كان المنتخب الوطني لكرة القدم على موعد أمس، مع ثاني حصة تدريبية في المعسكر التحضيري الذي يقيمه بجنوب فرنسا تحسبا لكأس الأمم الإفريقية المقررة ابتداء من العاشر جانفي القادم بأنغولا. وشارك في التمارين التي خصصها رابح سعدان للجانب البدني 19 لاعبا بعد التحاق الثنائي ياسين بزاز مهاجم نادي ستراسبورغ ويزيد منصوري وسط ميدان نادي لوريون، فيما سيكتمل التعداد يوم 30 ديسمبر تاريخ وصول كل من حسان يبدا ونذير بلحاج ثنائي نادي بورتسموث ومجيد بوقرة مدافع غلاسكو رانجرز ومهاجم بلاك بول عامر بوعزة. وتشير الأصداء الواردة من مكان إقامة "الخضر" إلى ان التربص يجري في جو عائلي لم يتأثرمن برودة الطقس الشديدة التي دفعت بحليش ورفاقه إلى التزام غرفهم بعد انتهاء حصتي الأحد والاثنين في ظل درجة حرارة بلغت 7 درجات تحت الصفر. من جهة أخرى، كشفت مصادر مقربة من بيت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ان المكتب الفيدرالي اتفق على منح كل لاعب مبلغ 250 ألف أورو إذا تمكن الفريق من إحراز اللقب القاري. ومثلما كشفت عنه "المساء" في أعداد سابقة سيتم الإعلان عن هذه المكافآت خلال حفل رمزي سيقام بمكان التربص في الثالث جانفي القادم، وهي المناسبة التي اختارها الرجل الأول للفاف للاجتماع بالطاقم الفني واللاعبين للحديث عن المأمورية التي تنتظر محاربي الصحراء في أنغولا، حيث يراهن محمد روراوة على لعب الأدوار الأولى رغم اعترافه بقوة المنافسة وسيتحصل اللاعبون على 30 ألف أورو في حال عبورهم الدور الأول، على ان يتلقوا مبلغ 80 ألف أورو ببلوغهم المربع الأخير، فيما خصص مبلغ 150 ألف أورو مكافأة تنشيط المقابلة النهائية، ثم 250 ألف أورو مقابل التتويج باللقب. وتزامنت هذه الأخبار مع رفض المدرب رابح سعدان الحديث عن أي هدف يرسم لمحاربي الصحراء في الكأس الإفريقية، إلى درجة أنه أعطى الانطباع بإمكانية توديع المنافسة مبكرا حين قال "كل شيء يبقى محتمل الحدوث ولا تنظروا ان نصنع المعجزات"، وأضاف بنبرة متشائمة: "الكأس الإفريقية أتت في وقت غير مناسب ..لقد أنهينا مؤخرا مشوار تصفيات المونديال الشاق للغاية، ولا نملك متسعا من الوقت للإعداد الجيد للسباق القاري وأنا شخصيا قلق جدا بشأن هذه المنافسة". واستغرب الكثير من تصريحات الناخب الوطني وقال بعضهم ان سعدان يريد تحضير الرأي العام الجزائري لخيبة محتملة في أنغولا حتى يتفادى تكرار سيناريو عام 1986 لما أقصي ماجر وزملائه آنذاك في الدور الأول من نهائيات دورة القاهرة وانعكس ذلك سلبيا على تحضيرات "الخضر" لمونديال مكسيكو لصيف نفس السنة. فمباشرة بعد الهزيمة أمام منتخب الكاميرون في المباراة الثالثة للمجموعة (2 -3) تعرض "الشيخ" وتشكيلته إلى هجوم حاد من طرف وسائل الإعلام التي كانت كلها عمومية تمهيدا لإحداث تغييرات على مستوى العارضة التقنية، وهو ماحدث فعلا عندما قررت وزارة الشباب والرياضة فرض مصطفى دحلب وعبد الغاني جدواي على سعدان، وهو الأمر الذي تسبب في حدوث مشاكل متشعبة داخل بيت "الخضر" من خلال تداخل الصلاحيات بين أعضاء الجهاز التقني وتوتر للعلاقات بين اللاعبين الناشطين في البطولة المحلية والمحترفين بأوربا، وذلك باعتراف متأخر من قائد الفريق في ذلك الوقت، محمود قندوز، الذي كان يلعب لنصر حسين داي، وعبد الله مجادي مدافع موناكو الفرنسي.