أسرت مصادر عليمة ل''البلاد'' أن وزارة الثقافة لم تتلق أي دعوة للمشاركة في معرض القاهرة للكتاب كما أنها لم تصدر أي تعليمة بمقاطعة التظاهرة على عكس ما تم الترويج له مؤخرا. تشير مصادر ''البلاد'' إلى أن وزارة الثقافة لم تقرر مقاطعة معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثانية والأربعين التي تقام في ال 27 جانفي المقبل، ولم يكن في نيتها ذلك.وحسب ذات المصادر، فإن وصاية خليدة تومي فضلت ''الترفع'' عن الرد بالمثل على دعوات المقاطعة التي نادى بها قطاع واسع من الفنانين والمثقفين المصريين. ويأتي هذا عكس ما صرح به رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب حلمي النمنم عبر صحيفة ''الشرق الأوسط'' نهاية الأسبوع، أين أكد بأن إدارة معرض القاهرة أرسلت دعوة لوزارة الثقافة والناشرين الجزائريين للمشاركة غير أنها قوبلت بالرفض. وفي الوقت الذي فضلت وصاية خليدة تومي ''الترفع'' عن حماقات المصريين، خرجت النقابة الوطنية للناشرين بقرار المقاطعة للمعرض في اجتماعها الطارئ الذي عقد أول أمس. وجاء في البيان الصادر عن الهيئة أنه ''بعد المشاورات بين أعضاء النقابة والمراسلات التي أجراها المكتب التنفيذي مع اتحاد الناشرين العرب بخصوص حملة مقاطعة الجزائريين التي شنها ناشرون مصريون''، قررت النقابة الوطنية للناشرين مقاطعة الطبعة الثانية والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب. وأرجعت النقابة سبب المقاطعة إلى أن الجانب المصري تجاوز كل الخطوط الحمراء من خلال ''الطعن في الشهداء الأبرار ورموز الثورة المجيدة وحرق العلم الوطني من طرف هيئة نقابية لم تتعرض لأي مساءلة من الجهات المصرية الرسمية إلى جانب التشكيك في انتمائنا إلى حاضرة الأمة العربية والإسلامية والتعرض بالشتم والقدح لأصولنا الأمازيغية''. وقالت النقابة في ذات البيان إنها لم تتردد في اتخاذ القرار رغم تبعاته المختلفة والمصالح الثقافية والتجارية بين البلدين ''التي تهون أمام كل تلك الإهانات والتجاوزات''. وتعد هذه المرة الأولى التي تغيب فيها الجزائر عن معرض القاهرة الدولي للكتاب، وحسب بعض الناشرين الذين تحدثنا إليهم، فإن المقاطعة ستكون نهائية إلى أن يعتذر المصريون عن الحماقات التي ارتكبوها في حق الشعب الجزائري. وإن كانت النقابة قد ضحت بمصالحها المالية والتجارية من باب ''رد الاعتبار''، فإن بعض دور النشر الجزائرية قررت المشاركة في معرض القاهرة على غرار ''دار الأمة'' لصحابها حسان بن نعمان الذي أرجع قراره إلى كونه عضوا في اتحاد الناشرين العرب ولا يمكنه التخلف عن التظاهرة، على حد تعبيره.