في مقابلة مع تلفزيون دريم المصري، عز الدين ميهوبي ينفي وجود فتنة وتورط الحكومات في تأزم العلاقات الرياضية بين الجزائر ومصر نفى كاتب الدولة المكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي مايتردد عن تشجيع الحكومتين الجزائرية والمصرية لقضية التعصب الرياضي الذي يميز علاقات البلدين من أجل استنزاف طاقات الناس وإبعادهم عن الاهتمام بمشاكلهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مؤكدا أن مايميز هذه العلاقة ماهو إلا حماس زائد في إطاره الرياضي وأن ال 90 دقيقة هي حالة من التنافس بين 22 لاعباً كل واحد يريد أن يثبت جدارته لتحقيق انتصار ينتظره الملايين من ورائه. وأرجع ميهوبي أثناء استضافته في برنامج الحقيقة على تلفزيون دريم المصري تلوث الأجواء الرياضية بين مصر والجزائر إلى عدم المعالجة الآنية للمشاكل التي حصلت بدءًا من عام 1978 في الألعاب الإفريقية نتيجة تدخل الشرطة الجزائرية لفض خلاف بين أعضاء الفريقين المصري والليبي ثم المشادات التي جرت عام 1984 في مباراة الجزائر مصر لتبلغ هذه الخلافات ذروتها عام 1989 بما يعرف بقضية بلومي والطبيب المصري والتي لم تجد حلا إلا بعد انقضاء 20 عاماً. ولعل أهم ماساهم في تطور هذه الحساسية هو الإعلام الذي كان بمثابة وقود المعركة نتيجة استخدامه لغة عنيفة تليق بأوضاع الحروب سواء على صحفات الجرائد أو برامج الفضائيات، وهو الأمر الذي دفع بالوزير إلى حد القول بأنه لو كانت لديه سلطة إغلاق جريدة لأوقف كل صحيفة تتسبب في إثارة الفتن لأنه خط لايخدم مصلحة الصحافة، فللحرية سقف وسقفها المسؤولية إذ لايجب استعمال كلام مؤسس على إشاعات هدفها إثارة الحزازات التي تهدد أمن واستقرار الدول، وأشار الوزير في حواره إلى تخوفه مما تتناوله منتديات الأنترنيت التي تثير قضايا لا صلة لها بالرياضة ومما يكتبه أشخاص لا علاقة لهم بالرياضة عن الرياضة، وعبر كاتب الدولة عن اللهجة العنيفة المتداولة في أوساط المجتمع بأنها رغبة جامحة في الفوز ودافع لتحفيز اللاعبين لتحقيق النصر والتأهل للمونديال مفندا بذلك الإدعاءات التي تقول بأن هناك فتنة بين الجزائر ومصر، مؤكدا بأن العلاقات الرياضية بين البلدين بعيدة بمسافات ضوئية عن التعصب والتطرف الحاصل في أوربا، ودعى ميهوبي إلى التفكير فيما بعد المباراة وضرورة المعالجة الآنية للحساسيات والمشاكل، وتفاءل بحل قضية بلومي وكذا المبادرات التي تشيد بتحسن الأجواء الرياضية بين مصر والجزائر كتكريم أبو تريكة ونادي الأهلي التي هي مؤشرات لإقامة توأمة بين صحف البلدين معلنا عن تأسيس جمعية الثقافة الرياضية لاحقا. الجدير بالذكر أن القائمين على البرنامج تعمدوا طيلة الحلقة بث مشاهد عن حماس الأنصار الجزائريين في المدرجات واستخدام الأقنعة المخيفة والألعاب النارية وصور الصراخ وكذا صورة رفيق صايفي وهو يعتلي المرمى وحاملاً العلم الوطني إلى جانب صور الصفحات الأولى للجرائد الجزائرية التي تحمل عبارات مضادة للفريق المصري خاصة تلك التي كتب عليها "الانتصار أو الانكسار" في حين لم يتم بث أي لقطة أو مشهد عن الجانب المصري وكأن مسألة التعصب تخص الجزائريين فقط، مع أن المتتبعين يؤكدون أن المصريين وخاصة الإعلام المصري أكثر من يستعمل عبارات متطرفة في حق الجزائريين من إساءة وسب وشتم عبر المباشر وعلى الفضائيات والبرامج الرياضية.