كشف مصدر مطلع في اتحاد الناشرين الجزائريين أن نظراءهم من مصر ينتابهم ريب كبير من تبعات مقاطعة الجزائر لمعرض القاهرة الدولي للكتاب المنعقد مؤخرا، وأن صناعة الكتاب في مصر تتجه نحو فقدان حصتها في السوق الجزائرية والتي تقدر بحوالي 30 مليون دولار. وذكر المصدر في لقاء مع "المساء" أن صناعة الكتاب في مصر هي الخاسر الأكبر في الحملة التي تشنها أطراف مصرية وتعدي الناشرين المصريين على الثوابت الجزائرية من خلال شتم الشهداء وتدنيس العلم الوطني الجزائري. وحاول اتحاد الناشرين المصريين استمالة نظرائهم الجزائريين قبل انطلاق المعرض الدولي للكتاب في 28 من الشهر الماضي للعدول عن فكرة المقاطعة رغم كل ما تسببوا فيه من ضرر ليس فقط لنظرائهم ولكن لكل الشعب الجزائري، غير أن الرد من الطرف الجزائري جاء بالسلب ورفض فكرة الجلوس ثانية إلى جانب الذين ارتكبوا تلك التجاوزات. وأكد المصدر أن قيمة الصادرات المصرية من الكتاب نحو الجزائر تقدر ب30 مليون دولار سنويا وأن هذه المقاطعة ستؤثر لا محالة على هذه التجارة وأن الجانب المصري سيفقد حصته في السوق الجزائرية لفائدة دول عربية أخرى عرفت في السنوات الماضية كيف تنسج علاقات جيدة مع الجزائر وخاصة مع الناشرين. وفي هذا السياق قال رئيس اتحاد الناشرين الجزائريين السيد أحمد ماضي في اتصال هاتفي معه أمس أن نظراءهم بالقاهرة هم "الخاسر الأكبر في عملية الإساءة للرموز الوطنية الجزائرية والتي كان من نتاجها مقاطعة المعرض الدولي للكتاب" وأضاف قائلا "من الناحية التجارية فإن الناشرين المصريين سيفقدون الكثير جراء تصرفاتهم بعد لقاء المنتخب الجزائري ضد المنتخب المصري في إقصائيات كأس العالم، وأن الجانب الجزائري له حصة ضئيلة جدا في سوق الكتاب المصرية" وذكر بأن العلاقات التي تكونت في السنوات الماضية بين الناشرين الجزائريين ونظرائهم في عدة دول عربية وأجنبية تجعل السوق الجزائرية في غنى عن "الإنتاج المصري". وتشير مصادر جزائرية إلى أن مصر هي البلد الوحيد الذي له ناشرين استقروا في السنوات الأخيرة في الجزائر وأنشأوا شركات تعمل مباشرة مع الطرف الجزائري وتربطها علاقات تبادل تجاري مع عدة هيئات عمومية وطنية منها وزارة الثقافة التي تتولى مهمة تزويد مكتبات البلديات إضافة الى عقود مبرمة مع جامعات ومعاهد. وأشار المصدر إلى أن شركتين مصريتين اثنتين أسستا فرعين في الجزائر وهما المؤسستان العربيتان الوحيدتان على المستوى الوطني في مجال تزويد الهيئات العمومية بالكتب، وأضاف أن التطورات الأخيرة قد تؤثر سلبا على العلاقة التجارية بين الطرفين، كما أن الناشرين الجزائريين بالنظر إلى الموقف الذي اتخذوه ضد الذين أساءوا للجزائر سيغيرون الوجهة وسيكون اختيارهم دولا عربية أخرى منها لبنان وسوريا. ومن جهة أخرى أوضح رئيس اتحاد الناشرين الجزائريين السيد أحمد ماضي أن منصب الجزائر في اتحاد الناشرين العرب في الانتخابات التي جرت على هامش معرض القاهرة للكتاب تم الاحتفاظ به ليس لكون العضو الجزائري قدم ترشحه ولكن لكون القانون الأساسي ينص على عضوية كل رؤساء اتحاد الناشرين للدول العربية في الاتحاد أي بحكم المنصب. وأضاف أنه قام في وقت سابق بمراسلة اتحاد الناشرين العرب لإبلاغهم بمقاطعة الجزائر للمعرض من جهة وتثبيت عضويتها في مكتب الاتحاد من جهة أخرى. ولمح السيد ماضي إلى أن اتحاد الناشرين الجزائريين سيقود في الأيام القليلة القادمة حملة بغرض نقل مقر الاتحاد من القاهرة وقال "مسألة تحويل مقر الاتحاد من القاهرة إلى عاصمة عربية أخرى سيطرح بحدة في الأيام القادمة".