تحتفل العائلات الأوراسية برأس السنة الأمازيغية 2960 بحلول يناير الموافق ل 12 جانفي من كل عام، حيث تعكف العائلات على استحضار عادات المناسبة المميزة تعبيرا عن تمسكها بتراثها المادي والروحي الأمازيغي على مر التاريخ، وتشكل المناسبة فرصة لما تنطوي عليه روح التضامن الوطني من رمزيات وإبراز البعد الوطني في هذه المناسبة، وتقول الروايات التاريخية إن المناسبة تعود لانتصار الملك الأمازيغي ششناق على الفراعنة في معركة وقعت على ضفاف النيل سنة 950 قبل الميلاد. فالاحتفالات بهذه المناسبة التي تعرف بالشاوية (أمنزو نينار) تمثل طقوسا ترمز للتضامن ومن ضمن التقاليد التي تعرف بالمنطقة تحضير أكلات وأطباق خاصة، فضلا عن إقامة حفلات تعكس تراث المنطقة، ويعد طبق الكسكسي بالدجاج من ميزات يناير ويندرج في معتقدات سكان المنطقة وطقوس تعد بسنة جديدة في ثرائها وفأل خير للازدهار والتطور. وإذا كان سكان المنطقة بالأوراس الكبير لا يختلفون في مضمون الاحتفال بالمناسبة والتحضير لها فإن بعض المناطق في عمق الريف الأوراسي تجعل من المناسبة فرصة لإبراز خصوصيات المنطقة، ومآثر الأمازيغ بتوظيف ما يتصل بالحياة الاجتماعية خلال المناسبة وعرض الروائع الحرفية التي تعكس حضارة المنطقة واستعمال الأواني الفخارية. وتستغل بعض العائلات بالمنطقة هذه الاحتفالات لإحياء صيغ التضامن بإقامة ولائم أو لم شمل الأسر وتنظيم أيام ما يعرف بنفقة اللحم بالمنطقة، وإذا كانت بعض المدن الكبرى قد افتقدت نكهة الاحتفالات التي تقتصر على أطباق الكسكي، فإن العديد منها بالريف الأوراسي لا تزال تحتفظ بهذه الطقوس التي تكتحل فيها النسوة وتحضر بعض مستلزمات الأطباخ التي تحضر بالقمح المقلي. وفي النشاط الرسمي تعكف الجمعيات الثقافية على تحضير الاحتفالات من خلال عدة تظاهرات ثقافية عبر مناطق الولاية تحت إشراف مديرية الثقافة بالولاية حيث أحيتها مجموعة من فناني المنطقة سهرات فنية إلى جانب عروض البارود التي ستقام بالمناسبة فضلا عن معارض.