تواصلت موجة العنف التي اندلعت في كينيا مباشرة بعد الاعلان عن اعادة انتخاب الرئيس ماوي كباكي مخلفة المزيد من القتلى، في الوقت الذي يواصل فيه الامين العام الاممي السابق كوفي عنان مساعيه الرامية لاحتواء الوضع المتوتر في هذا البلد· ولقي حوالى 19 كينيا مصرعهم فجر أمس بمنطقة الواد المتصدع في غرب البلاد، بعدما أصبحت مسرحا لمشادات ومواجهات عرقية دامية رغم سريان قرار حظر التجوال فيها·وقالت مصادر امنية كينية أن 13 شخصا لقوا مصرعهم الليلة الماضية منهم ستة اشخاص تعرضوا لإطلاق النار بمدينة ناكورو وسط الواد المتصدع، بينما قتل سبعة آخرون بالسلاح الابيض في نفس الوقت الذي عثرت فيه قوات الشرطة على جتثين مشوهتين في ذات المدينة· ويرتفع بذلك عدد القتلى بمدينة ناكورو منذ مساء الخميس الماضي الى 26 شخصا و30 قتيلا بكامل محافظة الواد المتصدع، ليتجاوز حصيلة القتلى منذ اندلاع الأزمة السياسية والعرقية على خلفية الاعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية في 27 ديسمبر الماضي إلى أكثر من 800 قتيل وتشريد مئات الآلاف الآخرين الذين تركوا منازلهم وبلداتهم خوفا من الانتقام· وقد دفع تدهور الوضع الامني في غرب كينيا بالامين العام الاممي كوفي عنان الى مواصلة زيارة المنطقة لبضع ساعات للاطلاع على حقيقة ما يروج من انتهاكات لحقوق الانسان بها· وأكد عنان بعد انهاء جولته وجود تجاوزات خطيرة ومنظمة في مجال حقوق الانسان تشهدها منطقة الواد المتصدع، وكشف أن ما يحدث مأساوي جدا·وأضاف انه لا يجب غض الطرف عن اللاعقاب ضد مقترفي هذه الجرائم، دون ان يحدد أي جهة يعنيها بالوقوف وراء هذه الانتهاكات· وكان الامين العام الاممي السابق وصل الى العاصمة نيروبي الاسبوع الماضي بعدما اوكلت له مهمة الوساطة في حل الازمة الكينية، في الوقت الذي فشلت فيه عدة وساطات اقليمية ودولية في تقريب وجهات النظر بين طرفي الازمة، الرئيس كيباكي وغريمه رايلا اودينغا، زعيم المعارضة الذي رفض نتائج الانتخايات الرئاسية واتهم كيباكي بسرقتها وتزويرها· ولكن كوفي عنان الذي تمكن نهاية الاسبوع الماضي من جمع الرجلين اللذين تصافحا، اكد انه لن يبقى في كينيا لعدة شهور واعتبر انه من واجب كل المسؤولين التعاون معه لإيجاد مخرج للأزمة·واضاف انه وضع آليات عمل تسمح بمواصلة مساعيه حتى وإن كان غير متواجد في كينيا، دون أن يقدم أي شروحات عن مضمون هذا المخطط· وتزامنا مع مواصلة كوفي عنان لمساعيه تبقى حالة الاحتقان السياسي قائمة بين الرئيس كيباكي وزعيم المعارضة اودينغا الذي وإن قبل مصافحة الرئيس غريمه إلا انه بقي متمسكا بكل مواقفه وذهب الى حد مطالبة الاتحاد الافريقي بعدم الاعتراف لا بكيبامي كرئيس للبلاد ولا بحكومته التي شكلها مؤخرا في مؤشر الى الصعوبات التي ستكون عائقا كبيرا امام استمرار مهمة الامين العام الاممي السابق لتسوية هذه الازمة·