جمعية "أنيس" تحذر المناصرين المتوجهين إلى أنغولا وجنوب إفريقا الوقاية من الإصابة بفيروس السيدا وتوعية الأفراد والجماعات بخطر هذا المرض الفتاك، كان موضوع المحاضرة التي ألقاها، أمس، الدكتور سكندر عبد القادر سوفي، الذي نزل ضيفا على منتدى المجاهد بمناسبة اليوم العالمي لمرض السيدا والذي يصادف الفاتح من ديسمبر من كل سنة، داعيا كل الجهات المختصة إلى ضرورة التكفل بالشخص المريض ومساعدته على أن يندمج في المجتمع، مؤكدا على ضرورة التوعية خاصة بالنسبة لمناصري الفريق الوطني الجزائري الذين سينتقلون لمؤازرة الخضر بمناسبة كأس أمم إفريقيا في أنغولا وكأس العالم في جنوب إفريقيا. ركز الدكتور سكندر على حماية وتدعيم حقوق المرضى في بلادنا، البلد الوحيد الذي تتكفل فيه الدولة بالمرضى مجانا، لكن أكد على ضرورة أن يشمل التكفل كل المجالات كون المريض يحتاج إلى رعاية نفسية واقتصادية واجتماعية وتغيير نظرة المجتمع للمريض، فهذا حسب الدكتور سكندر أمر مهم، ليتطرق أيضا إلى نقطة أخرى تتعلق بالوقاية للجميع ومن خلال هذا أكد على أن إعطاء أهمية كبيرة للوقاية من خلال العمل التحسيسي والجواري والتقرب من الأفراد والجماعات: "لا بد أن ننبه وزارة الصحة حول ضرورة توعية المناصرين الذين سينتقلون إلى أنغولا وإلى جنوب إفريقيا لمناصرة الخضر، فهذين البلدين يعدان من البلدان التي تحصي أكبر عدد من المصابين بفيروس السيدا، خاصة جنوب إفريقيا التي تعد الأولى في العالم، نحن في جمعيتنا سنقدم بعض محافظ تحتوي على أدوات وقائية من مطويات توعوية وحتى واقيات جنسية، كما أوجه ندائي لكل الجمعيات على أن تتجند للوقاية من الفيروس قبل فوات الأوان، وأقول أيضا أن المرضى ليسوا بأرقام فقط فلا يجب أن نحصر المريض قي رقم، بل علينا أن نتفهمه ونساعده"، يقول الدكتور سكندر، الذي عاد إلى ما قامت به جمعيته حتى الآن. كما عرف المنتدى تقديم مداخلة للسيد مكي ممثل عن هيئة ترقية الصحة والبحث، »فوريم« الذي عاد إلى ضرورة توفير الإمكانيات المادية لمن يعملون في مجال مكافحة السيدا، مع التأكيد على التوعية الجماعية وإجراء الكشف الطوعي الجماعي، في مختلف التجمعات. ومن بين الحاضرين منتدى المجاهد، مغني الراب المعروف بمواقفه ومساهماته الإنسانية لطفي "دوبل كانون" ، الذي يعد عضوا نشيطا في جمعية" أنيس" وأحد مموليها، والذي كانت له مداخلة من الواقع المعاش من خلال تنقلاته المختلفة عبر بعض المدن الجزائرية والقرى والمداشر، حيث تطرق بطريقته الخاصة إلى خطورة الداء والدور الذي يقوم به من خلال هذه الجمعية قائلا: "من خلال تواجدي هنا معكم أريد أن أبعث رسالة إلى الشباب، أقول إن الإحصائيات مهما كانت تبقى رمزية، وهناك الكثير من الأشخاص ليسوا على علم أنهم مصابون بهذا المرض، فهناك عدة أسباب تكون وراء الاصابة، منها الفقر الذي يوجه البعض إلى الدعارة دون رقابة، والجهل بمخاطر الجنس ووجود الواقيات الجنسية خاصة لمن يمتهنون الدعارة، وعدم الوعي، وللأسف التكنولوجيا والانترنيت استغلتا استغلالا خاطئا، وزادتا من تفاقم العلاقات الجنسية. ندائي للأولياء، لابد أن يتكلموا مع أبنائهم وبناتهم، ولابد أن يوعوهم بمخاطر الداء وأن يكلموهم دون طابوهات، وإلى المتوجهين إلى إفريقيا أيضا، لابد عليهم أن يكونوا حذرين ولابد من الكشف الطوعي وعلى الكل أن يعمل في هذا السياق" . من جهة أخرى؛ كانت المفاجأة خلال هذه المحاضرة، مداخلة أحد المصابين بفيروس السيدا، وهو "سليم" ، أصيب بالداء عندما عاش في بلد إفريقي لبضع سنوات والذي قال: "تلقيت الفيروس خارج الوطن، الشيء الأول الذي أريد أن أنبه إليه، هو أنه لابد من الحذر ولابد من استعمال الواقي لمن يقيم علاقات جنسية، لقد كنت في إفريقيا السوداء وعشت فيها لمدة وكان أمامي كل شيء فالواقي الجنسي هناك موجود في كل مكان، غير أن جهلي بضرورة استعماله، جعلني لا أنتبه، فقد عشت مع فتاة لمدة عام ونصف، وأظن أنها كانت مصابة ولم تقل لي ولم أدرك أنني مصاب إلا بعد عودتي إلى الجزائر، كنت أرى أنه محكوم علي بالإعدام، لكن بمرور الوقت وبالمساعدة التي تلقيتها من قبل المشرفين على جمعية أنيس، استطعت أن أنسى مرضي وأعيش بصورة عادية. لا بد من الوقاية فقط ولابد من حملات تحسيسية أيضا، ولابد من التكفل بالمريض خاصة من الناحية النفسية، يجب أن يكون هناك طبيب نفساني يستمع للمريض فهذا ما سيساعد هذا الأخير على نسيان مرضه، والحمد لله استطعت أن أعود إلى المجتمع وأعلمكم بأنني سأتزوج قريبا" . وحتى وإن كانت الأرقام مخيفة بالنسبة لعدد المصابين في العالم الذين بلغ عددهم أكثر من 33 مليون مصاب بينما يقدرون ب 30 ألف مصاب في الجزائر، إلا أن الامتناع، الوفاء والوقاية، أفضل السبل لتفادي انتشار هذا الداء.