اعطت الحكومة الكينية أمس أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين، مما يؤكد انفلات الوضع الامني في كينيا التي أصبحت تشكل بؤرة توتر أخرى في القارة الافريقية·وقالت مصادر امنية كينية انها تلقت اوامر بإطلاق النار وقتل الاشخاص الذين يقومون بأعمال نهب وحرق في البلاد والذين يضبط بحوزتهم اسلحة بيضاء· ومن جهته أكد ألفريد موتيا المتحدث باسم الحكومة الكينية أن السلطات عززت من الاجراءات الامنية في كامل البلاد ولن تسمح بغلق الطرق وحرق المنازل وحمل الاسلحة البيضاء· وجاء إصدار الحكومة الكينية لهذه الاوامر بعد فترة قصيرة من بدء المحادثات بين طرفي الازمة الكينية الرئيس ماوي كيباكي وزعيم المعارضة ريلا اودينغا تحت اشراف الامين العام الاممي السابق كوفي عنان، مما قد يرهن هذه المباحثات ويبقي على هوة الخلاف قائمة خاصة وأن زعيم المعارضة وصف الإجراء بغير الشرعي وطالب بإلغائه فورا·وقال اودينغا أن هذه الاوامر تؤكد ان الحكومة اصيبت بجنون القتل"· وكان الامين العام الاممي السابق كوفي عنان الذي يقود منذ الأسبوع الماضي مساعي حثيثة بين الفرقاء الكينيين تمكن من جمع كل من الرئيس كيباكي وغريمه اودينغا على طاولة الحوار، في وقت تواصلت فيه موجة العنف التي أخذت أبعادا عرقية وأدخلت كينيا في حمام دم خطير اودى بحياة حوالي ألف شخص وتشريد ازيد من 250 ألف آخرين منذ قرابة الشهر· وقال عنان بعد اجتماعه مع الطرفين ان البلاد لا تحتمل المزيد من أعمال العنف وتوقع حل جميع الخلافات السياسية خلال عام، في حين يتم حل المشاكل الأمنية خلال الأسابيع المقبلة· وكانت الآمال علقت مجددا على هذا اللقاء في إمكانية احتواء الوضع المتدني والتوصل إلى حل توافقي خاصة وأن كل من الرئيس كيباكي وزعيم المعارضة اودينغا جددا التزاميهما بانتهاج أسلوب الحوار ووضع حدا للعنف المستفحل من اجل إعادة الاستقرار والسلام إلى البلد· وفي الوقت الذي توحي فيه كل المؤشرات أن الأزمة الكينية تتجه نحو تعقيدات يصعب حلها تواصلت موجة الدعوات الدولية المنددة بتدهور الوضعية الأمنية والمطالبة بضرورة ايجاد حل سريع ينهي حالة الاحتقان السياسي القائمة ويضع حدا للعنف والفوضى التي تعصف بهذا البلد منذ قرابة الشهر· وفي هذا السياق؛ دعا كل من رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل طرفي النزاع في كينيا إلى الجلوس إلى طاولة الحوار والتوصل إلى أرضية توافقية تضع فوق كل اعتبار مصلحة الوطن والشعب الكينيين· ونفس الموقف عبر عنه الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأممالمتحدة التي أعربت عن قلقها من استمرار تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في كينيا، حيث بحث مجلس الامن الدولي مساء اول امس الوضع المتردي السائد في هذا البلد وطالب من الامين العام الاممي بان كي مون وضع تقرير كامل في هذا الشأن·