قال أنه قد يدعم المنتخب بجبور ولحسن فقط تقد مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم، رابح سعدان، طريقة عمل الأندية الجزائرية التي تتجاهل سياسة التكوين، مما جعله يلجأ إلى الاعتماد على اللاعبين الناشطين بالفرق الأوروبية ويحرم بالتالي من القيام بعمله مثلما يريد كتنظيم المعسكرات الطويلة التي قد يحسن من خلالها الأداء الجماعي للمنتخب الوطني، مثلا. وأوضح سعدان خلال حصة رياضية للتلفزيون الجزائري، بثت ليلة أول أمس الخميس، أن الأندية الوطنية لم تعد تهتم بسياسة تكوين اللاعبين الشباب مثلما كانت عليه في سنوات الثمانينيات من القرن الماضي، حيث كان المنتخب الجزائري الذي شارك في نهائيات مونديالي 1982 و1986 مشكلا في أغلبتيه من اللاعبين الناشطين بالبطولة الوطنية. وقد لجأ سعدان إلى هذا المثال عند حديثه عن تقييم مشاركة "الخضر" في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة وتحضيرات الفريق لمونديال جنوب إفريقيا المقرر من 11 جوان إلى 11 جويلية القادمين، بحيث ذكر سعدان، أن المشكل الأبرز الذي لا يزال يعاني منه المنتخب الجزائري يكمن في نقص الانسجام بين خطوطه الثلاثة والأداء الجماعي، وذلك بسبب عدم وجود وقت كاف لإقامة معسكرات لفترة طويلة. وقال سعدان " حتى المباريات التي نخوضها في تواريخ الفيفا لا تسمح لي بجمع الاعبين سوى ثلاث أيام قبل موعد إجرائها، فأكتفي بثلاث حصص تدريبية أو أربع على أقصى تقدير، ثم يغادر اللاعبون نحو أنديتهم الأوربية المختلفة مباشرة بعد نهاية المباراة، وبالتالي لا تتاح لي الفرصة للحديث إليهم وتوضيح النقائص التي يجب تصحيحها مستقبلا". واستطرد سعدان في نفس السياق قائلا " ولكن، الحمد لله، لقد تمكنا لأول مرة منذ سنتين من إقامة معسكر لمدة شهر كامل بداية من ذلك الذي قمنا به بمنطقة كاستيلي بجنوبفرنسا في نهاية ديسمبر الماضي إلى نهاية مشوار الفريق ببطولة أمم إفريقيا بأنغولا يوم 30 جانفي، كما أجرينا ست مباريات كاملة في هذه الدورة، مما سمح لنا كجهاز فني بتطوير الأداء الجماعي للتشكيلة فبدأت تظهر ملامح طريقة لعب خاصة بالفريق". العمري يبقى في القائمة الاحتياطية ... وهنا وصل المدرب الوطني إلى بيت القصيد، فأوضح أنه يفضل سياسة الاستقرار ولن يغير كثيرا من تعداد المنتخب، تحسبا للمشاركة في مونديال جنوب إفريقيا، فكشف أنه في الوقت الحالي لا يوجد سوى اسمين جديدين قد يدعمان التشكيلة الوطنية خلال المباراة الودية التحضيرية التي ستجمعها بمنتخب صربيا يوم الثالث مارس القادم بالجزائر العاصمة، ويتعلق الأمر بكل من مهاجم نادي أيك أثينا اليوناني، رفيق جبور، الذي أبعد من نهائيات كأس أمم أفريقيا بسبب نقص المنافسة، ولاعب وسط ميدان نادي راسينغ ساتندار الإسباني، مهدي لحسن. كما أشار سعدان أيضا إلى اسم وسط الميدان الهجومي لنادي ماينز الألماني، شاذلى العمري، الذي قال بشأنه " يعد منذ وقت طويل ضمن القائمة الاحتياطية التي قد ألجأ إليها في حالة وجود أي طارئ كالإصابات مثلا، إذ أن الكثير من الأشخاص يتكلمون عن سبب عدم استدعائي للعمري ولكنهم لا يدركون أني أملك حاليا ست لاعبين ينشطون في خط وسط الميدان". وتابع سعدان في سياق حديثه عن إمكانية تدعيم المنتخب الوطني بعناصر جديدة " أين هم هؤلاء اللاعبين الذين تريدون أن استقدمهم؟.. فبدل انتظار ظهور وجه جديد بأوروبا، فمن الأجدر على هؤلاء المنتقدين أن يهتموا بتكوين اللاعبين على مستوى الأندية الجزائرية ويقدمونهم لنا جاهزين للعب بالمنتخب الوطني، ليس فقط تحسبا للمونديال القادم بل على المدى البعيد، بل على الفرق الجزائرية التركيز على سياسة تكوين الشباب وليس الاعتماد على الأندية الأوروبية". للعلم، من بين ال 23 لاعبا الذين شاركوا في نهائيات كأس أمم أفريقيا بأنغولا، يوجد تسعة عناصر فقط من البطولة الوطنية مقابل 14 محترفا بأوروبا، ومن بين هؤلاء المحترفين، ثلاثة فقط تخرجوا من المدارس الكروية الجزائرية قبل الذهاب إلى أوروبا، وهم كل من المدافع رفيق حليش والمهاجمين رفيق صايفي وياسين بزاز، بمعنى وجود 11 لاعبا تكونوا منذ الصغر ضمن الأندية الأوروبية، ونخص بالذكر المدافعين عنتر يحيى ومجيد بوقرة والظهير الأسير نذير بلحاج ولاعبي الوسط منصوري ويبدة ومغني والمهاجمين كريم مطمور وعبد القادر غزال.