تعرف منطقتا الشريعة وشفة بولايتي البليدةوالمدية حركة دؤوبة، يصنعها تدفق المواطنين الباحثين عن الراحة والاستجمام في هذا الشتاء البارد، وقد أصبحت جبال الشريعة وأشجارها الباسقة ومنعرجات الشفة المعروفة بشلالاتها وقردتها، قِبلة العديد من المواطنين القادمين من مختلف الولايات المجاورة، مما شكّل اكتظاظاً بالطريق الوطني رقم واحد. استغلت العديد من العائلات وجود أبنائها المتمدرسين في عطله شتوية، لمرافقتهم إلى مختلف أماكن الاستجمام، ومنها محمية الشريعة التي تتكلل جبالها بالثلوج وتصبح مكاناً مناسباً لقضاء أوقات متميزة، لاسيما بعد توفير المصاعد الهوائية التي تضفي نكهة خاصة على التنقل إلى أعالي المنطقة، وصار الطريق نحو الشريعة هذه الأيام غاصّاً بالمواطنين الباحثين عن متنفس لهم ولأبنائهم الذين يجدون في هذا الفضاء الأخضر مرتعاً للعب والتحرر من ضجيج المدينة والروتين المدرسي. وعبّرت العائلات التي جلب بعضها وسائل إعداد وجبة الغداء في الهواء الطلق، عن بهجتها بوجودها في مكان خلاب وساحر. مشيرة إلى أن بلادنا لا تفتقر إلى الطبيعة العذراء، وإنما هي بحاجة إلى اهتمام كبير بتوفير وسائل الاستقبال المادية والبشرية، حتى تجلب إليها السياح من داخل وخارج الوطن. وقد زادت المصاعد الهوائية التي تم تدشينها خلال العامين الأخيرين من إقبال المواطنين، فالتنقل عبر عربات "التلفيريك" تجعل المواطن يتمتّع برؤية مناظر في غاية الجمال، ويطل على مدينة الورود وسهل متيجة، ويشم هواء نقياً يعبق برائحة أشجار الصنوبر، ولم يخفِ الزائرون للمنطقة إعجابهم بما تتوفر عليه بلادنا من مرافق سياحية واعدة، مطالبين بتوفير مرافق الإطعام ومحلات بيع الأغراض الضرورية. ولا تختلف الشريعة عن منعرجات منطقة شفة ببلدية الحمدانية الواقعة في أقصى شمال غرب ولاية المدية، التي يقصدها المواطنون، والتوقف لرؤية القردة وتمكين الأطفال بالخصوص من مداعبتها واستمالتها ببعض الموز أو المأكولات الأخرى، ويغتنم المواطنون هذه الفرصة لأخذ صور فوتوغرافية وتسجيلات فيديو، بواسطة الهواتف النقالة المدعمة بالوسائط السمعية البصرية، وحتى العائلات المارة بالمكان تستوقفها تلك الحركة الدؤوبة، فتركن مركباتها ولو للحظات، ممّا يشكل ازدحاما محسوسا واختناقاً مروريين، يستدعيان تدخل أعوان تنظيم المرور للدرك الوطني، مما يستوجب التفكير في إيجاد فضاءات مناسبة لاستقبال جموع المواطنين الوافدين من مختلف الولايات.