قدمت قناة "دبي الرياضية" (المحايدة) أول أمس، سهرة رياضية خاصة بتداعيات مقابلة الجزائر ومصر التي جرت وقائعها على أرض السودان.قناة "دبي الرياضية" وإن كان هدفها الأول من الحصة تلطيف الأجواء بين الجزائر ومصر إلا أنها قدمت صورا حية ناطقة تفضح "الأكذوبة المصرية" وتسكتها إلى الأبد. لعل أهم المشاهد التي صورتها كاميرا القناة مشاهد أفواج الفنانين المصريين الذين حضروا المقابلة فور خروجهم من ملعب "أم درمان" وهم في حالة عادية رغم بعض الاحباطات نتيجة خسارة فريق بلادهم، هؤلاء "النجوم" لا يبدو عليهم الغضب أوالاستنكار أو"البهدلة" بل إن معظمهم هنأ الفريق الجزائري بصعوده إلى المونديال ولعل المطرب ايهاب توفيق أحسن من عبر عن ذلك وكانت الصورة توضح الحافلات التي كانت تقل هؤلاء النجوم وهي في أحسن صورة، حيث كان أغلب فناني مصر يتحدثون مع صحفيي "دبي الرياضية" وهم على متنها ولم تظهر أية صور عنف ضدهم أورشقهم بالحجارة كما صرحوا به عندما وصلوا إلى أرض الفراعنة. أبلغ الصور هي تلك التي جمعت مناصري الجزائر ومصر في شوارع وساحات الخرطوم بعد لقاء الأربعاء الفارط، فلم تظهر أيضا صور العنف ولا السكاكين ولا العصي بل كان جميع المناصرين يهتفون لفريقهم فائزا كان (الجزائري) أوخاسرا (المصري) بل أكثر من ذلك فقد عبر بعض المناصرين المصريين بروح رياضية عالية عن تشجيعهم للخضر في كأس العالم وأنهم استحقوا الفوز، ومرت الأجواء في سلام تام إلى أن وصل هؤلاء المصريون إلى القاهرة ليخضعوا لضغوطات إعلامية وسياسية جعلت أغلبهم يحرف ما شاهده إلى درجة أن بعض الفنانين المستجوبين في الخرطوم قالوا عكس ما صرحوا به بعد نهاية المقابلة لفضائيات السوء. مازاد سهرة "دبي الرياضية" ثقلا إعلاميا هو شهادة المسؤول الأول عن الأمن في الخرطوم الذي تعجب للتجاوزات التي تحكي عنها القاهرة وأنه لم يسجل أية تجاوزات وكل الظروف كانت "تمام". "دبي الرياضية" أبدت الاحترافية والمهنية العالية في تناول الموضوع وقدمت الخضر في إطار فني وإعلامي راق جدا ووفرت له الدعاية الكاملة ليس نكاية في مصر لكن لأنه سيمثل العرب والمسلمين في جنوب افريقيا ولم تهدأ الصور من الرقص على أنغام أحدث الأغاني الرياضية الجزائرية والتي لا يتجاوز عمرها أحيانا الأسبوعين، في ذات الوقت وفرت القناة الدعم المعنوي اللازم لفريق الفراعنة وحيته على آدائه مؤكدة له أن تحقيق انتصارات مستقبلية واردة جدا. أما على مستوى "البلاتو" الذي جمع أنصار الخضر والفراعنة فكان حماسيا ورغم المشادات الخفيفة إلا أن المنشط احتواها ليفرغ الجزائري والمصري كلاهما قلبه دون تجريح أوقذف ليصلا معا ودون شعور إلى نقطة واحدة تؤكد عروبتهما وأخوتهما وهكذا ومع انتهاء الحصة تبادل المناصرون الورود والقبلات تحت هتافات "وان، تو، ثري فيفا لا لجيري" و"مصر، مصر" فأية صفعة أجمل من هذه تصفع بها وجوه الغندوريين" الذين يفضلون النار على الورود.