حملة اعتقالات وقمع واسعة في أوساط السكان الصحراويين بالمدن المحتلة أعرب عمر منصور ممثل جبهة البوليزاريو بفرنسا عن قلقه أمام استفحال موجة القمع التي تقودها القوات المغربية بالأراضي المحتلة والتي ازدادت حدتها منذ عودة الحقوقية أميناتو حيدر إلى مسقط رأسها بمدينة العيونالمحتلة بعد إضراب عن الطعام دام 32 يوما. وقال المسؤول الصحراوي على هامش تجمع شعبي نظم بالعاصمة الفرنسية باريس لمساندة المعتقلين السياسيين الصحراويين في سجون الاحتلال المغربية أن "القوات المغربية قمعت بشدة المظاهرات التي نظمها السكان الصحراويون تعبيرا عن فرحتهم بعد انتهاء معاناة أميناتو حيدر وعودتها إلى ذويها". وكشف منصور عن إصابة عشرات المتظاهرين الصحراويين الذين حاولوا الاقتراب من منزل المناضلة الصحراوية للاطمئنان على وضعها الصحي في نفس الوقت الذي اعتقل فيه العشرات الآخرين. وعمدت السلطات المغربية مباشرة بعد عودة حيدر إلى مدينة العيونالمحتلة إلى فرض طوق امني أشركت فيه عناصر المخابرات وقوات الشرطة وأحكمت مراقبتها على مداخل الشارع الذي يوجد فيه منزل المناضلة الصحراوية التي زلزلت بإضرابها كيان العرش المغربي في مسعى لمنع انتقال عدوى المقاومة إلى المزيد من المواطنين الصحراويين الرافضين للعيش تحت السيادة الاستعمارية المغربية. يذكر أن تجمع العاصمة الفرنسية أشرفت على تنظيمه العديد من المنظمات غير الحكومية الفرنسية المساندة لكفاح الشعب الصحراوي بهدف "المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين ال145 وعلى رأسهم مناضلي حقوق الإنسان السبعة الذين اعتقلوا في مطار الدارالبيضاء في الثامن أكتوبر الماضي بعد عودتهم من زيارة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين". وتم خلال هذا التجمع السلمي رفع لافتات تحمل شعارات تدعو إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين فضلا عن صور كبيرة "لغاندي الصحراوية" بساحة الأبرياء في حي"لي هال" الذي يعج بالمارة والسياح الأجانب وتم خلاله توزيع منشورات تشرح الهدف من هذا التجمع. ونادى مناضلون صحراويون ومن مختلف الجمعيات المساندة للقضية الصحراوية على غرار لجنة احترام الحريات وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية وجمعية أصدقاء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بشعارات تطالب بحق تقرير المصير وإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين واحترام حقوق الإنسان من قبل سلطات الاحتلال المغربية. وشارك في هذا التجمع جاك فايت مسؤول العلاقات الدولية بالحزب الشيوعي الفرنسي الذي أكد ان "عودة اميناتو حيدر إلى العيون في الصحراء الغربية يعد حدثا بارزا لأنه يدل على ان النظام المغربي قد اضطر إلى التنازل أمام إصرار هذه المرأة في المضي قدما حتى نهاية كفاحها وكذا أمام الضغوط الدولية". واعتبر أن تصريح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الداعم لمخطط الاستقلال الذاتي الذي يدافع عنه المغرب يعد "خطا سياسيا خطيرا". وأكدت سيفيم داغديلن الكتلة البرلمانية الألمانية دي لينك( يسار) وعضوة لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان الفيدرالي الألماني أن عودة الناشطة الصحراوية لحقوق الانسان اميناتو حيدر إلى الصحراء الغربية يعد "نجاحا كبيرا" و"انتصارا للعدالة" ولكنها أشارت إلى أن هذا "النجاح في مجال حقوق الإنسان يبقى غير كامل وأن عودة اميناتو حيدار لا ينبغي أن تغطي على الدور غير المشرف والقمعي للسلطات المغربية أو التغطية على سياسة الانسداد التي انتهجها الاتحاد الأوروبي ومعه الحكومة الفيدرالية الألمانية في البحث عن حل عادل ودائم في الصحراء الغربية". واعتبرت منظمة العفو الدولية "امنيستي" عودة الناشطة الحقوقية الصحراوية إلى مدينة العيون "انتصارا لحقوق الإنسان والعدالة". وعبرت المنظمة الأحد عن سعادتها بالسماح للناشطة الحقوقية الصحراوية بالعودة إلى وطنها وتمكينها من جواز سفرها. وأكدت على اهمية تمتع كل المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان بحقهم في الحرية والتنقل دون خوف ولا عقاب. وأكدت المنظمة الحقوقية الدولية أنها سبق وأن "حثت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالة وجهتها إليه يوم 11 من الشهر الجاري على مواصلة جهوده الرامية إلى تمكين حقوق الانسان الصحراوية من العودة إلى ذويها دون شرط وضمان تمكينها من جواز سفرها".