يشهد مركز البريد الرئيسي على مستوى بلدية الرغاية ضغطا متزايدا يترجمه تزايد اقبال الزبائن على مختلف الخدمات البريدية والمالية رغم ضيق مساحته، خاصة في ظل تذبذب الخدمات بالمكاتب الجوارية لعدة اعتبارات، بالموازاة مع بروز الحاجة الملحة لإنشاء مكتب فرعي بالأحياء الجنوبية المجاورة للمنطقة الصناعية والتي تضم نحو 20 ألف نسمة. ويعد النشاط التجاري والاقتصادي الذي يميز بلدية الرغاية، من بين العوامل التي تزيد الطلب على خدمات مكاتب المركز الذي يقع بوسط المدينة حيث يقصده سكان البلديات المجاورة كذلك، اذ يقدر عدد العمليات اليومية التي يقدمها بنحو 3 آلاف عملية مالية وبريدية، إلا أن ضيق المقر وازدياد عدد زبائن بريد الجزائر في بلدية يقترب عدد سكانها من 90 ألف نسمة، أحدث نوعا من الضغط عليه وتسبب في بروز طوابير الانتظار يوميا، التي تملأ قاعاته عن آخرها خاصة بمصلحة العمليات المالية. وبالرغم من اعتماد المركز أواخر السنة الماضية على تطبيق مبدأ الشباك الموحد الذي تبناه قطاع البريد، بالإضافة الى منظم الأدوار آليا، إلا أن ضغط الإقبال من طرف الزبائن بقي قائما خاصة فيما يتعلق بسحب الأموال، حيث يصطف الزبائن في طوابير تمتد الى خارج المكتب بأمتار، وهو ما ينطبق على جهاز السحب الآلي رغم محاولة القائمين عليه تمديد ساعات العمل الى ما بعد الرابعة مساء وتسخير الأعوان بتطبيق مبدأ الدوامين، حيث اكد بعض الزبائن ممن تحدثت إليهم »المساء« أنهم يضطرون إلى الانتظار لأكثر من ساعة و100 دور على التوالي وقوفا، وهو ما يعطل مصالحهم في عديد المرات. ولعل ما يفسر هذه الوضعية أكثر هو تذبذب خدمات مكاتب البريد الجوارية المتواجدة بالأحياء لكل من الونشريس، شب شب وحي جعفري، التي يشتكي قاصدوها من صغر مساحة بعضها وتقليص خدماتها واقتصارها على بعض المعاملات المالية والبريدية المحدودة دون تدعيمها بالإمكانيات المادية والبشرية، وهو ما يجعل المركز الرئيسي مقصدا لسكان هذه الأحياء ويدفعهم الى مطالبة الجهات المعنية بتدعيم خدمات هذه المكاتب الجوارية مستقبلا. كما يطرح سكان الأحياء الجنوبية المجاورة للمنطقة الصناعية مشكل انعدام مكتب بريدي، في ظل ارتفاع الكثافة السكانية الى نحو 20 ألف نسمة بكل من أحياء عيسات مصطفى، الأوراس وحي المحطة، بالإضافة الى حركية النشاط الاقتصادي للمنطقة الصناعية، إلا أن هذه العوامل لم تشفع لسكانها بتوفير هذه الخدمة الجوارية أمام معاناتهم في التنقل الى وسط المدينة والوقوف في طوابير لا تنتهي، بل قد يصل الأمر الى قصد البلديات المجاورة. ويتساءل بعض ممثلي هذه الأحياء عن مصير هذا الانشغال الجديد القديم في ظل تزايد عدد سكان المنطقة التي تشكلها التعاونيات العقارية، خاصة وأن فكرة مشروع انجاز مكتب بريدي بقيت حبيسة الأدراج منذ أكثر من 10 سنوات، رغم اعتراف المجالس الشعبية المتعاقبة ومصالح قطاع البريد بضرورة تجسيد حل لهذا الانشغال الذي من شأنه تخفيف الضغط عن المركز الرئيسي، وهو ما يجعل تبني المشروع من طرف السلطات المحلية والولائية بالتنسيق مع المصالح المعنية، مطلبا ملحا من طرف زبائن بريد الجزائر لتدعيم الخدمات الجوارية وهذا في أقرب الآجال الممكنة.