاضطراري لمغني وعنتر يحيى ثم صايفي، حيث واصل بوقرة وزملاؤه في الضغط على حامل الكرة والانطلاق في هجمات معاكسة سريعة، أتعبت الخصم الذي بدأ مع مرور الوقت ينهار بدنيا، لتنتهي المباراة بانتصار تاريخي ل " محاربي الصحراء" الذين حطموا غرور منافس لم يعترف بأنه شاخ ولقنوه درسا في كرة القدم الحديثة من قبل لاعبين شبان انتقموا لسلفهم في المنعرج الأخير من سباق مونديال 1990 وأكثر من ذلك نالوا شرف تمثيل العرب في موعد جنوب افريقيا.