"فرانس فوتبول" تعتبر تأهل "الخضر" إلى المونديال الحدث البارز في 2009 لا يزال التأهل التاريخي للمنتخب الوطني لكرة القدم إلى مونديال جنوب إفريقيا، يصنع الحدث داخل وخارج الوطن، حيث اعتبرت مجلة "فرانس فوتبول" في عدد أول أمس، هذا الإنجاز، من أهم المحطات الرياضية في العالم لعام 2009، اعتراف زاد هذا التأهل تألقا وكبرا في أعين المختصين في شؤون الكرة... وقالت المجلة في تقرير تحت عنوان: "وان تو ثري فيفا لالجيري"، أن افتكاك "الخضر" تأشيرة المرور إلى جنوب إفريقيا أمام منتخب "الفراعنة" المتوج باللقب الإفريقي مرتين على التوالي، كان أشبه بملحمة بطولية تحت ضغط عصبي ونفسي شديد، تولد بعد تعرض حافلة اللاعبين إثر وصولهم القاهرة لاعتداء... "في يوم 18 نوفمبر 2009، عالم الكرة المستديرة لم يهتز فقط للهدف الذي سجله المنتخب الفرنسي في مرمى نظيره الإيرلندي بعد لمسة يد متعمدة من طرف المهاجم تيري هينري، بل كان أيضا للفرحة العارمة التي صنعها الجزائريون الذين فجروا فرحة لا مثيل لها بعد فوز "محاربي الصحراء" على "الفراعنة" في السودان بهدف قاتل، أعاد الكرة الجزائرية إلى العالمية بعد غياب دام أكثر من 24 عاما"، هكذا وصف كاتب المقال الإنجاز التاريخي للمنتخب الجزائري الذي أعاد الاعتبار إلى كرتنا بعد سلسلة طويلة من النكسات والإخفاقات منذ آخر تتويج لها بكأس أمم إفريقيا بالجزائر عام 1990. كما مكن هذا التأهل لاعبي المنتخب الوطني، من الثأر للاعتداء الجبان الذي تعرضوا له في القاهرة، وهم الذين استقبلوا "الفراعنة" بالورود في لقاء الذهاب ب"مدينة الورود" التي قابلها المصريون بالحجارة يوم 12 نوفمبر بالقاهرة. ما لا يقتلك يزيدك قوة وأضافت المجلة في سردها بالتفصيل لأحداث تعرض حافلة المنتخب الوطني للرشق بالحجارة، وهي متوجهة من المطار إلى الفندق، أن زملاء عنتر يحيى تعرضوا لحصار داخل الحافلة بعد قيام مناصرين للمنتخب المصري برشق الحافلة بوابل من الحجارة، رغم تواجد رجال الشرطة الذين لم يفعلوا أي شيء لوقف الاعتداء، الذي تسبب في إصابة ثلاثة لاعبين بجروح متفاوتة الخطورة وكسر زجاج الحافلة، وخرج اللاعبون من الحافلة ودماؤهم تسيل قبل أقل من 48 ساعة على موعد انطلاق المباراة المصيرية، لكن ضمادات جروحهم كانت أعمق من أن تكون لجروح خفيفة وآثارها على معنويات اللاعبين كانت بادية والنتيجة هي خسارة بهدفين مقابل صفر، ليحتكم الفريقان إلى مباراة فاصلة في ملعب محايد اختاره المصريون. وذهب المنتخبان إلى الخرطوم للتباري في "مواجهة الموت"، لكن أنصار المنتخب الجزائري انتفضوا وشدوا رحالهم إلى ملعب أم درمان للوقوف إلى جانب لاعبيهم في عشرة آلاف مناصر عادوا بالنصر من أم درمان لأنها كانت قضية شرف.