اعتبر رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري أن البرلمان هو الفضاء الأنسب لاحتضان مبادرة تعديل الدستور، كونه يمثل مختلف الحساسيات السياسية في البلاد وبالنظر أيضا الى أجواء الديمقراطية التي تسوده· وأوضح السيد زياري في الكلمة التي ألقاها أمس بمناسبة اختتام الدورة الخريفية للغرفة السفلى للبرلمان، أن هذا الأخير هو الفضاء المناسب لتعديل الدستور باعتباره أسمى قانون في قوانين الجمهورية والمصدر المعتمد في تحديد مهام مؤسسات الدولة وتحقيق انسجامها وفعاليتها "وذلك تجسيدا لدولة العدل والقانون التي تعمل بلادنا على تحقيقها ميدانيا وتسعى الى نقلها للأجيال القادمة بكل ثقة"· وفي هذا السياق؛ أشار رئيس الغرفة السفلى للبرلمان الى أن الأداء المميز للهيئة التشريعية في مجالي التشريع والرقابة يعد سندا قويا لتثبيت أركان الدولة على أسس صلبة ودعائم قوية مؤكدا أن المجلس الشعبي الوطني يولي أهمية قصوى لتعديل الدستور المرتقب وأنه يأمل أن تكون هذه الوثيقة مصدرا لتعزيز بناء مؤسسات دستورية قوية تضمن مكاسب الأمة في العدالة الاجتماعية وتعزيز مسار الديمقراطية وتكريس مبدأ السيادة للشعب باعتباره مصدر كل سلطة وتأكيد إرادته في اختيار ممثليه بكل حرية "من ابسط مهمة انتخابية الى أعلاها في هرم الدولة"· وقال رئيس الهيئة التشريعية في هذا الصدد إن ذلك يجب أن يتم دون الحد من العهدات الانتخابية "الذي كان من الشروط المفروضة على بعض البلدان الإفريقية من الخارج في التسعينات بحجة التداول على السلطة"·وبرر زياري قوله حول عدم تحديد العهدات الانتخابية الذي رد عليه النواب بتصفيقات حارة بكون "التقييد إلغاء للإرادة الشعبية وتعارض مع جوهر الممارسة الديمقراطية الحقة ومبدأ التعبير عن إرادة الشعوب وسيادتها وحرية اختيارها لممثليها"· من جهة أخرى؛ ذكر رئيس الهيئة التشريعية بدور النواب على المستوى المحلي وضرورة فتح مداوماتهم والاستماع الى المواطنين ونقل انشغالاتهم واهتماماتهم الى السلطات المحلية والجهات المختصة، مؤكدا على أهمية التنسيق والتعاون بين النواب والسلطات المحلية لترقية المحيط وتحسين ظروف معيشة المواطنين· على صعيد آخر، أكد زياري أن الشعب الجزائري الذي "قاسى من دوامة العنف والتطرف الإرهاب وآثاره المدمرة لن يتوان لحظة في محاربة هذه الآفة الدولية ولن يمكن الحاقدين وبقايا الإرهاب الجبان من المساس بمكاسب الأمة وعرقلة مشروعها النهضوي"، مضيفا أن الشعب الجزائري "المتمسك بقيم المصالحة الوطنية والحريص على العيش في كنف الأمن يدرك تمام الإدراك أن الإرهاب الهمجي لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يشكك في التلاحم الوطني وزعزعة استقرار المجتمع أو زرع بذور الشك والفتنة في أوساط أبنائه وتحقيق أهدافه المشبوهة بهذه الممارسات اللاإنسانية التي لا صلة لها بقيم الشعب ومبادئ الدين الإسلامي والثقافة الوطنية"· وفيما يتعلق بحصيلة نشاط المجلس خلال هذه الدورة، أشار الى أنها تميزت بمناقشة القوانين ذات صلة بمواصلة تجسيد الإصلاحات الشاملة والهامة التي تضمنها برنامج رئيس الجمهورية، لا سيما في المجالات المتعلقة بإصلاح العدالة والمنظومة التربوية والمنظومة المالية· وذكر المتحدث بمناسبة اختتام الدورة الخريفية بأعمال الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وأدان بشدة الجرائم البشعة التي ترتكبها القوات الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مجددا في الصدد الوقت دعم ومساندة المجلس لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف