وصفت مجلة ''فرانس فوتبول'' ابتعاد المنتخب الوطني عن نهائيات كأس العالم لمدة 24 سنة بأنها ''عبور طويل وغير محتمل للصحراء، الذي عرف أخيرا نهايته يوم 18 نوفمبر 2009 بفضل هدف عنتر يحي في فاصلة أم درمان بالسودان في مرمى المنتخب المصري، هزت شوارع العاصمة ومرسيليا وباري ومنتريال للاحتفال بتأهل مستحق من طرف فريق لم يكن منتظرا في هذا المونديال الذي ينظم لأول مرة بإفريقيا''. وعنوت المجلة مقالها ب ''بركة سعدان''، في إشارة إلى اللمسة التي وضعها الشيخ على هذا المنتخب الشاب الذي تمكن ''من إقصاء حامل اللقب الإفريقي مرتين من التأهل إلى المونديال، وتمكن من العودة بالفوز من خارج الديار في الأراضي الإفريقية على حساب زامبيا 1 - ,2 وذلك بأول مرة منذ .2003 وأضاف صاحب المقال أنه كان لزاما على ''الخضر'' التعرض إلى رشق بالحجارة في مصر وإجراء 13 مباراة تصفوية قبل تذوق التأهل إلى المونديال، وأثنت المجلة على سعدان واصفة إياه بالخبير والحكيم ''الذي تمكن من صنع مجموعة متماسكة وعرف كيف يفرض نفسه ويكسب طاعة واحترام اللاعبين، ونجح في إذابة الجليد بين اللاعبين المحليين والمحترفين. ورفض كاتب المقال أن يعتبر التأهل إلى المونديال بالمفاجأة ''باعتبار أن سعدان يملك الخبرة الكافية في هذا الخصوص، وكان عضوا في الطاقم الفني الذي قاد ''الخضر'' إلى مونديال إسبانيا عام ,1982 ومدربا أساسيا في الطاقم الفني في مونديال مكسيكو عام ,1986 في وقت كان الفريق الذي أشرف عليه يعرف توترات بين عناصره، وكان دائما يلعب رجل الإطفاء في المنتخب الوطني أعوام .2004 ,2003 ,1992 وأضافت الصحيفة، أن الرجل الذي عرف بهدوئه، قاد الفريق إلى الدور ربع النهائي لكأس أمم إفريقيا عام 2004 التي حملت أحلاما جميلة لأنصار ''الخضر'' بأن المستقبل سيكون أفضل. وتوقعت الصحيفة إمكانية أن يتنافس ''الخضر'' على التأشيرة الثانية المؤهلة إلى الدور الثاني في مونديال جنوب إفريقيا، ''فإن كانت إنجلترا ستحرز دون شك البطاقة الاولى، فإن البطاقة الثانية ستكون في متناول أشبال سعدان بالتساوي مع الفريقين الأمريكي والسلوفيني''، هذا وأشارت المجلة إلى أن ''الخضر'' وفي حال تأهلهم ''فإن التاريخ قد يعيد نفسه عندما سيواجهون الفريق الألماني الذي سيكون موحدا في الدور ثمن النهائي بعدما واجهوا ألمانيا الفيدرالية المنقسمة في موقعة خيخون المشهورة. وتطرقت المجلة إلى المجموعة القوية التي يتمتع بها الفريق الوطني على غرار زياني ويحيي ومنصوري ''الذين يشكلون العمود الفقري لهذا الفريق''، مضيفة أن سعدان سيلجأ إلى خدمات بودبوز (سوشو)، بلعيد (بولوني) قدير(فالونسيان) ومصباح (ليشي) للاستفادة من خبرتهم وموهبتهم في المونديال، وإن كان الجميع يعترفون بالقوة البسيكولوجية التي يتمتع بها لاعبو ''الخضر''، والدليل عودتهم من بعيد أمام كوت ديفوار في كان 2010 وإقصائهم في الوقت الإضافي، فإن ''فرانس فوتبول'' حذرت من النرفزة التي تميز هؤلاء اللاعبين، ''ما قد يفسد كل شيء''.