كشف السيد رشيد حنيفي، رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، في حديث خص به "المساء" بمقر الهيئة التي يشرف عليها، عن كثير من الجوانب التي تلخص اهتماماته وانشغالاته بالرياضة الجزائرية والدولية، منها بشكل خاص، العقبات التي تحول دون مواكبة النخبة الوطنية للتطور الذي تشهده الرياضة في العالم، لكنه قال أن الجزائر التي تملك كل مؤهلات ومقاييس التقدم والازدهار، بإمكانها أن تتغلب على كل العراقيل... - باشرتم مهامكم على رأس اللجنة الأولمبية الجزائرية منذ فترة زمنية قصيرة، فكيف وجدتم أحوالها؟ * في الحقيقة، جئت في وقت كانت أوضاع الحركة الأولمبية الجزائرية مضطربة ومكهربة، حيث عايشت مأزقا حقيقيا وصل إلى طريق مسدود بسبب تضارب المواقف، وهذا ما جعل الأمور تتعقد قبل الموعد الانتخابي، ولحسن الحظ أن الجمعية العامة الانتخابية التي انعقدت في اليوم السابع من شهر نوفمبر الفارط بمقر الهيئة الأولمبية الوطنية، سارت في اتجاه معاكس تماما، حيث جرت الأشغال في ظروف مميزة وفي أجواء تنافسية نزيهة، وضعت حدا لحالة الفوضى والتسيب التي عرفتها اللجنة بعد أن ظلت رئاستها شاغرة منذ انتهاء عهدة مسؤولها السابق مصطفى براف في شهر مارس الفارط. كما امتازت هذه الإشغال بالمشاركة القوية، حيث وصل عدد ممثلي الفدراليات الأولمبية إلى 22 فردا وهو حضور قياسي، ما يبرهن على أن الأسرة الرياضية الوطنية كانت تريد فعلا الخروج من نفقها المظلم بصفة نهائية. - ما هو تصوركم المستقبلي من أجل تحقيق تسيير أفضل للجنة للتوصل إلى ترقية مختلف الرياضات تحسبا للمواعيد الدولية؟ * في الحقيقة، لم أتقلد مناصب سامية في التسيير الرياضي، لكني أثبت كفاءتي العالية في هذا المجال خلال الألعاب الإفريقية التي احتضنتها الجزائر عام 2007، حيث ترأست وبنجاح كبير لجنة المتابعة وتقييم التحضيرات الفنية للمنتخبات الوطنية المعنية بهذه الألعاب، وهي المهمة التي سمحت لي بمعرفة كواليس الاتحاديات وكسب خبرة كبيرة في كيفية تسييرها. أما عن تصوري المستقبلي للهيئة، فاللجنة الوطنية الأولمبية تبشر بمستقبل واعد سينعكس على الحركة الرياضية الجزائرية بصفة عامة، خصوصا بعد أن التقيت شخصيا مع رئيس اللجنة الأولمبية الدولية جاك روغ، الذي أكد لي أن هيئته ستدعمنا بكافة إمكاناتها المتوفرة على مستواها، سواء كانت بشرية أو مادية، وبذلك ضمنا تعضيد أكبر هيئة عالمية. وأقول أن أهم خطوة أولية قمنا بها تمثلت في بناء ركيزة فولاذية يشكلها أعضاء المكتب التنفيذي، الذين يسعون جاهدين إلى دفع عجلة تطور الرياضة الجزائرية نحو الأمام، كما يهدفون أيضا إلى إيجاد الحلول للمشاكل التي تعرقل تجسيد برنامج اللجنة الأولمبية الجزائرية في الوقت الراهن وعلى رأسها مشكلة الاتحاديتين الوطنيتين للمسايفة والدراجات. - لقد وقع جدل كبير بخصوص تطابق قوانين اتحاديات الرياضات الأولمبية مع قانون وزارة الشباب والرياضة، كيف ترون حل هذه المعضلة؟ * هذا المشكل لا يزال قائما مما جعلنا نتأخر في تنفيذ خطة العمل التي أتينا بها، فالوزارة لم تجد الى حد الآن الحل الأمثل للفصل في هذه القضية التي بقيت عالقة قرابة سنة كاملة، وذلك بسبب المرسوم الحكومي 05 / 405 الذي تم تطبيقه على كل الفدراليات ما عدا فدرالتي الدرجات والمسايفة، وأنا شخصيا أعتبر هذا التباين في تطبيق القوانين غير معقول لأنه من غير المنطقي ترك الاتحاديتين المذكورتين سالفا تسيران بقوانين غير تلك التي تسير بها باقي الاتحاديات، أنا أعتبر العملية الانتخابية لرئيس الاتحادية الجزائرية للدراجات رشيد فزوين شرعية بقوة القانون، لأن النص القانوني الذي يشير الى أن كل مترشح يحوز على 50 في المائة من الأصوات المعبر عنها هو الفائز وذلك ما كان لفزوين.. وفي ميدان الدراجات، فإن 38 عضوا حضروا العملية الانتخابية من ضمن ال 54 عضوا المشكلين للجمعية العامة، وحاز الرئيس على 16 صوتا مقابل 14 لخصمه وإلغاء ثمانية أصوات، وفي هذه الحالة فزوين نال 15 + 1، أي أكثر من نصف الأصوات ولم تسجل أصوات منددة بالعملية حسب تقرير ممثل الوزارة الذي حضر الجمعية الانتخابية. أما بشأن اتحادية المسايفة، فقد قام الاتحاد الدولي للمسايفة بمراسلة اتحادية الاختصاص بالجزائر بتاريخ 28 جانفي الماضي، يطلب من السيدة فريال صالحي، التي يعتبرها رئيسة هذه الهيئة رغم تجديد الاتحادية بانتخاب رئيس ومكتب جديدين، وهذه هي العقدة بالنسبة للاتحاد الدولي الذي يبدو أنه لا يعترف بشرعية القادمين الجدد، حيث كانت الهيئة الدولية قد راسلت وزارة الشباب والرياضة يوم 10 نوفمبر الماضي، طالبة تكييف قوانين الاتحادية الجزائرية للمسايفة مع تلك المسيرة للاتحاد الدولي، وتضمنت المراسلة أيضا مسألة تأهيل أية اتحادية محلية لدى الاتحاد الدولي والمتعلقة أساسا بعدد المبارزين المنخرطين والمحددين وفق القانون الذي لابد أن لا يتعارض مع القوانين العامة. والنقطة الأخرى التي أصرت الهيئة الدولية على تأكيدها، تتعلق بتحديد عهدة رئيس الاتحادية ومكتبه المسير، حيث أكدت المراسلة أن لقاء مدريد 2007 رفض تحديد العهدات، وأوضحت أيضا أن قائمة الخبراء المعنيين من طرف الوزارة يجب أن تخضع لموافقة الاتحادية المحلية وكذا الفدرالية الدولية. وزيادة على ذلك، فإن الاتحاد الدولي أوضح للاتحادية الجزائرية للمسايفة، أن هذه الأخيرة لا يمكن أن تعتبر نفسها عضوة في الهيئة الدولية إلا في إطار احترامها للقوانين العامة، وهو الأمر الذي يستدعي من الفدرالية الجزائرية إعادة النظر في التكيف التام مع القانون الدولي وإلا سيكون مصير الجزائر الإقصاء من الاتحاد الدولي. لذا، أطلب من السلطات العمومية التي تملك كافة الصلاحيات أن تسارع الى حل هذه المعضلة التي بدأت انعكاساتها السلبية تظهر على هاتين اللعبتين الأولمبيتين وذلك من خلال فترة الفراغ التي تمران بها، وأعتقد أن الاتحاديتين قد بالغتا في تمسكهما بموقفهما ونتج عن ذلك غيابهما عن المواعيد الرسمية خلال الموسم المنصرم، مما أدى إلى عدم مواكبة العناصر الوطنية للمستويات العالمية. ولتفادي حدوث فجوة كبيرة، يتوجب على الرئيسين أن يأخذا العبرة من رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الحالي، محمد راوراوة، الذي فضل الانسحاب من مبنى دالي إبراهيم على خلفية هذا القانون حتى لا يؤثر سلبا على هذه اللعبة بالدرجة الأولى. ولا شك أن عودته الى الهيئة الكروية بمباركة جماعية وتمكينه من حسم معركة الانتخابات لصالحه، دليل واضح على صواب قراره. - هل يمكنكم أن تطلعونا على الخطوط العريضة لبرنامج عملكم؟ * برنامج عملي يرتكز على ثلاث نقاط أساسية تتمثل أولا في إعادة الاستقرار والانضباط إلى الهيئة وتوحيد الجهود، وذلك بتكوين أسرة هدفها الأول التخلي عن المشاكل السابقة التي تركت اللجنة الأولمبية الجزائرية تدخل في متاهات زائدة، وهذا ما يفسر عودة الاطمئنان والهدوء، مرورا إلى إنشاء لجنة المتابعة وتقييم التحضيرات الفنية للمنتخبات الأولمبية استعدادا للموعد الأولمبي القادم (لندن 2012)، مشابهة للجنة التي اهتمت بتحضيرات الفرق الوطنية في الألعاب الإفريقية، وصولا إلى الاهتمام بالتكوين القاعدي الذي يخص المدربين والحكام وخاصة المواهب الشابة. سنعدل بعض القوانين المسيرة للجنة الأولمبية ومن الأمور التي ركزت عليها أيضا في برنامج عملي، تلك المتعلقة بتعديل بعض القوانين المسيرة للجنة الأولمبية، وأهمها منح الأبطال الأولمبيين صفة العضوية، وكذلك إدماج الممارسة الرياضية في القطاعات الحيوية الأخرى كقطاع الصحة والتربية والثقافة، وذلك في إطار برنامج واسع النطاق للامركزية نشاطات اللجنة الأولمبية الجزائرية. - كيف سيتم ذلك؟ * حسب اعتقادي لم تكن هذه النقطة محل اهتمام مني فقط، بل أخذت نصيبا وافرا من اهتمام هيئة البلجيكي روغ، التي ترى أن هدف الألعاب الأولمبية يكمن في تسخير الرياضة لخدمة التنمية المنسجمة وترقية مجتمع سلمي، حيث سيتم في هذا الإطار إنشاء مراكز جهوية للطب الرياضي بالتعاون مع وزارتي الصحة والشباب والرياضة. لقد عرف هذا المجال في الجزائر تطورا ملحوظا في السبعينيات، لكن للأسف درجة تقدمه في السنوات الأخيرة بقيت غير مستقرة، وهذا ما يستوجب علينا فتح أكاديمية أولمبية لفائدة الباحثين والطلبة من مختلف معاهد التكوين المتخصصة في الطب الرياضي. وأتطلع من جهة أخرى الى تجسيد برنامج تكويني لتأهيل أطباء الرياضة من أجل تحسين قدراتهم في التدخل والتكفل الطبي بالرياضيين، حيث تتضمن هذه المبادرة تربصات قصيرة المدى لفائدة 120 طبيب في الرياضة تابعين لوزارة الشباب والرياضة، وأيضا الأطباء المتطوعين في الأندية الرياضية. وبالإضافة إلى هذه الدورات المنتظمة بالموازاة مع التكوين العادي في مرحلة التخصص التي تمتد على مدى أربع سنوات، ستعلن هيئتنا عن توحيد مستقبلي لدفتر المراقبة الطبية الخاص بالرياضي. ومعروف لدى المنظمة الوطنية للصحة، أنها نصبت لجنة وطنية لترقية النشاط البدني وفق التوصيات الصادرة عن المنظمة العالمية للصحة في إطار مكافحة الأمراض المزمنة والسمنة وأمراض أخرى ناتجة أساسا عن نقص الحركة وتغير أنماط التغذية. ومن جهة أخرى، تعتزم اللجنة الأولمبية بالتعاون مع وزارة الثقافة، تنظيم أسبوع للتنشيط الثقافي والرياضي عبر كافة التراب الوطني لترقية قيم السلم والأخوة في أوساط الجمهور، حيث تعد الرياضة عاملا أساسيا، وقد استلهمت هذه الفكرة من الحماس الكبير الذي رافق تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم، حيت اقترحنا تحديد افتتاح فعاليات أسبوع التنشيط الثقافي والرياضي يوم 18 نوفمبر من كل سنة، وهو تاريخ فوز الفريق الوطني على نظيره المصري. وتسعى هيئتنا أيضا إلى إنشاء أول متحف أولمبي بالجزائر ستكون مهمته الأساسية التعريف بشكل أحسن بتاريخ الرياضة الوطنية للشباب. - المشاركة الجزائرية في دورة بكين والألعاب المتوسطية ببيسكارا كانت ضعيفة إن لم نقل كارثية، ما هو في نظركم طريق تفادي المشاركة من أجل المشاركة؟ * النتائج التي سجلت في بكين أو في الدورات السابقة كانت مقبولة على العموم، وحسب رأيي أن وراء هذه الحصيلة الشحيحة، الوضعية الأمنية التي كانت تعيشها البلاد في التسعينيات حيث لم تسمح للعناصر الوطنية من إقامة تحضيراتها في وقتها المحدد. وعندما يكون التأخير في الإعداد التكتيكي أو البدني، من المنطقي أن تحصل هذه النتائج، لأن التحضير لا بد أن يكون على المدى الطويل، 8 سنوات على الأقل، فتحضيرات الجزائر لأولمبياد 2012 متأخرة بنسبة 60 بالمائة. لذا، لا أنتظر من المشاركة الوطنية في لندن شيئا كبيرا سوى محاولة حفظ ماء الوجه. ولتفادي السقوط في نفس الخطأ، سأركز خلال عهدتي على وضع استراتيجية شاملة تضمن استعدادا أحسن للنخبة الوطنية تحسبا لأولمبياد 2016، حتى تتمكن من تحقيق نتيجة مشرفة تليق بسمعة الرياضة الأولمبية الجزائرية. - إلى ماذا ترجعون أسباب هذا التأخير؟ * قبل ذكر الأسباب، يجب القول أن هذا التأخير خارج عن مسؤولية اللجنة الأولمبية. فهيئتنا تكمن مهمتها في نقطتين فقط، هما التنسيق والتدعيم، وإذا رجعنا إلى الأسباب فهي كثيرة ولا تحصى، لكن السبب الجوهري هو تغيير الطواقم الفنية والإدارية، حيث أصبحت ظاهرة تجدد كل أربعة سنوات مع قدوم مكتب فدرالي جديد، مما نتج عنه اختلال في وتيرة تحضيرات الفرق الوطنية. - لكن معظم الاتحاديات ترجع سبب التأخير في تحضيراتها إلى نقص الإمكانيات؟ * في الحقيقة، الإمكانيات كانت ناقصة ولا يمكننا نكران ذلك، لكن مع دعم الوزارة والهيئة العالمية تم حل هذا العجز وبنسبة كبيرة. - ألا تعتقدون أن إعادة التنظيم الإداري للجنة الأولمبية يبقى ضرورة من أجل تسيير جيد؟ * بطبيعة الحال، عندما انتخبت على رأس اللجنة الأولمبية الجزائرية في 7 نوفمبر الفارط، قلت بأني سأبذل كل ما بوسعي للم شمل الأسرة الرياضية الجزائرية من خلال إشراك كل الفعاليات دون أي استثناء، وتحقيق هذا الشيء مرهون بحسن التسيير الإداري، وكذا الدعم الكافي من كل الأطراف. ألا ترون أنه من الضروري تسطير أهداف بالنسبة لكل الفدراليات ومحاسبتها بعد كل منافسة؟ فعلا، نريد تطبيق هذا الأسلوب لأنه سبق لي أن طبقت هذه التجربة سابقا عندما كنت أشرف على تحضيرات الفرق الوطنية في الألعاب الإفريقية الأخيرة، حيث حددنا لكل فدرالية هدفها ومنحناها الإمكانيات حسب تكهناتها، والحمد لله، كانت التنبؤات بعدد الميداليات التي افتكتها الجزائر في الموعد القاري قريبة جدا من الإحصاءات التي قدمناها للوصاية قبل انطلاق الألعاب، وهذا يبرهن على أن هذه التجربة التي نجحت بامتياز وعلى كافة الأصعدة، تستحق أن تعاد في الموعد الأولمبي القادم. وفي هذا الخصوص، سنقوم في القريب العاجل بإنشاء مديرية رياضية على مستوى اللجنة الأولمبية، التي سنمنحها كافة الإمكانيات، ومهمتها تكمن في الاتصال بالفدراليات المعنية بالمشاركة في أولمبياد لندن 2012، حتى نميز ما هي طموحاتنا وما هي النتائج التي يمكننا تحقيقها. إنجازات منتخب كرة القدم حفزتنا كثيرا - ألا تظنون أن الفريق الوطني لكرة القدم بتأهله إلى الدور نصف النهائي من كأس إفريقيا بأنغولا والتأهل إلى كأس العالم بجنوب إفريقيا، وضع طموح الجمهور الجزائري في أعلى مستوى، وبالتالي، فإن كل الرياضات مطالبة بتحقيق على الأقل نتائج أكثر تشريفا؟ * أنا جئت من بيت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، حيث كنت عضوا فيها، وأريد أن تكون النتيجة التي حققها المنتخب الوطني بتأهله إلى مونديال جنوب إفريقيا ووصوله إلى المربع الذهبي في منافسات كأس أمم إفريقيا بأنغولا، فأل خير على كرة القدم الجزائرية، لأن هذا الإنجاز البطولي الذي لم نكن ننتظره وفرحتنا به لن تتوقف فقط في جوان القادم، بل يجب أن تستمر لسنوات عديدة، خصوصا وأننا نملك لاعبين من طينة الكبار يمكنهم تحقيق استحقاقات تاريخية مستقبلا، وهذه النشوة حفزت الرياضات الأخرى على اتخاذ نفس النهج، خصوصا وأن الحركة الرياضية الوطنية لقيت اهتماما بالغا من طرف الدولة، حيث ارتأت هذه الأخيرة تقديم دعم كامل لكل فدرالية حتى تواكب هذا الانتصار. للإشارة فقط، النتيجة التي حققتها كرة القدم الجزائرية هي نتيجة للعمل الخارجي، بمعنى أن المنتخب الوطني يضم في صفوفه 90 بالمائة من لاعبين ينشطون في مختلف البطولات الأوروبية، لذا، يتوجب على القائمين بشؤون الكرة المستديرة في الجزائر أخذ هذه النقطة بعين الاعتبار، وأنا كإطار في القطاع الرياضي أود أن يكون هذا الإنجاز من العمل الداخلي. - من خلال تجربتكم واحتكاككم المتواصل مع عالم الرياضة، ما هي العوائق التي تقف أمام تطور الرياضة الجزائرية؟ * التأطير في الجزائر يفتقر إلى الكفاءة والخبرة، لذا يتوجب علينا الاستعانة بالخبراء الدوليين حتى نعزز من درجة تأهليه. أما عن المنشآت فهي قليلة وبشكل فادح، في حين أن البعض منها بقيت الأشغال فيها متوقفة على غرار مركز تيكجدة الذي أعاد الحياة إلى المنطقة بعد أن كان عرضة للتلف في وقت مضى، وقد تكفلت اللجنة الأولمبية بإعادة تهيئته وإصلاحه، وغرست كل شجرة تم حرقها واجتثاثها وبعثت الحياة فيه من جديد، حيث أصبح يستقطب كل رياضيي المنطقة وما جاورها، على غرار العائلات التي تأتي للنزهة والترويح عن نفسها في العطل الأسبوعية. وقد تمت عملية إعادة الاعتبار لهذه المنشأة الرياضية الكبيرة بالتنسيق مع السلطات المحلية والوطنية، حيث تم بناء ملعب على بعد 2000 متر فوق سطح البحر بالمعايير العالمية ومضمار للماراطون والمشي، وقد تطلبت هذه العملية ثلاث سنوات كاملة، خصوصا وأنه بعد الانتهاء من الإنجاز وإسناد مهمة التسيير للوزارة الوصية، لوحظت هنا وهناك استفاقة في بعض المناطق لجعل مراكز ومركبات رياضية مهملة تعود إلى الواجهة من جديد، كما هو الحال في سرايدي وتلمسان التي ستكون جاهزة مائة بالمائة بين 5 و 10 سنوات. - وإذا رجعنا إلى قضية البطلة الأولمبية صوريا حداد، ما هو الجديد بشأنها؟ * مؤخرا، تكلمنا مع مسؤولي الاتحادية الجزائرية للجيدو وقلنا لهم، إذا كانت قضية صوريا حداد متعلقة بالإمكانيات لكي تكون في المستوى الأولمبي، فنحن مستعدون لمساعدتها ونتمنى أن تكرر إنجازها التاريخي في موعد لندن. - ما هي كلمتكم الأخيرة؟ * نحن الآن بصدد إعادة بناء اللجنة الأولمبية والحركة الرياضية، وأنتم كإعلاميين لديكم دور كبير لمساعدتنا في هذه المهمة الكبيرة.