التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس والوزير الأول الاسرائيلي إيهود أولمرت أمس بمدينة القدسالمحتلة في أول محادثات بينهما في سياق الأحداث التي يعرفها قطاع غزة بعد الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني هناك·وقالت مصادر على صلة بهذا اللقاء أن الطرفين تناولا مسألة نشر قوات الأمن الفلسطينية وإمكانية استلامها مهمة المراقبة الأمنية على المعابر بين قطاع غزة ومصر· ويعد هذا أيضا أول لقاء بين عباس وأولمرت منذ الثامن جانفي الجاري تاريخ الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى فلسطينالمحتلة ضمن الترتيبات الخاصة بتنفيد نتائج مؤتمر أنابوليس نهاية شهر نوفمبر الماضي·وكان الرئيس بوش بعد لقائين منفصلين مع أولمرت تم مع الرئيس محمود عباس قد حث الطرفين على ضرورة تسجيل تقدم في المفاوضات المباشرة حول قضايا الوضع النهائي وتمهيدا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة· وإذا كان الطرفان لم يحققا أي تقدم في هذا المنحى فإن الوضع العام عرف انزلاقا خطيرا منذ تلك الزيارة وساءت العلاقات بعد أن تعمدت إدارة الاحتلال تنفيد خطة عسكرية وحصار لخنق الفلسطينيين من سكان قطاع غزة·وقال مسؤولون فلسطينيون أن الرئيس عباس طالب الوزيرالأول الاسرائيلي بإنهاء هذا الحصار وكذ رفع كل القيود المفروضة على تنقل الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية من خلال إزالة كل الحواجز العسكرية التي تنصبها قوات الاحتلال· وقال ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن الطرف الفلسطيني حصل على ضمانات لدعم مطالبه من طرف أعضاء اللجنة الرباعية وينتظر أن يؤكد الرئيس الفلسطيني على الرفض الصريح لمسألة الحصار وكذا عقبة المستوطنات التي تصر إدارة الاحتلال علي موصالة بنائها رغم الإعتراض الفلسطيني والدولي عليها· ويأتي تعهد السلطة الفلسطينية بضمان الأمن على معابر في نفس الوقت الذي أكدت فيه حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اعتراضها على كل ترتيبات تستثنى قواتها من كل عملية أمنية على المعابر أو كل مسعى لنشر ملاحظين دوليين في معبر رفح على الحدود المصرية· وفي هذا الشأن، أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس ان بلاده ستتخذ كل الاجراءات لاستعادة السيطرة على حدودها مع قطاع غزة · وقال رئيس الديبلوماسية المصري أن القاهرة اتخذت اجراءات عاجلة لاتمام هذه المهمة دون أن يعطي آية توضيحات حول ذلك· وجاءت تأكيدات أحمد أبو الغيط بعد ان تعهدت السلطات المصرية بإبقاء حدودها مع قطاع غزة مفتوحة أمام سكانه لتمكينهم من التزود بمختلف المواد الغذائية·ويكون تزايد الضغوط الأمريكية والإسرائيلية على القاهرة بدعوى إحترام الحدود الدولية هو الذي أرغم مصر على إعادة النظر في قرارها بابقاء حدودها مفتوحة· والواقع أن فتح معبر رفح جاء مفاجئا للسلطات المصري التي لم تكن تتوقعه على الإطلاق بعد أن قام فلسطينيون بفتح منافذ على الجدار الفاصل بين مدينة رفح المصرية وقطاع غزة وفرضوا الأمر الواقع على المصريين والاسرائيليين على السواء· وكسروا بذلك الحصار المفروض عليهم حتى وإن كلفهم مبلغ 250 مليون دولار· وينتظر أن يشير الرئيس محمود عباس هذا الأربعاء الانعكاسات التي تركها هدم معبر رفح مع الرئيس المصري حسني مبارك خلال القمة التي ستجمعهما بالقاهرة· كما سيتناول اللقاء أيضا فكرة اجراء وساطة مصرية بين حركتي فتح وحماس لإنهاء حالة الجمود السائدة بينهما وإنعكست بشكل مباشر على أوضاع الفلسطينيين والإجتماعية وحتى السياسية وكانت الرئاسة المصرية أكدت استعدادها للشروع في اتصالات منفصلة مع قياديتي الحركتين تمهيدا للقاء صلح بينهما· وكان رئيس حكومة حماس المقالة في غزة إسماعيل هنية عبر قبل ثلاثة أيام عن استعداده لعقد لقاء مع الرئيس محمود عباس برعاية مصرية لبحث القضايا الخلافية وفك الحصار على الفلسطينيين في الضفة والقطاع·