تعيش الولاياتالمتحدة والعديد من العواصم الأوروبية منذ أسابيع على وقع هاجس الخوف من تعرضها لعمليات إرهابية وشيكة· وتقاطعت عدة تصريحات لمسؤولين على ضفتي الأطلنطي مع استعدادات أمنية كثيفة لدرء أي خطر ارهابي محتمل بعد تهديدات متلاحقة لقياديين في تنظيم القاعدة بضرب أهداف في عمق الارض الأوروبية وحتى الأمريكية وتروج الصحف وكل مصادر الإعلام الغربية منذ مدة لتنامي الخطر الارهابي ودخلت معه أجهزة الأمن والمخابرات في حالة استنفار قصوى ووضعت عناصرها على أهبة الاستعداد تحسبا لأي طارئ غير محمود العواقب· وكشفت تقارير مخابراتية بريطانية أن أجهزة الاستخبارات البريطانية شرعت في إجراء تحقيقات مكثفة لمعرفة حقيقة ما روج له مؤخرا بوجود خلية لتنظيم القاعدة في قلب العاصمة لندن· واختارت المخابرات البريطانية في حقيقة هذه الأخبار مما جعلها في حيرة من أمرها ولكن ذلك لم يمنعها من الشروع في تحريات دقيقة بخلفية "ربما تكون تلك المعلومات صحيحة"·وقالت بولين تيفل الرئيسة السابقة للجنة أجهزة الاستعلامات المشتركة البريطانية بأن لا يتم تجاهل مثل هذه الأخبار رغم إحتمال كونها مجرد دعاية اعتمدها تنظيم القاعدة· وتقاطعت هذه التحذيرات وحالة الاستنفار في العاصمة البريطانية مع تصريحات وزير الأمن الداخلي الأمريكي ما يكل شيرتوف الذي أكد من خلالها على مخاوف أمريكية من احتمالات متزايدة لتحول دول القارة الأوروبية الى مصدر لأكبر التهديدات ضد الأمن القومي الأمريكي· واستند المسؤول الأمني الامريكي في مخاوفه على ما أسماه بالمؤمرات الارهابية التي عرفتها عدة عواصم أوروبية خلال السنوات الأخيرة، وجعلت واشنطن تدرك وجود خطر حقيقي بأن تتحول أوروبا الى قاعدة لمختلف التنظيمات الارهابية· واستندت تحاليل وتوقعات الوزير الامريكي على التفجيرات التي هزت العاصمة الاسبانية مدريد ثم البريطانية لندن قبل أن تتعرض الشركات الطيران الدولية وخاصة الأوروبية منها لهزات عنيفة بعد تهديدات ارهابية تفجير طائراتها وهو ما جعل العديد منها يلغب رحلات بين ضفتي الاطلسي وحتى داخل الولاياتالمتحدة نفسها تفاديا لتكرار تجربة تفجيرات الحادي عشر سبتمبر 2001· وتزامنت تصريحات الوزير الأمريكي ما يكل شيرتوف مع إجراءات أمنية مشددة لجأت اليها العديد من شركات الطيران العالمية في منطقة آسيا والشرق الأوسط وأروبا بعد ان تسربت معلومات غير مؤكدة بوجود تحضيرات لعمليات انتحارية يعتزم رعايا من أصول شرق أوسطية ويحملون جنسيات أوروبية تنفيذها·وكشفت صحف بريطانية أمس عن تنسيق أمني بين المخابرات البريطانية ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي من أجل إقامة شبكة معلومات بينهما وتضم أجهزة أمن دولية اخرى لاقتفاء أثر ارهابيين محتملين والإيقاع بهم من خلال ترصد تحركاتهم وملاحقاتهم· وتعتزم الولاياتالمتحدة وبريطانيا عدم الإكتفاء بتبادل البصمات وإنما توثيق تبادل المعلومات بكيفية تضيق الخناق على الإرهابيين·وكانت المخابرات البريطانية أكدت قبل عام أن مصالحها وضعت نصب أعينها تحركات أكثر من ألفي شخص يقيمون في المملكة المتحدة وينشطون ضمن 200 خلية أكدت جميعها ولاءها لتنظيم القاعدة· ودفعت هذه الحقائق المخابراتية بأجهزة الأمن البريطانية الى تكييف وسائل عملها بعد أن اقتنعت أن المملكة المتحدة يمكن أن تتحول الى هدف لتنظيم القاعدة·