لم تجد الحكومة الاسبانية من طريقة للخروج من المأزق الذي ورطتها فيه نظيرتها المغربية بخصوص المناضلة الحقوقية الصحراوية اميناتو حيدر سوى اللجوء إلى لعب الورقة الأمريكية في محاولة لإقناع واشنطن من اجل الضغط على الحكومة المغربية لدفعها للسماح للحقوقية الصحراوية من العودة إلى ذويها. ومن المنتظر أن يغتنم وزير الخارجية الاسباني ميغل أنخيل موراتينوس لقاءه المقرر اليوم بوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بالعاصمة واشنطن لإيجاد حل لمصير المناضلة الصحراوية التي تزداد تدهورا يوما بعد يوم بعد رفضها التوقف عن إضرابها عن الطعام منذ شهر تقريبا. واضطرت الحكومة الاشتراكية إلى لعب الورقة الأمريكية بعد أن فشلت كل محاولاتها لإقناع المغرب بتسوية هذه القضية بصفة ثنائية ولكن الرباط رفضت مطلبها بالسماح لحيدر بالعودة إلى مسقط رأسها بمدينة العيون عاصمة الصحراء الغربيةالمحتلة. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه، هل ستلقي هيلاري كلينتون بثقل بلادها الدبلوماسي لإنهاء هذه المعضلة بحكم العلاقات بين واشنطنوالرباط؟ ويجد هذا السؤال مصداقيته أكثر بعدما أعربت الولاياتالمتحدة للمغرب عن "قلقها" ازاء وضعية المناضلة الصحراوية من أجل حقوق الإنسان أميناتو حيدر المضربة عن الطعام منذ 16 نوفمبر الماضي. ولم تخف رئيسة الدبلوماسية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال اتصال هاتفي مع نظيرها المغربي الطيب فاسي الفهري "قلقها" إزاء مصير الحقوقية الصحراوية. وأكد يان كيلي الناطق باسم كتابة الدولة أن كلينتون تطرقت الى "قلقها ازاء الحالة الصحية للسيدة حيدر وأملنا أن تحل هذه الوضعية في أقرب وقت". وقال إن سلطات بلاده تطالب بتحديد العاجل لوضعها القانوني وكذا الاحترام التام لحقوق الإنسان". ولكن الحكومة الاسبانية التي وجدت نفسها في مأزق حرج بسبب قضية هذه الصحراوية المسالمة خاصة بعد اتساع دائرة الانتقادات التي اتهمتها بالتواطؤ مع النظام المغربي في الترحيل القسري لحيدر لا تزال تحاول إقناع الجميع أنها لم تتخل عن الحقوقية الصحراوية وأنها تواصل مساعيها لدى الحكومة المغربية للسماح لها بالعودة الى بلدها الأصلي. وقال مانويل شافيز وزير السياسات الإقليمية الاسباني إن حكومة بلاده لن ترمي المنشفة وستواصل جهودها الدبلوماسية والسياسية من اجل تمكين السيدة حيدر بالعودة الى منزلها بالعيونالمحتلة. وطالب الحكومة المغربية بتحمل مسؤوليتها لتسوية هذه المعضلة لأنها المتسببة فيها. ليس ذلك فقط، فقد نفى الوزير الاسباني تورط إسبانيا مع المغرب بعدما اعتبر أن دخول حيدر الى الأراضي الاسبانية تم بطريقة قانونية رغم أنها لم تكن تحوز على جواز السفر الذي صادرته منها السلطات المغربية. وكانت الحكومة وأجهزة الأمن الاسبانية تقاذفت التهم فيما بينها،س بحيث حمل كل طرف الطرف الآخر مسؤولية دخول اميناتو حيدر إلى الأراضي الاسبانية رغم عدم توفرها على وثائق رسمية وجواز السفر الذي سحبته منها سلطات الرباط. يأتي ذلك وسط اتساع حملة التضامن مع الحقوقية الصحراوية والتي أخذت أبعادا دولية جعلت المغرب يبحث عن حل مشرّف للخروج من هذا المأزق الذي لم يتوقعه بعدما طالب حيدر بالاعتذار للسماح لها بالعودة الى العيونالمحتلة وهو الأمر الذي رفضته الحقوقية الصحراوية وواصلت إضرابها المفتوح عن الطعام. وفي سياق هذه الحملة التضامنية أكد جيمي باركر توماس رئيس المقاطعة الغربية لمدينة سيدني الاسترالية أن الوضعية الحالية للحقوقية الصحراوية تعكس سياسة القمع التي تمارسها سلطات الاحتلال المغربية ضد الشعب الصحراوي. وجاءت تصريحات المسؤول الاسترالي على هامش الندوة الدولية للمدن المتوأمة والمتضامنة مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي اختتمت أشغالها أمس بالجزائر العاصمة. ودعا رئيس المقاطعة الغربية لمدينة سيدني الحكومة الأسترالية التي تدعم تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية أن تكون "أكثر نشاطا" ومساندة للدول التي تدعم القضية الصحراوية. وقال باركر الذي من المقرر أن يتوجه اليوم إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين ليقف عن كثب على تنظيم هذه المخيمات والآثار السلبية للاستعمار، مشيرا إلى أن القضية الصحراوية قد شقت طريقها لدى الرأي العام الأسترالي منذ الزيارة التي قام بها وفد عن جبهة البوليزاريو منذ 10 سنوات.