يتزايد الانشغال الدولي حول تدهور وضعية حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة في وقت تقاطعت فيه مواقف عواصم دولية على ضرورة الإسراع في تسوية النزاع في الصحراء الغربية الذي دخل عقده الرابع وفقا لمبادئ الشرعية الدولية واللوائح الأممية المقرة بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. فقد أعربت الحكومة البريطانية عن انشغالها العميق إزاء تدهور وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية الذي ازداد تأزما في الفترة الأخيرة خاصة بعد خطاب الملك المغربي محمد السادس شهر نوفمبر الماضي بمناسبة ذكرى احتلال الصحراء الغربية والذي أعطى من خلاله الضوء الأخضر لأوسع عملية انتهاك في الإقليم المحتل. وأوضح دافيد ميلى باند وزير الدولة للشؤون الخارجية في رده عن سؤال البرلمانية البريطانية "قلندة جاكسون" حول المجهودات التي قامت بها بريطانيا لحماية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية وآخر مناقشاته مع الحكومة المغربية انه ناقش موضوع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية مع وزير الخارجية المغربي طيب فاسى الفهري يوم11 ديسمبر الماضي. وأضاف أن هذه المناقشات جرت خلال لقاءات جمعت موظفين من وزارة الخارجية البريطانية وبعثاتها بالأممالمتحدة والسفارة البريطانية بالرباط حيث أعربت الحكومة البريطانية عن "انشغالها حول تصاعد التوتر حول الصحراء الغربية وخاصة مسألة الحقوقية "أميناتو حيدر" التي خاضت إضرابا مفتوحا عن الطعام لمدة 32 يوما بعدما إقدام المغرب على ترحليها قسرا إلى جزر الكناري باسبانيا. وقال الوزير البريطاني أن حكومة بلاده طالبت من الرباط "إيجاد حل سريع وعادل لمسألة أميناتو حيدر" ونقلت للسلطات المغربية انشغالها حول "الأحداث الأخيرة التي تشكل خطرا على مسار عملية السلام المتعثرة" في المنطقة. وفي سياق متصل أوضح كاتب الدولة للشؤون الخارجية البريطاني خلال ندوة صحفية نشطها بمقر الخارجية البريطانية أن الأمين العام للأمم المتحدة أعرب عن انشغاله حول التطورات الأخيرة وأنه هو والأممالمتحدة يقومان بما في وسعهما لإيجاد حل للقضية في أسرع وقت. من جانبها أكدت الحكومة الألمانية على ضرورة إيجاد حل سلمي لقضية النزاع في الصحراء الغربية "يحظى بقبول الطرفين المتنازعين". ففي رد مكتوب على سؤال لأحد النواب حول وضعية الحقوقية اميناتو حيدر أكد وزير الدولة في الحكومة الألمانية ورنير اوير أن وضعية حيدر تبرز الحاجة إلى وجوب إيجاد حل سلمي يحظى بقبول طرفي النزاع في الصحراء الغربية في إطار الأممالمتحدة. وأعرب الوزير الألماني عن أمله في تحقيق ذلك "بشكل عاجل ضمن مسار المفاوضات الجارية في هذا الشأن". وهو نفس الموقف الذي أعربت عنه كل من مدريدوالجزائر خلال الاجتماع الرابع رفيع المستوى المنعقد بين مسؤولي البلدين أول أمس بالعاصمة الاسبانية. فقد أعربت كل من الجزائرومدريد في تصريح مشترك توج أشغال الاجتماع عن إرادتهما في مواصلة العمل بخصوص تسوية النزاع في الصحراء الغربية في إطار مبادئ الأممالمتحدة من اجل إيجاد حل عادل ونهائي ومقبول من قبل طرفي النزاع ويضمن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي. كما أكد البلدان أنهما "يشجعان المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية كريستوفر روس على مواصلة العمل الذي أنجز خلال سنة 2009 ويبقيان على دعمهما لجهوده الرامية إلى تسوية النزاع واستعدادهما للتعاون مع الأممالمتحدة من اجل بلوغ هذه الغاية". وتزامنا مع هذه المواقف جددت جبهة البوليزاريو دعوتها اسبانيا للعمل على تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي بصفتها الرئيسة الدورية للاتحاد الأوروبي خلال السداسي الأول من العام الجاري. واعتبر أمحمد خداد منسق جبهة البوليزاريو مع بعثة "المينورسو" بأن "الرئاسة الاسبانية للاتحاد الأوروبي تعتبر فرصة كبيرة تدفع باتجاه احترام الشرعية الدولية بالصحراء الغربية". وأكد أن الاعتراف بحق تقرير المصير يجب أن يرفق بتنظيم الاستفتاء من اجل خيار الاستقلال بالنسبة للصحراويين إلى جانب خيار الانضمام إلى المملكة المغربية. وأعرب المسؤول الصحراوي عن اعتقاده أن "حل وضعية اميناتو حيدر بفعل التدخل الفرنسي وتسليم الحكومة الاسبانية بالقوانين المغربية بالصحراء الغربية دليل على أن المغرب يتعامل بشكل مختلف مع جاريه الأوربيين".