سيلتقي يوم غد الأربعاء ممثلون عن المديرية العامة للنشاطات الاجتماعية والثقافية والاجتماعية بوزارة التربية الوطنية بممثلين عن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، لوضع خطة وبرنامج عمل للتكفل بتلقيح أزيد من 8 ملايين تلميذ متمدرس في كافة الأطوار التعليمية ضد داء أنفلونزا الخنازير، علما أن عدد الإصابات بفيروس "أيش1 أن1" قد قفز إلى 122 إصابة في الوسط المدرسي، بعدما ظل العدد مستقرا في 119 إصابة خلال عطلة الشتاء. وأوضحت مصادر مطلعة من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، بأن اللقاء الذي سيجمع ممثلين عن الوزارتين يوم غد الأربعاء، سيتم خلاله التعجيل بوضع خطة عمل محكمة بغية التكفل بتلقيح أزيد من 8 ملايين تلميذ متمدرس عبر الوطن في مختلف الأطوار التعليمية، لاسيما تلاميذ التحضيري لتجنب إصابة أي تلميذ بالفيروس. وذكرت المراجع في ذات السياق، بأنه لحد الساعة لم يتم تحديد تاريخ الانطلاق في تلقيح التلاميذ على اعتبار أن عملية التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير قد تم برمجتها حسب الأولوية، بحيث كانت الأسبقية لعمال السلك الطبي ثم النساء الحوامل وكذا الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة، وفيما بعد سيتم تحديد تاريخ تلقيح التلاميذ. وأضافت نفس المصادر بأن "برنامج العمل" والخطة المحكمة التي سيتم وضعها بالتنسيق بين الهيئتين الوزاريتين لضمان تلقيح كافة التلاميذ المتمدرسين من دون استثناء لتجنب إصابتهم بالفيروس، خاصة وأن عدد حالات الإصابة المرض قد تقلصت خلال عطلة الشتاء التي دامت 15 يوما، ليقفز عدد حالات من 119 إصابة إلى 122 إصابة أسبوع قبل التحاقهم بمقاعد الدراسة. و بخصوص حملة التلقيح، عبر العديد من أولياء التلاميذ عن تخوفهم بخصوص التلقيح ضد داء أنفلونزا الخنازير، رافضين إخضاع أبنائهم للتلقيح بلقاح "جي. أس. كا" البريطاني، خاصة بعد القرار الذي اتخذته وزارة الصحة والسكان و إصلاح المستشفيات والمتضمن سحب 3 حصص من لقاح "البانريكس" الذي استوردته الوزارة من المخبر البريطاني "جي. أس. كا" والمضاد لأنفلونزا الخنازير بسبب عدم فعاليتها ونجاعتها واستحالة تلقيح المواطنين بها لما يمكن ان تسببه من مضاعفات. نشيدة قوادري بركاني:"تأخر فترة تلقيح الشباب سيتسبب في ارتفاع الوفيات في أوساطهم" كشفت حصيلة الوضعية الوبائية حول تطور أنفلونزا الخنازير"أيتش1 آن1"، أن الوباء حصد 40 بالمائة من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة، متبوعين بالمصابين بالأمراض المزمنة الذين بلغت نسبتهم 27 بالمائة، بالإضافة إلى الحوامل الذين بلغت نسبتهم 23.40 بالمائة. وفي هذا الشأن، أوضح الدكتور بقاط بركاني رئيس مجلس عمادة الأطباء الجزائريين، في اتصال مع "النهار"، أن تأخر تلقيح الشباب ضد أنفلونزا الخنازير، قد يفضي إلى وقوع وفيات في أوساطهم، لا سيما وأن المرض يحصد الذين يتمتعون بصحة جيدة، مؤكدا أن أنفلونزا الخنازير ستتسبب في تسجيل وفيات كبيرة في أوساط الشباب، لا سيما وأن معدلات الإصابات في تزايد مستمر، والتي تنجر عنها تعقيدات تنفسية حادة تفضي إلى الوفاة. وعلى صعيد متصل، ذكر ذات المصدر أن تلقيح ثمانية ملايين تلميذ، قد تؤدي إلى نتائج لا يحمد عقباها، خاصة وأن التلقيح يتم على مرحلتين بفاصل 15 يوما، كون الدواء يستلزم أن يكون خاليا من المضادات التي يلقح بها البالغون، حيث سيكونون عرضة لمضاعفات لا يمكن لأجسادهم الصغيرة أن تتحملها، وسط مخاوف كبيرة من تحوّل الفيروس، ما يعني أن كل اللقاحات المستوردة لن يكون لها أي مفعول. وفي سياق ذي صلة، ذكر بركاني، أن كميات اللقاحات مهددة بالكساد، بسبب عدم انتهاج الوزارة الوصية لسياسة واضحة، وسط تضارب كبير في الأرقام والتصريحات، ومأمونية اللقاح من عدمها، مشيرا في ذات السياق إلى أن الفيروس قد يتغيّر، وبالتالي لن يكون للقاح أي مفعول، موضحا في هذا الصدد بأنه في الوقت الذي يجب فيه انتهاج سياسة واضحة تميزها الشفافية، لجأت الوزارة إلى إيقاف مهام المدراء وسحب التحاليل من معهد باستور، الذي كان المخوّل الوحيد لإصدار مثل هذه الشهادات، وهو الأمر الذي طرح إشكالا كبيرا حول نجاعة اللقاح، ومازاد المشكل تعقيدا هو وفاة رئيسة مصلحة الإنعاش بعد ساعات من تلقيها للقاح، الأمر الذي تسبب في مقاطعة الأسلاك الطبية للحملة الوطنية للتلقيح، فما بالك بالمواطن البسيط!. أسماء منور